توطئة حول ابن النفيس :-
الطبيب العربي ابن النفيس القرشي (علاء الدين علي بن أبي الحزم الخالدي المخزومي القَرشي الدمشقي الشافعي)، والذي امتدت حياته ما بين عاميّ (1213 و1288م)؛ كان من أهم الشخصيات التي قدمت مساهمات رائدة وهامة في الطب عموماً، وعبر اكتشافاته وملاحظاته المتعلقة بالدورة الدموية الرئوية بشكل خاص.
في الواقع ؛ كان ابن النفيس أول من يتحدى القناعة الراسخة والسائدة منذ عهد الطبيب الإغريقي جالينوس ( 129 – 216 م)، وصولاً إلى القرن الثالث عشر للميلاد، والتي كانت تقول إن :” الدم يمر من خلال الحاجز البطيني القلبي بين البطينين، وأنه لا بد من أن يمر الدم المتجه إلى البطين الأيسر من قلب الرئة”.
الشعيرات الدموية:–
ويعود إلى ابن النفيس الفضل في اكتشاف الشعيرات الدموية، حيث افترض أنه لا بد من وجود قنوات اتصال مسامية صغيرة (منافذ) تصل بين الشريان الرئوي والوريد.
هذا الافتراض أو التنبؤ الذي وضعه الطبيب العربي؛ سبق اكتشاف الشعيرات الدموية بحوالي 400 عام وذلك عن طريق الإيطالي مارسيلو ملبيغي (1628 -1694م).
العصر الذهبي:-
ولن تتفاجأ إن علمت أن ابن النفيس – هذا الطبيب والباحث في وظائف الجسم – ينتمي إلى العصر الإسلامي الذهبي، الذي سطع فيه نجم الطبيب الموسوعي ابن سينا (980-1037 م).
هذه الحقبة جاءت بعد قرون من هيمنة مدرسة الإغريقي جالينوس، التي عُرِفت في القرن الثاني للميلاد، كما جاءت قبل عصر النهضة العلمية الأوروبية التي بدأت في القرن السادس عشر.
لذا؛ فعصر العلوم العربية الإسلامية يعتبر همزة الوصل والجسر الذي ردم فجوة امتدت لأكثر من 1300 سنة بين العلوم الإغريقية وبداية النهضة الأوروبية.
سبق طبي لابن النفيس :–
ويعتبر إبن النفيس وزملاؤه من علماء المسلمين الأساس المتين الذين تم تأكيد نتائج أعمالهم واكتشافاتهم في
أبحاث ميغيل سيرفيت (1511- 1553 م)، العالم وريلدوس كولمبوس (1516-1559 م)، أعمال أندريس فيساليوس (1514 -1564 م) والفذ ويليان هارفي (1578 -1657 م).
هذه الحقبة الإسلامية المشرقة -التي غالباً ما يتم تجاهلها من قبل علماء الوظائف الحيوية البشرية الجدد، كانت هي التي أمدت العلماء الغربيين بأسس الطب الحديث.
وفي هذه الدراسة؛ سوف نقوم بتسليط الضوء على أبرز معالم الحقبة الذهبية في العالم الإسلامي ومناقشة أهميتها العلمية.
العلوم الإسلامية ما بين القرنين الثامن والسادس عشر :–
لدى الباحثين المعاصرين المهتمين بتاريخ الطب وعلم وظائف أعضاء الجسد؛ ميلٌ إلى التدقيق في فترة الـ (1300) سنة الإسلامية التي ذكرناها والتي كانت بمثابة همزة الوصل ما بين القرن الثاني الميلادي ( جالينوس ومدرسته الإغريقية الرومانية) إلى بدايات عصر النهضة.
والسبب في هذا؛ هو سعيهم المستمر لسبر أغوار التأثير الإستثنائي الذي نتج عنه تطوير العلماء المسلمين ، لما توصل إلى العالم جالينوس وذلك بعد قرون طويلة من وفاة الأخير..
كيف كان الطب في أوروبا قبل وخلال عصر النهضة؟
لتبسيط الإجابة وعلى سبيل الذكر لا الحصر؛ ففي أواخر القرن السادس عشر وعندما كان وليام هارفي الطبيب البريطاني يتعلم في كلية كامبردج؛ كان كتاب جالينوس جزءاً أساسياً من منهج تعليمه، في الحقيقة كان هناك العديد من مآثر ونظريات جالينوس ظلّت متبعة حتى القرن الثامن عشر كطرق علاجية منها على سبيل المثال (فصد الدم العلاجي).
مع ذلك؛ وعلى الرغم من الازدهار العلمي الذي شهدته أوروبا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر؛ فقد كانت علوم الإغريقي جالينوس محل تساؤل ونقد وشك متزايد من قبل العلماء الأوروبيين (من أمثال مايكل سيرفيتوس، وريلدوس كولومبوس والعالم خوان فالفيردي) وذلك في الفترة الممتدة بين (1525 -1587 م).
