أثرى الفيلسوف الفارابي المحتوى العربي بعدة كتابات ومؤلفات ونظريات في علوم شتى، أهمها الفلسفة والمنطق، علم النفس والطب وغيرها.
وقد قيل : إنه كتب أكثر من مئة كتاب في عدة علوم مختلفة، فقد كانت له نظريته الخاصة بالوجود، وكان يؤمن بوحدة الحقيقة.
من هو الفيلسوف الاسلامي الفارابي ؟
هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ الذي يُكنَّى بأبي نصر، وقد حمل لقب الفارابي نسب إلى منطقة فاراب التي ولِدَ فيها وهي ولاية تركية محاذية لبلاد فارس ، ما مكنه من إجادة لغتي القوميتين المتجاورتين.
وفاراب عند ياقوت الحموي (توفي سنة 1225 م) في “معجم البلدان” هي: ولايةٌ وراء نهر سيحون في تخوم بلاد الترك ، .. وهي ناحية سبخة لها غياض ، ولهم مزارع في غربي الوادي تأخذ من نهر الشاش ، وقد خرج منها جماعة من الفضلاء .. وإليها ينسب أبو نصر محمد بن محمد الفارابي الحكيم الفيلسوف صاحب التصانيف في فنون الفلسفة “.
الفيلسوف المسلم أبو نصر محمد الفارابي ، ولد في القرن الثالث الهجري، وتحديدا في عام 260 الهجري الذي يوافق عام 874 من التقويم الميلادي.
يعد مؤسس المذهب الفلسفي الخاص به والذي حمل اسمه، والذي سبق العديد من المذاهب الفلسفية الاسلامية في ذلك الوقت مثل مذهب ابن سينا وغيره..
انتقل من الفاراب إلى بغداد في سنة 310 هجرية، حيث كان قد بلغ الخمسين من عمره، ثم ارتحل إلى سوريا في سنة 330 هجرية عن عمر يناهز السبعين عاماً، حيث أخذ يجول في مدنها وخصوصاً حلب ودمشق.
كما أنه قصد مصر في سنة 339 هجرية، ثم عاد في العام ذاته إلى مدينة دمشق الفيحاء والتي شهدت وفاته.
كانت لغته الأصلية هي التركية، لكنه أتقن عدة لغات ساعدت في إثراء ثقافته ومخزونه العلمي والفلسفي، حيث أنه أتقن إلى جانب العربية؛ كلاً من اليونانية والتركية.
شخصيات أثرت في فكر وحياة الفارابي:-
تأثر الفيلسوف الإسلامي الفارابي بالكثير من الفلاسفة والعلماء، ولكنه تأثر بالشكل الأكبر بأرسطو الإغريقي وذلك في مضمار المنطق، لذلك لُقِب بالمعلم الثاني، باعتبار أرسطو هو المعلم الأول لعلم المنطق.
درس في موطنه العلوم اللغوية، والعلمية والفلسفية، فقد خاض في علوم الرياضيات، الفيزياء، الفلسفة، الآداب، واللغات، وقد تعلَّم كثيراً من عبد الله بن محمد ابن سلمة بن حبيب بن عبد الوارث أبو محمد المقدسي الفارابي.
كما تتلمذ في حرَّان ( تركيا اليوم) على يد الطبيب الفيلسوف المسيحي يوحنا ابن جيلان، حيث تلقى منه علوم الطب المنطقي والفلسفة.
وفي هذا الصدد؛ جاء في كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لا بن فضل الله العمري، أن الفارابي قال: “إنَّه تعلَّم من يوحنا بن جيلان إلى آخر كتاب البرهان، وكان يسمى ما بعد الأشكال الوجودية الجزء الذي لا يُقرأ إلى أن قُرىء بعد ذلك.. فقال أبو نصر: إنه قرأ إلى آخر كتاب البرهان”.
