ابن سلوم الحلبي .. رئيس أطباء الإمبراطورية العثمانية

من هو ابن سلوم الحلبي ؟

ابن سلوم الحلبي هو صالح بن نصر الله، ولد في مدينة حلب بسوريا، والحقيقة أن المصادر التاريخية التي تناولت حياته لم تذكر أي تاريخ لمولده، إلا أن كلها تقريباً مجمعة على أنه توفي عام 1081هـ / 1970م، ويعتبر ابن سلوم أول طبيب عربي كتب في الطب الكيميائي الحديث، كما كان رئيساً للأطباء في العاصمة العثمانية إسطنبول.

ابن سلوم الحلبي – مكانته العلمية:-

لقد سطع نجم ابن سلوم الحلبي في مجال الطب وبرع فيه بفضل عمله الجاد واجتهاده في التحصيل، هذا إضافة إلى علوم وفنون أخرى كان مولعا بها بالتوازي، كالموسيقى والشعر.

و قد تقلد الحلبي منصب ولي مشيخة الأطباء في حلب و ظل محافظا على مرتبته إلى أن هاجر إلى بلاد الروم، ويحكى أن جعله السلطان محمد بن إبراهيم خان الرابع رئيس الأطباء هناك، و نصبه لرتبة قضاء القسطنطينية أي قاضي عسكر التي كانت تعتبر بدورها آنذاك منصبا مرموقا لا يعطى إلا لشخصية محنكة من كبار فطاحلة السلطنة، وهذا طبعا  بعدما اندمج و ذاع صيته بين كبراء المشايخ والأطباء هناك.

ومما وصلنا أيضا عن الحلبي أنه كان تلميذا لشيخ الإسلام يحيى المنقري تابعا للمذهب الحنفي، كما تذكر كتب التراجم عنه أن كانت آراؤه بخصوص المواضيع الشرعية هي التي يؤخذ بها غالبا كلما حصل نقاش محتدم في أحد مواضيعها.

وتميز ابن سلوم الحلبي بروح الفكاهة التي كان يتمتع بها، وصوته العذب وذوقه المهذب في الموسيقى، إضافة إلى اهتمامه أيضا بالمجال الفني الإبداعي، إذ ألَّف رواية في الشعر والأخبار كما كان عازفا للموسيقى وعارفا بأصولها.

أقوال العلماء في ابن سلوم الحلبي :-

• ولعل من أبرز ما قيل في الثناء على ابن سلوم الحلبي والتعريف بقدره، قول المحسبي في مؤلفه “خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر”: “وهو سيد الأطباء والحكماء، أظهر في فنون الطب كل معنى غريب، وركبها مقدمات حسنة كل تركيب عجيب ، فاستخرج الأمراض من أوكارها، وكان كل طبيب يعجز عن إظهارها …”
• كما يذكر الدكتور احمد عيسى في مؤلفه «معجم الأطباء” بأن صالح بن سلوم الحلبي كان “رئيس الأطباء بقسطنطينية، الحبر الكبير، الكامل التحرير والجوهر الفرد النفيس، سيد الأطباء والحكماء…”
• ولم يكتفِ العلماء فقط بالإطراء عليه نثرا بل إن شعراء عصره تباروا في مدحه، حيث يقول محمد راغب الطباخ إن أفضل ما قيل في مدح علامتنا وطبيبنا من شعر، قصيدة نظمها المرحوم عبد الباقي بن أحمد السمان الدمشقي التي استهل بها:

بذكرك بعد الله يستفتح الذكر.. فما لسواك نهي ولا أمر

دراسته والمناصب التي شغلها:-

بدأت مسيرة عمل ابن سلوم الحلبي من مسقط رأسه حلب التي درس بها علوم الشرع، ثم ولج بعدها دار الشفاء لدراسة الطب هناك إلى أن تمكن من الحصول على وظيفة رئيس أطباء الولاية بعد ترقيه ونجاحه في مهنته.

شغل الحلبي وظيفة طبيب خاص للسلطان في بداية إقامته بإسطنبول بعد أن انتقل من حلب رفقة  ابشير باشا والي، ثم تمكن بعدها من شغر منصب رئيس أطباء “دار شفاء الفاء الفاتح” .

وبحلول العام السادس والخمسين و التسعمائة بعد الألف ميلادي؛ كان ابن سلوم قد تولى زمام حكم أطباء الإمبراطورية العثمانية بأسرها.

مؤلفاته:-

و نظرا لانشغال ابن سلوم الحلبي طيلة حياته بمهنة الطب التي أفنى فيها عمره و شبابه، فإنه لم تتح له فرصة تأليف الكثير من الكتب و اكتفى بثلاثة فقط و التي تلخص بدورها معرفته في مجال الطب والكيمياء، وهي :

1. الطب الجديد الكيميائي.
2. غاية البيان في تدبير الإنسان.
3. برء الساعة.

وفاته:-

أجمعت كل المصادر على ان ابن سلوم الحلبي توفي عام 1081هـ / 1970م، في مدينة بني شهر بالأناضول أو في القسطنطينية، حيث اختلف المترجمون في ذلك.

تعرف على المكتبة الظاهرية .. الأقدم من نوعها في بلاد الشام

المصادر:-

1. كامل سلمان الجبوري: معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م.
2. صالح نصر الله بن سلوم الحلبي: الطبّ الجديد الكيميائي – تحقيق كمال شحادة.
3. خير الدين الزركلي: الأعلام.