وبعد ذلك؛ تم انتقاد هذه النظريات التي جاء بها جالينوس، وذلك من قبل قبل العلماء الأوروبيين الأحدث عهداً مثل أندريس فيساليوس وصولاً إلى ويليام هارفي.
ومن هنا نشأ إغراء كبير لدى هؤلاء العلماء للبحث في تلك السنوات الـ (1300) التي تم تجاهلها طويلاً ونعني هنا حقبة الطب العربي الإسلامي ومن قبله اليوناني على وجه التحديد.
ما هو العصر الذهبي الإسلامي بالتحديد؟
يشار إلى الفترة التي تمتد ما بين القرنين الثامن والسادس عشر الميلاديين على أنها حقبة العصر الذهبي العلمي الإسلامي.
مع أن المصطلح غير دقيق وغير محدد تماماً؛ إلا أنه يعمل على جمع شمل كل الأحداث العلمية التي حصلت وقامت على رقعة جغرافية كبيرة تمتد من شبه الجزيرة الآيبيرية وشمال إفريقيا في الغرب إلى شرق العالم في الهند، ومن شبه الجزيرة العربية في الجنوب؛ حتى حدود بحر قزوين شمالاً.
حتى أن بعض العلماء يتجه إلى استعمال صفة العلم العربي لشمول هذه العلوم المنجزة على رقعة الأرض الإسلامية، وذلك لأن سائر المخطوطات والكتب التي تم الاعتماد عليها كانت مكتوبة في الأصل بالعربية، وهي اللغة التي انتشرت في جميع أرجاء البلاد الإسلامية وأمصارها.
ولكن هنا لا بد من مراعاة أن كتّاب هذه المخطوطات ومطوري العلوم ليسوا بأكملهم عرباً، من قبيل ابن
سينا والفارابي والبيروني (فارس وآسيا الوسطى).
وعلينا أن نشير أيضاً إلى أن علماء العصر العلمي العربي الإسلامي، لمن يكونوا كلهم مسلمين أيضاً.
ومن الأمثلة على ذلك؛ كل من ماسرجويه وموسى بن ميمون (اليهودية) و جبريل بن بختيشوع ويوحنا بن ماسويه (المسيحية).
كيف كان المجتمع العلمي الإسلامي في العصر الذهبي؟
في ذلك العصر؛ تم تطوير العديد من المؤسسات العلمية، والتي تقع مراكزها في كل من دمشق، بغداد والقاهرة.
حيث قامت كل من هذه المراكز والمؤسسات على مجموعة من الباحثين والعلماء الذين كانوا بأنفسهم يُعلِّمون ويُشرفون على طلبة العلم في مدارس تشبه الجامعات التي نعرفها اليوم.
وحينها كان هناك مستشفيات أكاديمية، مكتبات للبحث العلمي المنهجي، ومراكز لرصد الفلك.
ودمشق خير مثال على ذلك، حيث افتخرت مدينة الياسمين بمستشفاها الناصري “البيمارستان الناصري” الذي نشأ خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وهناك بالذات كان ابن النفيس يتلمس أول خطواته في عالم الطب.
هذه المستشفى قامت باستقطاب مجموعة كبيرة من الأطباء الأكاديميين ذائعي الصيت مثل الدخوار، الذي قام بجمع مكتبة شاملة تتضمن العديد من النصوص الطبية.
وتبعاً للمصادر الموثوقة والتاريخية؛ فإن جامعة القرويين في مدينة فاس المغربية، تعتبر أول وأقدم جامعة في العالم حيث قد تم تأسيسها سنة 859م، بينما باشرت جامعة الازهر في القاهرة أعمالها الاكاديمية في بدايات القرن العاشر، وكانت تمنح في تلك الفترة شهادات علمية لطلابها.
ما هي الشخصية الموسوعية في العصر الذهبي الإسلامي؟
برز في أروقة هذه المؤسسات العلمية شخصيات إستثنائية يمكن تسميتها بـ”الموسوعية”، فقد تميز هؤلاء
بالمعرفة النظرية والعملية الواسعة والمتخصصة في العديد من فنون العلوم.
هذه الشخصيات الموسوعية لم يظهر لها مثيل في أوروبا قبل بدء عصر النهضة من قبيل روبرت بويل (1637 -1391 م) والذي ترك مساهمات مميزة تمتد بين الكيمياء، الفيزياء، علم الحركة الميكانيكية، وفي علم وظائف الجسم البشري.
ابن النفيس نموذجاً:–
وخلال استعراضنا لاحقاً لأعمال ابن النفيس؛ سنجد أنه كان عالماً موسوعياً بشكل فريد من نوعه، إذ خاض غمار كل من علم وظائف الأعضاء الجسدية، الطب وخاصة طب العيون، علم الأجنة، علم النفس.. ناهيك عن براعته في علوم الفلسفة، القانون، علاوة على العقيدة والفقه.