وفي هذا السياق أيضا؛ قال القاضي صاعد بن أحمد بن صاعد في كتابه “التعريف بطبقات الأمم”: “إن الفارابي أخَذَ صِناعة المنطق عن يوحنا بن جيلان المتوفى بمدينة السَّلام (أي بغداد) في أيَّام المقتدر، فبذَّ جميع أهل الإسلام فيها، وأربى عليهم في التحقيق بها، وشَرَحَ غامضها، وكَشَفَ سِرَّها، وقرَّب تناولها، وجمع ما يحتاج إليه منها في كتب صحيحة العبارة، لطيفة الإشارة، منبَّهة على ما أغفله الكِندي وغيره من صناعة التحليل وأنحاء التعاليم ..”.
وحينما وفَدَ إلى بغداد؛ تعرف إلى المترجم المسيحي أبي بشر متى بن يونس، فدرس على يده الفلسفة والمنطق، لأن أبا بشر كان أشهر معلمي المنطق في ذلك الوقت بمدينة السلام.
كما أنه درس علوماً أخرى ببغداد كالموسيقى، الرياضيات، العلوم، الطب، كما تلقن العلوم اللسانية العربية على يد النحوي الشهير ابن السراج.
وقد كان اجتماع الفارابي بابن السرَّاج لأغراض الإفادة المتبادلة، فقد كان الأول حريصاً على إسماع الثاني صناعته في المنطق، وكان لأبي نصر شِعر يعرضه على النحوي ابن السرَّاج.
حياته الشخصية:-
ينتمي الفارابي إلى أسرة عريقة؛ حيث كان والده قائداً بالجيش، وأثناء تواجده في دمشق كان قريباً من سيف الدولة بن حمدان، غير أنه تفرغ تماماً للعلم فلم يتزوج قط.
وفي دمشق؛ تأثر الفارابي بكل من هشام بن عمّار، و عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان و عباس بن الوليد الخلّال و أبي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي.
تميز الفارابي بأنه عالم فلسفي متقشف، حيث كان يقضي يومه بدمشق في البساتين العامة وشواطئ الأنهار ليخلو فيها للتأمل وكتابة مؤلفاته.
فقد كان يحب العزلة كثيراً، مكتفياً بصداقة الكتب العلمية ودراستها، وكتابة أبحاثه ونظرياته، فكان يسهر الليل كله يُقلّب صفحات الكتب على ضوء قنديل الحارس، وذلك لأنه لا يملك قنديلاً خاصاً به.
فلم يستغل قربه من سيف الدولة بن حمدان في جني المال والثروة، ولكنه اكتفى بأن يأخذه منه راتباً يومياً يقتصر على 4 دراهم كفاء قوت يومه فقط.
ويذكر ابن فضل العمري أنَّ الفارابي: “كان يغتذي بما في قلوب الحِملان مع الخمر الريحاني فقط، ويذكر أنَّه كان في أول أمره قاضياً ، فلمَّا شعر بالمعارف، نبذ ذلك، وأقبل بكليته على تعليمها، ولم يسكن إلى نحوٍ من أمور الدُّنيا البتة، ويذكر أنَّه كان يخرج إلى الحُرَّاس في الليل من منزله يستضيء بمصابيحهم فيما يقرأه”.
شعره:-
من شعر أبي نصر الفارابي الذي يُظهر أسباب ميله لاعتزال النَّاس:
أهم أعمال الفارابي:-
ألف كتاب موسيقي بعنوان” كتاب الموسيقى الكبير” حيث تناول فيه دور الموسيقى في العلاج الروحي للأشخاص، ومدى ارتباط المبادئ الفلسفية بها.
والكتاب المذكور يعتبر أهم أطروحة موسيقية شهدها العالم الإسلامي طيلة العصور الوسطى ويتضمن أيضًا أقسامًا فلسفية معقدة.
أن الموسيقى عزيزة على الفارابي، لذا نجد في الجزء الأول من كتابه عن الموسيقى أن الاعتبار الأكبر للمبادئ التجريبية الأولية واشتقاقها من الفحص الدقيق للممارسة ، أي في هذه الحالة من العروض الموسيقية.
