ابن يونس – الاسم والنشأة:-
علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، أبو الحسن الصَّدَفي المصري، المعروف بـ ابن يونس المصري .
عالم بالفلك، ولم يذكر المؤرِّخون تاريخ ولادته، ولكن من علماء الفلك في القرن الهجري الرابع الموافق للقرن الحادي عشر الميلادي.
ينتسب إلى أُسرة مشهورة بالعلم، فقد كان أبوه محدثاً ومؤرِّخاً كبيراً، كما كان جده من المتخصصين في علم الفلك والكواكب.
ابن يونس – المكانة العلمية:-
كان ابن يونس راصداً رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالماً نظرياً من الطراز الأول، وقد كانت له مكانة رفيعة ومنزلة عالية عند الخلفاء الفاطميين، حيث قاموا بتشجيعه على متابعة أبحاثه الفلكية والرياضية، وبنوا له مرصداً قرب القاهرة، وجهَّزوه له بكل ما يلزم من الآلات والمعدات والأدوات.
وتعتبر جداول ابن يونس لخطوط الطول ودوائر العرض الشمسية والقمرية والكوكبية الأكثر دقة في العصر الإسلامي في العصور الوسطى.
كما أنه قدم إرشادات بخصوص تحويل التواريخ بين التقويمات الإسلامية والقبطية والسورية، بالإضافة إلى تحديد موقع القبلة ومراحل القمر.
ساعد التقييم النقدي الذي قام به ابن يونس لكتاب “المجسطي” لبطليموس والذي وضع الأرض في مركز الكون؛ على تمهيد الطريق للتفكير الذي أدى إلى نظرية مركزية الشمس التي طرحها الفلكي البولندي نيكولاس كوبرينكس في القرن الخامس عشر.
كان عارفاً بالأدب، وله شعر حسن؛ منه هذه الأبيات:
إسهاماته العلمية:-
ترك ابن يونس بصمات كبيرة في علم الهندسة والفلك، تجلت هذه البصمات في الإسهامات التالية:
- برع في علم المثلثات، وله فيها بحوث قيمة ساعدت في تقدم علم المثلثات.
- هو أول من وضع قانوناً يتعلق بحساب المثلثات الكروية، وأصبح لهذا القانون أهمية كبرى عند علماء الفلك، قبل اكتشاف اللوغاريتمات، حيث يمكن من خلال هذا القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، وهذا سهَّل وبسَّط حل كثير من المسائل الطويلة المعقدة.
- يُنسَب إليه اختراع رقَّاص الساعة (البندول) الذي لم تعرفه أوروبا قبل القرن السَّابع عشر على حد تعبير العالم “نالينو”، حيثُ يُعرَف إن من اختراعات ابن يونس ميل السَّاعة ذات الثُقب، وقد حظي ابن يونس اهتماماً كبيراً من الدارسين الأوروبيين لتاريخ العلوم عند العرب.
- أظهر براعةً غير متناهية في حل كثير من المسائل العويصة في علم الفلك.
- رصد كسوف الشمس والقمر في القاهرة سنة 978م، فجاء حسابه قريباً إلى الصحة بنسبة كبيرة إلى أن ظهرت آلات الرصد الحديثة.
واستنتج ابن يونس تزايد سرعة حركة القمر، وميل أوج الشَّمس فصحَّح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر (بارالاكس) الشمسي، ومبادرة الاعتدالين، كما رصد كسوف الشَّمس في القاهرة 978.977 (يقابلها هجرية 368.367 ) واُعتُبِرَ رصده أول رصد علمي دقيق.
أقوال العلماء فيه:-
قال ابن العماد: “كان أبله مغفلاً، رثَّ الهيئة، إذا ركب ضحك منه الناس؛ لطوله وسوء حالته، وله إصابة بديعة في النجامة لا يشاركه فيها أحد، وأفنى عمره في النجوم، والتسيير، والتوليد، وله شعر رائق”.
وقال
الأمير المختار في كتابه «تاريخ مصر»: “بلغني أنه طلع إلى جبل المقطم، وقد
وقف للزهرة، فنزع ثوبه وعمامته، ولبس ثوباً أحمر ومقنعة حمراء تقنع بها، وأخرج
عوداً فضرب به، والبخور بين يديه، فكان عجباً من العجب”.
وقال
عنه سارطون: “ربما كان أعظم فلكي مسلم”.
ابن يونس المصري يسبق أوروبا:-
إقر العلماء والمفكرون الغربيون باستفادة القارة الأوروبية من مساهمات ابن يونس، وذلك على النحو التالي:
- لقد سبق جاليليو في معرفة الرقَّاص واستخدامه، فمن الخطأ نسبة الأخير للعالم الإيطالي الذي اخترعه عام 1642م، أي بعد وفاة ابن يونس بأكثر من ستة قرون، وقد اُستخدِم الرقاص من قبل الفلكيين المسلمين لحساب الفترات الزمنية أثناء رصد النجوم.