ويعتبر تعليقه على كتاب التشريح لابن سينا المسمى (شرح تشريح القانون لابن سينا) من أهم ما كتب ابن النفيس.
وكان ابن سينا قد عاش قبل ابن النفيس بنحو قرنين، وهو أشهر علماء وأطباء حقبته، حيث كان صاحب اهتمام كبير في علوم الصيدلة والعقاقير الدوائية، وأيضاً في علم وظائف أعضاء الجسم البشري التجريبي، وله أعمال هائلة في مجال الأمراض المعدية بالإضافة إلى أخرى في ميدان الفيزياء.
وأشهر ما ألّفه ابن سينا هما “القانون في الطب” و”الشفاء”، وهو الطبيب الذي عانى من كثرة تنقله بسبب علاقاته غير الودية مع القوى السياسية التي حكمت بلاد العجم حينذاك.
ابن النفيس ومسيرة علمية ناجحة:–
هو علاء الدين ، أبو الحسن علي بن ابي حازم القرشي الدمشقي ، ومن غير المستغرب بأن يسمى بابن النفيس لما أحيط به وبعلمه من مكانة ونفاسة.
ولد في دمشق سنة (1213) للميلاد، حيث تلقى تعليمه في بيمارستان النوري (وهي مشفى كلية الطب)، وعندما بلغ سن الثالثة والعشرين؛ توجه إلى القاهرة ليعمل فيها ولأول مرة في حياته ضمن مستشفى الناصري، ومنها ارتقى ليصبح الطبيب الرئيس في في المستشفى المصري ذاته.
وعندما أصبح في عمر التاسعة والعشرين فقط؛ بدأ ابن النفيس في نشر أعماله وأبرزها “شرح تشريح القانون لابن سينا”، والذي تضمن رأيه الرائد المتعلق بالدورة الدموية والقلب.
كما أنه عمل على إنجاز كتاب يُعنى بالتعليم يسمى بـ”الشامل في الطب” والذي لم يتمّهُ، ومع ذلك، فهذا المؤلَّف اعتبر الموسوعة الطبية الأكبر التي كُتبت في تلك الفترة الزمنية والتي ما يزال علماء اليوم يستنيرون بضيائها.
في حياته الدينية الفلسفية؛ كان ابن النفيس من أتباع المذهب السني الشائع في بلاد الشام، ومنه فقد انطلق في البحث والتفكر في مجالات بعيدة عن الطب كالفلسفة وعلوم الدين والفقه والعقيدة، بالإضافة إلى اهتمامه بعلوم
الفلك، القانون وعلم الإجتماع.
بالإضافة إلى ذلك؛ فقد قام ابن النفيس بتأليف أولى الروايات العربية المعروفة باسم الرسالة الكاملية، والتي كانت بمثابة قصة خياليّة تتحدث عن طفل ترعرع في جزيرة صحراوية معزولة وفيها تمكَّن من التواصل مع العالم الخارجي.
الدورة الدموية الصغرى لابن النفيس :–
في الفترة التي عاصرها ابن النفيس؛ كانت التعاليم الطبية لجالينوس سائدة لنحو ألف عام، لكن هذه التعاليم
كانت تخضع على الدوام لتعديل وتصحيح من قبل الأطباء المسلمين من أمثال ابن سينا الذي قام بدراسة مخطوطات الطبيب الإغريقي.
أهم ما وقف عنده الموسوعيّان ابن النفيس وابن سينا هي المخطوطة الطبية التي يتطرق فيها جالينوس إلى الدورة الدموية الرئوية، ولنتمكن من استيعاب ما أنجزاه في هذا الصدد؛ لا بد من فهم الدورة الدموية الرئوية كما ترد في مخطوطة الطبيب الإغريقي حيث قيل فيها إن:
“الطعام الموجود في القنوات الهاضمة يتم معالجته ونقله إلى الكبد، حيث يصنع الدم ويغنى وتنفخ فيه “روح الطبيعة”، هذا الدم يتدفق إلى البطين الأيمن حيث يدخل منها إلى الرئتين بواسطة الشريان الرئوي ليقوم بتغذيتها، وهنا الدم المتبقي يتابع نحو البطين الأيسر عبر مسامٍ مخفية غير مرئية في منطقة الحاجز البطيني كما يوضح في الصورة التالية الشارحة لنظرية جالينوس:
في الواقع؛ هذه المسام غير المرئية شكلت لغزاً للعديد من علماء الوظائف الحيوية لأكثر من ألف عام، ولكن حينها لم يكن ممكناً إلا أن يسلموا بها، لأنهم غير قادرين على تقدير حجم الدم المتدفق بين القلب والرئتين.