من وجهة نظره؛ فإن الموسيقى في خدمة الكلام، ويشرح في القسم الأخير من الكتاب، كيف تتناسب الموسيقى من الناحية الفنية مع الكلام ، أي الشعر ، من أجل تعزيز معنى النص.
يشير الفارابي بالتأكيد إلى أن الموسيقى تستمد بعض مبادئها من الرياضيات لكنه يصر أيضًا، على أهمية الأداء لتحديد مبادئه التجريبية.
في بعض النقاط ، تكون الأذن، وليس الانعكاسات النظرية، هي القاضي النهائي ، حتى لو كانت الأذن تتعارض في بعض الأحيان مع بعض المبادئ الرياضية، فعلى على سبيل المثال، كان الفارابي يدرك جيدًا في كتابه أن نصف نغمة ليست بالضبط نصف نغمة.
وقد قدمَّت عزة عبد الحميد مدين أطروحة دكتوراه عام 1992 لجامعة كورنيل، وقد حملت عنوان العلاقات اللغوية والموسيقى في “الكتاب الكبير للموسيقى” للفارابي الذي تعرَّض في مؤلَّفه إلى أن على الحُكام الانتباه إلى قوة الموسيقى لأغراض تحسين الكلام وبالتالي تحريض المواطنين على الفضيلة ومساعدتهم في فهم وجهات النظر المناسبة.
بالنسبة للفارابي؛ هناك جانب سياسي لكل من الشعر والموسيقى.
كذلك قدّمَ الفارابي كتاباً أخر في الموسيقى حمل اسم “صناعة علم الموسيقى”، حيث يبدو أنه اخترع نظامًا تدوين الإيقاعات.
وكان الفارابي قد وصل الغاية في علم صناعة الموسيقى وعملها، لدرجة أنَّهُ صَنَعَ آلة غريبة يُسمع منها ألحاناً بديعة تُحَرِّك الانفعالات.
يرجح الكثير من الدارسين بأن الفارابي أول من قام بإجراء تجارب علمية تتحقق من وجود الفراغ، حيث كان له بحث قصير باسم”الخلاء” يبرز فيه أهم نظرياته عن وجود الفراغ.
كما كتب في فرع العلوم مؤلف “إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها”.
عموماً، . لدينا فقط عدد قليل من النصوص الفارابية التي تتعامل مع الفيزياء المأخوذة بأوسع معانيها وتغطي الفلسفة الطبيعية بأكملها.
نجد أن الفارابي اهتم بعلم الأحلام وتفسيرها، حيث قال: “إن لكل حلم طبيعية خاصة به وأسباب معينة مرتبطة به”، وكان ذلك الطرح في أحد فصول كتابه “آراء أهل المدينة الفاضلة”.
ورغم كونه يميل كثيراً للعزلة؛ إلا أنه أكد أن المرء لا يبلغ الكمال الذي يرغب فيه داخل حياته؛ إلا بالتعاون مع الآخرين والاقتراب منهم.
إسهامات الفارابي في علم المنطق:-
يعتبر الفارابي أول من قام بتقسيم علم المنطق
إلى قسمين هما” الفكرة والبرهان”، ودرس علاقة المنطق بالنحو، كما قدم
نظرية الاحتمالات المستقبلية، وغيرها.
ورغم تأثره الظاهر بعالم المنطق أرسطو؛ ألا
انه تأثر بغيره من علماء المنطق أيضاً.
وقد كتب الفارابي العديد من الكتب والرسائل في علم المنطق، مثل: “الآثار العلوية”، و”العلم الطبيعي”، و”الأخلاق إلى نيقوماخوس”، وأخيراً رسالة النفس والعالم.
واستناداً لما نقله كل من الفلاسفة الكبار ابن باجة، ابن طفيل ، ابن رشد عن مؤلفات الفارابي الضائعة؛ فإن المعلِّم الثاني نفى فكرة الخلود للروح البشرية.
