Site icon العربي الموحد الإخبارية

أبو الحسين البصري …المتكلم على مذهب المعتزلة

أبو الحسين البصري – التعريف والنشأة:

محمد بن علي بن الطيب، أبو الحسين البصري ،المتكلم على مذهب المعتزلة، وُلِدَ في البصرة، وسكن بغداد، وهو من علماء الكلام في القرن الهجري الخامس.

تحصيله العلمي ومكانته العلمية:

درَسَ على القاضي عبد الجبَّار المعتزلي الكبير، وحدَّث عن: هلال بن محمد، وأخذ عنه علم الكلام: أبو علي بن الوليد، وأبو القاسم بن التَّبَّان.

الشورجة - بغداد في العام 1932 التي عاش أبو الحسين البصري فيها
الشورجة – بغداد في العام 1932 – مكتبة الكونغرس

يعتبر أبو الحسين البصري
أحد أئمة المعتزلة الأعلام وفحولهم، المشار إليه في هذا الفن، وكان جيد الكلام، فصيحاً،
بليغاً، مليح العبارة، غزير المادة، إمام وقته.

انتفع الناس بكتبه كثيراً،
كان يُدرِّس مذهب المعتزلة ببغداد، وله حلقة كبيرة.

أقوال العلماء في أبي الحسن البصري :

  • قال الذهبي: “كان فصيحاً بليغاً، عذبَ العبارة، يتوقد ذكاءً، وله اطِّلاع كبير”.
الإمام شمس الدين الذهبي مؤرخ الإسلام والناقد البارع
  • وقال عنه القِفْطي: “كان إماماً عالماً بعلم كلام الأوائل، قد أحكم قواعده وقيَّد أوابده وتصيَّد شوارده، وكان يتقي أهل زمانه في التظاهر به، فأخرج ما عنده في صورة متكلمي الملة الإسلامية، وأحكم ما أتى به من ذلك، ومن وقف على تصانيفه تحقق ما أشرت إليه من أمره”.
  • جاء في كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة أن أبا الحسين كان فريد عصره، جَدِل حاذق..، “وكان لأصحابنا عنه نَفْرةٌ لشيئين، أحدهما أنَّه دنَّسَ نفسه بشيء من الفلسفة وكلام الأوائل، وثانيهما؛ ما ردَّ به على المشائخ في بعض أدلَّتهم في كُتُبِه، وذكَرَ أنَّ الاستدْلال بذلك لا يصِحُّ، فبهذين الأمرين لم يُبَارَك في عِلمِه”.

كتبه ومصنفاته:

قام أبو الحسين البصري بكتابة العديد من الكثب نذكر منها :

  1. المعتمد في أصول الفقه: وهو كتاب كبير في أصول الفقه، ومنه أخذ فخر الدين الرازي كتاب «المحصول»، قال عنه الذهبي: “من أجود الكتب”.
  2. تصفح الأدلة: كتاب في أصول الفقه.
  3. غرر الأدلة: كتاب في أصول الفقه.
  4. شرح الأصول الخمسة: كتاب في أصول الفقه.
  5. الإمامة.

أصول المعتزلة:-

للمعتزلة أصول خمسة هي: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمرُّ بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وكانت هذه المبادئ وليدةً للمناقشات والمناظرات التي جَرَت بينهم وبين مخالفيهم.

وقد خالف المُعتزلة السلف في فَهم العقائد، إذ كان منهجهم في استيعابها مستند إلى العقل لا سواه، فقد عملوا على تطبيق الأحكام العقلية على العقائد الدينية.

وكانت أصولهم الخمسة وما انبثق منها وعنها من آراء؛ بمثابة القاعدة الأساسية في محاورتهم مع النصوص، سواءً أكانت قرآناً أو سُنَّة، فكان كل ما يعارض مبادئهم من آيات يؤولونها، وما يصطدم منها من أحاديثٍ ينكرونها.

وقد قاموا أيضاً بتأوليل الآيات التي تُثبت رؤية الله، وآيات التجسيم والتشبيه، والآيات التي تقول بالجبر والقدر.

كما كان موقفهم من الحديث موقِف المُتشكك في صحته، وأحياناً منكراً له، ذلك لأنهم يُحكمِّون العقل في الحديث، لا الحديث في العقل.

وقالوا أيضاً: إن الأحاديث التي توحي بالجبر ذات رواية آحاد، وخبر الواحد لا يُؤخذ به في أصول العلم، كما ذهبوا إلى جواز وقوع الكذب في خبر المتواتر من الحديث، طبعاً مع وجود تدرُّج في هذا الطرح ما بين شخصية معتزلية وأخرى.

أبو الحسين البصري – الوفاة :

وتوفي في بغداد، يوم الثلاثاء، 15 ربيع الآخر، سنة 436هـ، ودفن أبو الحسين البصري في مقبرة الشُّونِيزِيَّة، وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصَّيْمَرِيُّ.

المصادر:

  • إخبار العلماء بأخبار الحكماء (221).
  • المعتزلة في بغداد وأثرهم في الحياة الفكرية والسياسية، أحمد شوقي العمرجي.
  • الأعلام (6/275).
  • سير أعلام النبلاء (17/587/رقم 393).
  • شذرات الذهب في أخبار من ذهب (5/172).
  • العبر في خبر من غبر (2/273).
  • فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة.
  • وفيات الأعيان (4/271/رقم 609).
Exit mobile version