Site icon العربي الموحد الإخبارية

أبو القاسم النيسابوري .. سقراط الثاني

أبو القاسم النيسابوري -نبذة تعريفية

هو أبو القاسم النيسابوري ، عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن أبي صادق، ولد بنيسابور -إيران حاليا- ، واشتهر طيلة حياته بلقب سقراط الثاني بفضل خبرته الواسعة و إلمامه في مجال الحكمة،  وإضافة إلى اشتهاره بالعمل في مجال الطب، تميز النيسابوري أيضا في مجال التفسير فقام بتأليف باقة من الكتب الثمينة يوضِّح فيها ويترجم العلم الذي أخذه من جالينوس ، و قد كانت كتبه في غاية الإتقان والروعة بفضل تمكنه و بلاغته في علوم اللغة.

مكانته العلمية:-

يعتبر أبو القاسم النيسابوري أحد أبرع أطباء عصره وأشهر صُنَّاع الأدوات الطبية في زمانه بفضل اطلاعه المستمر و الحريص على كتب العالم الإغريقي جالينوس و استفادته من دُرره في علم الصناعة الطبية.

لم يكن النيسابوري طبيباً ماهراً و صيدلانياً بارعاً فحسب، بل وإلى جانب ذلك كان أحد أبرز مفسري المخطوطات التاريخية في عصره ، لقد قضى وقتا لا يستهان به من حياته في شرح مجلدات العلماء و الأطباء الأقدمين تسهيلاً للرسالة و تبليغا إياها للأجيال القادمة.

أبو القاسم النيسابوري – شرح مسائل حنين في الطب

و لعله من أشهر ما وصلنا منها : شرح كتاب المسائل في الطب لحنين بن إسحاق، شرح كتاب الفصول لأبقراط، شرح كتاب تقدمة المعرفة لأبقراط. وغيرها من الأعمال… إلا أن ابن أبي الصادق أولى اهتماما أكبر لمؤلفات العالم جالينوس التي وجد فيها تراثاً طبياً علمياً متميزاً عن غيره، فأفنى عمره في ترجمتها وتلخيص معانيها بمنتهى الدقة و الجودة…و من أعلاها صيتا و أشهرها كتاب “منافع الأعضاء” الذي انتهى من العمل عليه حتى حدود العام التاسع والخمسين بعد الأربعمائة هجرية، بحيث يقول النيسابوري في حق هذا المرجع : ” …وأضفت إليه مما وجدته من الزيادات في مصنفات جالينوس ومصنفات غيره من المحصلين في هذا الباب، ورتبنا كل مقالة تعليمًا تعليماً، وألحقنا بأواخر كل منها ما يتبين به من تشريح عضو عضو يتضمن منافعه تلك المقالة، ليسهل على من أراد تشريح أي عضو كان أو منافع أي جزء من أجزائه وجدانه” .

هذا وقد كان بن أبي صادق أحد تلامذة الشيخ الرئيس ابن سينا و الآخذين عنه ، إذ أخد عنه حكمة كبيرة وعلما غزيراً اعترف له به كبار حكماء العرب من بعده.

كتابه الشهير “شرح مسائل حنين في الطب”:-

هو مؤلف قيم يشرح فيه أبو القاسم النيسابوري بشكل مفصل مدقق مسائل حنين بن إسحاق في الطب، وقد عمل على تبسيط و تفسير هذا الكتاب نظرا لدرايته بأهميته لكل طالب يود ولوج باب هذا العلم و مزاولة هذه المهنة الإنسانية الشريفة. وأفضل ما في الأمر أن هذا المؤلف الكنيز مازال متوفرا إلى يومنا هذا محفوظا بين رفوف مكتبة معهد التراث العلمي العربي على شكل مخطوط بتقنية الميكروفيلم. و لعله من أبرز ما قال ابن أبي صادق في حق هذه التحفة العلمية النادرة:

” إن أرباب الصناعة قد تواطؤا على أن الراغب في هذا العلم يجب أن يفتتح تعلمه بكتابي المسائل لحنين لأنه عمله مدخلا للمتعلمين، ولذلك لم يودعه شيئا من المطالب الغامضة ولهذا عمله على طريق المسألة والجواب ليتنبه المتعلم بالسؤال في موضع البحث عن المعنى المقصود إليه، فرأيت أن أجمع للعويص من معانيه شرحا على طريق التعليق على الحواشي، ثم رأيت أن أسرد الكلام في جملة المعاني سردا وبعد ذلك رأيت أن ألحق به ما يرتاح إليه المتبصر في الطب ففعلت..”

مؤلفاته:-

● شرح كتاب المسائل في الطب لحنين بن إسحاق.
● شرح الفصول لأبقراط.
● شرح تقدمة المعرفة.
● شرح كتاب منافع الأعضاء لجالينوس.
● حل شكوك الرازي على كتب جالينوس.

أبو القاسم النيسابوري – شرح فصول أبقراط

أبو القاسم النيسابوري –وفاته :-

بعد عمر مديد في طلب العلم و خدمة الصالح العام و التألق في مختلف المجالات الطبية وغيرها؛ توفي أبو القاسم النيسابوري حوالي العام السابع و السبعين بعد الألفية الميلادية الموافق للسنة الأربعمائة و السبعين هجرية بمسقط رأسه نيسابور مخلفا وراءه خطى رشيدة يهتدي بها طلاب العلم ليومنا هذا .

أبو القاسم النيسابوري ينتمي لمدينة نيسابور التي قدمت الكثير من العلماء

المصادر:-

  1. الصفدي: الوافي بالوفيات.
  2. الزركلي, خير الدين: الأعلام.
  3. ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء.
  4. أيمن ياسين عطعط: منهج السؤال والجواب في التأليف الطبي العربي الإسلامي.
  5. مكتبة قطر الرقمية.
Exit mobile version