اختلفَ الفارابي وابن سينا عن أفلوطين في أن الأخير كان مُتسامِحاً بصَدَدِ فِكْرَة تعدُّد الآلهة، في حين كان الأولان موحِّدين صارمين، وإن نَظَرَ الفقهاء السُّنيّون إليهما باعتبارهما مُلحِدين، فمن أمثلةِ ما دُعِيَ بإلحادِهما، اعتقادِهما بقِدَم العَالَم ورفضهما لفكرةِ خلقهِ في الزَّمَان من عَدَم، وقد جاءت عقيدتهم هذه نتيجة تفسيرهما للآيات القُرآنية التي تُشيرُ إلى خَلْقِ العَالَم على أنَّها تعني فيضاً مُتعَاقِباً انبَثَقَ خلاله الوُجود المادِّي عن اللَّه.
— فضل الإسلام على الحضارة الغربية، وليام مونتغمري وات.
- في علم الفلسفة:-
له مذهب فلسفي خاص به هو مذهب الفارابية،
الذي تأثر فيه بمدرستي الإغريقيين الكبيرين أفلاطون وأرسطو.
حيث عمل الفارابي على التوحيد بين النظرية الفلسفية وتطبيقها، ولكننه حرر التطبيق من أي قيود للنظرية عليه.
فلا ننسى أن أعماله مزجت بين التصوف والفلسفة؛ مما مهد الطريق أمام بروز نظريات ابن سينا فيما بعد.
كما ألف عدة كتب بالفلسفة، منها: الزمان، المكان، الخلاء، العقل والمعقول، الجوهر، الواحد والوحدة، الخرافة الكبير، الجمع بين رأي الحكيمين، وأخيرا كتاب منطق الفارابي.
ويظهر اهتمام الفارابي بأعمال أرسطو في علم الحيوان، حيث أقدم على تطوير أوجه تشابه مثيرة للاهتمام بين الهيكل الهرمي لأعضاء الجسم البشري، وتلك الكونية، والانبعاث، والحالة المثالية.
المدينة الفاضلة:-
كما قدم الفارابي كتاب “آراء أهل المدينة الفاضلة ومُضاداتها”، حيث كان يرى بأن الحاكم لتلك المدينة لابد أن يكون نبياً إماماً.
على الرغم من أن فلسفة الفارابي السياسية تأخذ بعض الإلهام من أفلاطون، إلا أنها تحولها كثيرًا بطرق مهمة ومثيرة للاهتمام لتعكس عالمًا مختلفًا تمامًا وتكييفه له. فبدلاً من بناء دولة مدينة أحادية اللغة وموحدة، يتصور الفارابي إمبراطورية واسعة متعددة الثقافات واللغات والديانات، كما يرى ضرورة جعل الملك الفيلسوف نبيًا فيلسوفًا حاكمًا.
خصال رئيس المدينة الفاضلة:-
- أن يكون تام الأعضاء.
- جيد الفهم والتصوُّر لكل ما يُقال له.
- جيد الحِفظ لما يفهمه ولما يراه ولما يسمعه ولما يدركه.
- جيد الفِطنة ذكياً.
- حَسَن العِبارة يؤاتيه لسانه على إبانة كل ما يضمره إبانة تامة.
- مُحباً للتعليم والاستفادة، لا يؤلمه تعب التعليم.
- غير شَرِه على المأكول والمشروب والمنكوح، متجنِّباً بالطبع للَّعِب.
- مُحباً للصدق وأهله مبغضاً للكذب وأهله.
- كبير النفس محباً للكرامة تكبُر نفسه عما يشين من الأمور.
- أن يكون الدرهم والدينار وسائر عروض الدنيا هيِّنة عنده.
- محباً للعدل وأهله ومبغضا للجُور والظُّلم وأهلهما.