- سبق ديكارت وبيكون بقرون في توصله إلى حلول معادلات المثلثات واللوغاريتمات، والحديث عن أن مجموع المكعبين لا يكون مكعباً.
كتاب «الزيج الكبير الحاكمي»:.
«الزيج الكبير الحاكمي» أهم كتب ابن يونس، وقد ألَّفه بأمر من الخليفة العزيز الفاطمي سنة 380هـ-990م، وانتهى منه سنة 1007م في عهد الخليفة الحاكم ولد العزيز، وقد سماه الزيج الحاكمي؛ نسبة إلى الخليفة.
وتوجد
أجزاء من هذا الكتاب في عدد من المكتبات العالمية؛ مثل اكسفورد، وباريس،
والإسكوريال، وبرلين، والقاهرة.
وقد
قام كوسان بنشر وترجمة أجزاء هذا الزيج، التي فيها أرصاد الفلكيين القدماء، وأرصاد
ابن يونس نفسه عن الخسوف والكسوف، واقتران الكواكب.
وقد كانت غاية ابن يونس من تأليف هذا الكتاب؛ تصحيح من سبقه من مصنفي الأزياج، بالإضافة إلى تصحيح وتصويب أرصاد وأقوال الفلكيين الذين سبقوه، وتكميلها.
قال عنه غوستاف لوبون: “وضع ابن يونس في القاهرة زيجه الحاكمي المشهور فأنسى كل زيج قبله في العالم”.
كتبه:-
- الزيج الكبير الحاكمي، ويقع في أربع مجلدات.
- التعديل المحكم.
- جداول السمت.
- غاية الانتفاع في معرفة الدوائر والسمت من قبل الارتفاع.
وفاته:-
توفي في القاهرة فجأة، يوم الإثنين، 3 شوال، سنة 399هـ-1009م، وخلَّف ولداً متخلعاً باع كتبه وجميع تصنيفاته بالأرطال في الصابونيين.
المصادر:–
- الأعلام (4/298).
- بُناة الفكر العلمي في الحضارة الإسلامية (16/1).
- سير أعلام النبلاء (17/109/رقم 69).
- معالم الحضارة في الإسلام، وأثرها في النهضة الأوروبية، عبد الله ناصح علوان.
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب (4/521).
- موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعلامهم، محمد فارس.
ابن يونس – الاسم والنشأة:-
علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، أبو الحسن الصَّدَفي المصري، المعروف بـ ابن يونس المصري .
عالم بالفلك، ولم يذكر المؤرِّخون تاريخ ولادته، ولكن من علماء الفلك في القرن الهجري الرابع الموافق للقرن الحادي عشر الميلادي.
ينتسب إلى أُسرة مشهورة بالعلم، فقد كان أبوه محدثاً ومؤرِّخاً كبيراً، كما كان جده من المتخصصين في علم الفلك والكواكب.
ابن يونس – المكانة العلمية:-
كان ابن يونس راصداً رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالماً نظرياً من الطراز الأول، وقد كانت له مكانة رفيعة ومنزلة عالية عند الخلفاء الفاطميين، حيث قاموا بتشجيعه على متابعة أبحاثه الفلكية والرياضية، وبنوا له مرصداً قرب القاهرة، وجهَّزوه له بكل ما يلزم من الآلات والمعدات والأدوات.
وتعتبر جداول ابن يونس لخطوط الطول ودوائر العرض الشمسية والقمرية والكوكبية الأكثر دقة في العصر الإسلامي في العصور الوسطى.
كما أنه قدم إرشادات بخصوص تحويل التواريخ بين التقويمات الإسلامية والقبطية والسورية، بالإضافة إلى تحديد موقع القبلة ومراحل القمر.
ساعد التقييم النقدي الذي قام به ابن يونس لكتاب “المجسطي” لبطليموس والذي وضع الأرض في مركز الكون؛ على تمهيد الطريق للتفكير الذي أدى إلى نظرية مركزية الشمس التي طرحها الفلكي البولندي نيكولاس كوبرينكس في القرن الخامس عشر.
كان عارفاً بالأدب، وله شعر حسن؛ منه هذه الأبيات:
إسهاماته العلمية:-
ترك ابن يونس بصمات كبيرة في علم الهندسة والفلك، تجلت هذه البصمات في الإسهامات التالية:
- برع في علم المثلثات، وله فيها بحوث قيمة ساعدت في تقدم علم المثلثات.
- هو أول من وضع قانوناً يتعلق بحساب المثلثات الكروية، وأصبح لهذا القانون أهمية كبرى عند علماء الفلك، قبل اكتشاف اللوغاريتمات، حيث يمكن من خلال هذا القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، وهذا سهَّل وبسَّط حل كثير من المسائل الطويلة المعقدة.