وجاء في المخطوطة المذكورة أيضاً ” هنا يتابع الدم ليخلط في الهواء أو ما يسمى بـ “الروح الحيوية” وتنقل وتوزع عبر الجسد البشري من خلال مسار الدم الشرياني. ويتابع الدم نحو الرأس ليتمازج مع “روح الحيوان” التي تنقل عبر الأعصاب (التي اعتقد حينها أنها أنابيب مجوفة). هذا التمازج الأخير ينتج عنه مخلفات (سخام) تعود من البطين الأيسر إلى الرئة لتخرج عبر الزفير خارج الجسم”.
وهذه هي النظرة حيال الدورة الدموية التي كانت سائدة حينذاك.
ما الذي وصل إليه ابن النفيس في الدورة الدموية؟
كل ما نبحث عنه موجود في تعليق ابن النفيس على كتاب ابن سينا “القانون” حيث قام الأول بإجراء 3 تعديلات جوهرية ورائدة في مخطط دورة جالينوس الدموية:
أولاً:
قام ابن النفيس بشكل قاطع وحاسم بوضع توضيح مفاده أن الحاجز البطيني الفاصل بين البطينين الأيمن والأيسر ليس مسامياً، لأنه تبعاً لكتابه في الصفحة (46) فإن: ” تكوين القلب صلب في هذه المنطقة ولا يوجد هناك ممر مرئي أو غير مرئي يتم نقل الدم عبرها، كما قام جالينوس بالادعاء، لأن مسام القلب مغلقة وصميمها الفاصل بين البطينين سميك”.
وفي الصفحة (65) يقول ابن النفيس إنه لا يوجد هكذا ممر بين البطينين، فلو كان هناك لفسد تكوين القلب وجوهره.
وزاد” إن علم التشريح يلغي هذه الادعاءات حيث عبره يظهر أن الحاجز بين البطينين أكثر سماكة من باقي أجزاء القلب حتى يمنع مرور الدم والأرواح الضارة”.
ثانياً:
يقول ابن النفيس: “لعدم وجود اتصال بين البطينين الأيمن والأيسر بسبب وجود الحاجز البطيني، ومنه فمخرجات البطين الأيمن؛ فلا يمكن لها بأي طريقة أن تصل إلى البطين الأيسر، إلّا إن قام الدم باتباع مسار الدورة الدموية الرئوية”.
ثالثاً:
في أحد شروحه؛ قام ابن النفيس بذكر ضرورة وجود أماكن اتصال صغيرة بين الشريان الرئوي والوريد الرئوي، وفي الحقيقة كان تنبؤه ثوري وملهم سبق الاكتشاف الحقيقي بأكثر من (400) عام.
هذه النقاط الثلاث معاً لم يتمكن العلماء والباحثون من اثباتها إلّا بعد مرور ثلاثمئة عام ، وأول شخص ذكر هذه المعلومات؛ كان ميغل سيرفيت الفيزيائي والطبيب المترجم الإسباني (1511 -1553م).
لو لم أكُن واثِقاً من أنَّ كُتُبي ستعيش بعدي مُدَّة عشرة آلاف سنة لمَا كتبتها
— ابن النفيس
الغرب يتوصل لذات نتائج ابن النفيس :–
هذا العالِم الإسباني المذكور، صاغ نتيجته بمحتوى يشابه كثيراً ما توصَّل إليه ابن النفيس، وهي ذات النتائج التي
تتالى العلماء والأطباء على اكتشافها، وقياسها بالأدوات التجريبية الأكثر تطوراً.
فمثلاً؛ قام الطبيب والباحث هارفي بالتجربة التشريحية للشعيرات الرئوية، ليلاحظ كيف تمر المياه أو السوائل بين الشريان الرئوي نحو البطين الأيسر.
يقول الدكتور بول غليوجي عن ابن النفيس: ” ثم كاد يقترب من علم آخر لم يكن قد استقل في هذا الزمن من العلوم الطبية الأخرى، وهو علم التشريح المرضي، أو الباثولجيا”.
عموماً، كان ابن النفيس سابقا لعلماء وأطباء الغرب في اكتشاف الدورة الدموية الصغرى، وفي هذا شأنه شأن كثير من العلماء المسلمين، الذين نسبت مساهماتهم واختراعاتهم إلى غيرهم. ومرد ذلك ضعف النشاطات العلمية والفكرية والثقافية وضياع كثير من الموروث التراثي العربي الإسلامي، والذي أصبح في قبضة الغرب بفعل عمليات الاستشراق والاستعمار، ومن قبلهما الحملات الصليبية المنتظمة.
المصادر:-
https://www.physiology.org/doi/full/10.1152/japplphysiol.91171.2008
- معجم العلماء العرب، باقر أمين الورد.
- مكتبة قطر الرقمية.