- عدلاً غير صعب القياد ولا جَموحاً ولا لجَوجاً إذا دُعِيَ إلى العدل، ثم أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يُفعَلْ، مقداماً غير خائف ولا ضعيف النفس.
من مقولاته:-
- إن الموجودات على ضربين، أحدهما إذا اُعتُبِر في ذاته لم يجب وجوده، ويسمَّى ممكن الوجود، والثاني إذا اُعتُبِرَ في ذاته وَجَبَ وجوده، ويسمَّى واجب الوجود، وإن كان ممكن الوجود إذ فرضناه غير موجود، لم يلزم منه محال فلا غنى بوجوده عن علَّة، وإذا وَجَبَ صَارَ واجب الوجود بغيره.
- واجب الوجود عقل محض، يعقل ذاته بذاته، فهو عاقل ومعقول في آن واحد.
- فالله سبحانه، باعتباره عقلاً مُطلقاً، هو يتعقَّل ذاته، ويتعقَّل ما يجب به، وعن هذا العقل المطلق، فاض الأول المفارق.
- ويقول عن نشأة المجتمع: وَكثُرَت أشخاص الإنسان، فحصلوا في المعمورة من الأرض، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانية، فمنها الكاملة، ومنها غير الكاملة، والكاملة ثلاثة: عُظمى، ووسطى، وصغرى، وغير الكاملة اجتماع أهل القرية واجتماع أهل المحِلَّة، ثم اجتماع في سكَّة، ثم اجتماع في منزل.
- ويقول عن المدينة الفاضلة : تشبه البدن التَّام الصحيح الذي تتعاون أعضاؤه كلها على تتميم حياة الحيوان وعلى حفظها عليه، وكما أن البدن أعضاؤه مختلفة متفاضلة الفطرة والقوى وفيها عضو واحد رئيس هو القلب، وأعضاؤه تقرب مراتبها من ذلك الرَّئيس، وكل واحدٍ منها جعلت فيه بالطَّبع قوة يفعل بها فعله ابتغاءَ لما هو بالطبع غرضُ ذلك العضو الرئيس، وأعضاء أُخَر فيها قوى تفعل أفعالها على حسب أغراض هذه التي ليس بينها وبين الرئيس واسطة .. ثم هكذا إلى أن تنتهي إلى أعضاء تخدم ولا ترأس أصلاً وكذلك المدينة.
- المدينة الجاهلية هي التي لم يعرف أهلها السَّعادة ولا خَطَرَت ببالهم، إن اُرشِدوا إليها فلم يفهموها ولم يعتقدوها وإنَّما عرفوا من الخيرات بعض هذه التي هي مظنونة في الظَّاهر أنها خيرات من التي تظن أنها هي الغايات في الحياة، وهي سلامة الأبدان واليسار والتمتُع باللذات..”.
- سأله البعض: من أعلم أنت أم أرسطو؟، فقال: لو أدركته لكُنتُ أكبر تلامذته.
- قال عن نفسه: قرأتُ السَّماع لأرسطو أربعين مرَّة، وأرى أني محتاج إلى معاودته.
- إنَّ المعقولات الطبيعية التي توجَد خارج النَّفس إنَّمَا توجَد عن الطبيعة وتقترنُ بها تلكَ الأعراضُ بالطَّبيعة، وأمَّا المعقولات التي يمكِن أن توجَدَ خارِج النَّفس بالإرادة؛ فإنَّ الأعراضَ والأحوالَ التي تقترنُ بها مع وجودِها هي التي بالإرادة، ولا يُمكِن أن توجَدَ إلَّا وتلك مقترنة بها.
الخلاصة:-
تأثر الفيلسوف الاسلامي الفارابي بعدة مدارس فلسفية، ولكن التأثير الأكبر كان بمدرسة أرسطو، وقد اتسمت كتاباته بالترابط المنطقي، وسهولة السرد.
كما تأثرت به وبكتاباته دول الغرب في القرون
الوسطى، التي نقل لهم من خلالها؛ أفكار الفيلسوف اليوناني أرسطو.