- يُنسَب إليه اختراع رقَّاص الساعة (البندول) الذي لم تعرفه أوروبا قبل القرن السَّابع عشر على حد تعبير العالم “نالينو”، حيثُ يُعرَف إن من اختراعات ابن يونس ميل السَّاعة ذات الثُقب، وقد حظي ابن يونس اهتماماً كبيراً من الدارسين الأوروبيين لتاريخ العلوم عند العرب.
- أظهر براعةً غير متناهية في حل كثير من المسائل العويصة في علم الفلك.
- رصد كسوف الشمس والقمر في القاهرة سنة 978م، فجاء حسابه قريباً إلى الصحة بنسبة كبيرة إلى أن ظهرت آلات الرصد الحديثة.
واستنتج ابن يونس تزايد سرعة حركة القمر، وميل أوج الشَّمس فصحَّح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر (بارالاكس) الشمسي، ومبادرة الاعتدالين، كما رصد كسوف الشَّمس في القاهرة 978.977 (يقابلها هجرية 368.367 ) واُعتُبِرَ رصده أول رصد علمي دقيق.
أقوال العلماء فيه:-
قال ابن العماد: “كان أبله مغفلاً، رثَّ الهيئة، إذا ركب ضحك منه الناس؛ لطوله وسوء حالته، وله إصابة بديعة في النجامة لا يشاركه فيها أحد، وأفنى عمره في النجوم، والتسيير، والتوليد، وله شعر رائق”.
وقال
الأمير المختار في كتابه «تاريخ مصر»: “بلغني أنه طلع إلى جبل المقطم، وقد
وقف للزهرة، فنزع ثوبه وعمامته، ولبس ثوباً أحمر ومقنعة حمراء تقنع بها، وأخرج
عوداً فضرب به، والبخور بين يديه، فكان عجباً من العجب”.
وقال
عنه سارطون: “ربما كان أعظم فلكي مسلم”.
ابن يونس المصري يسبق أوروبا:-
إقر العلماء والمفكرون الغربيون باستفادة القارة الأوروبية من مساهمات ابن يونس، وذلك على النحو التالي:
- لقد سبق جاليليو في معرفة الرقَّاص واستخدامه، فمن الخطأ نسبة الأخير للعالم الإيطالي الذي اخترعه عام 1642م، أي بعد وفاة ابن يونس بأكثر من ستة قرون، وقد اُستخدِم الرقاص من قبل الفلكيين المسلمين لحساب الفترات الزمنية أثناء رصد النجوم.
- سبق ديكارت وبيكون بقرون في توصله إلى حلول معادلات المثلثات واللوغاريتمات، والحديث عن أن مجموع المكعبين لا يكون مكعباً.
كتاب «الزيج الكبير الحاكمي»:.
«الزيج الكبير الحاكمي» أهم كتب ابن يونس، وقد ألَّفه بأمر من الخليفة العزيز الفاطمي سنة 380هـ-990م، وانتهى منه سنة 1007م في عهد الخليفة الحاكم ولد العزيز، وقد سماه الزيج الحاكمي؛ نسبة إلى الخليفة.
وتوجد
أجزاء من هذا الكتاب في عدد من المكتبات العالمية؛ مثل اكسفورد، وباريس،
والإسكوريال، وبرلين، والقاهرة.
وقد
قام كوسان بنشر وترجمة أجزاء هذا الزيج، التي فيها أرصاد الفلكيين القدماء، وأرصاد
ابن يونس نفسه عن الخسوف والكسوف، واقتران الكواكب.
وقد كانت غاية ابن يونس من تأليف هذا الكتاب؛ تصحيح من سبقه من مصنفي الأزياج، بالإضافة إلى تصحيح وتصويب أرصاد وأقوال الفلكيين الذين سبقوه، وتكميلها.
قال عنه غوستاف لوبون: “وضع ابن يونس في القاهرة زيجه الحاكمي المشهور فأنسى كل زيج قبله في العالم”.
كتبه:-
- الزيج الكبير الحاكمي، ويقع في أربع مجلدات.
- التعديل المحكم.
- جداول السمت.
- غاية الانتفاع في معرفة الدوائر والسمت من قبل الارتفاع.
وفاته:-
توفي في القاهرة فجأة، يوم الإثنين، 3 شوال، سنة 399هـ-1009م، وخلَّف ولداً متخلعاً باع كتبه وجميع تصنيفاته بالأرطال في الصابونيين.
المصادر:–
- الأعلام (4/298).
- بُناة الفكر العلمي في الحضارة الإسلامية (16/1).
- سير أعلام النبلاء (17/109/رقم 69).
- معالم الحضارة في الإسلام، وأثرها في النهضة الأوروبية، عبد الله ناصح علوان.
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب (4/521).
- موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعلامهم، محمد فارس.