Site icon العربي الموحد الإخبارية

ابن سينا.. الشيخ الرئيس صاحب الذكاء الخارق

اسمه ونشأته:-

الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، أبو علي البَلْخيُّ البخاري، الشيخ الرئيس، أحد فلاسفة المسلمين وأشهر أطبائهم، أصله بَلْخيُّ، ووُلِدَ ببُخارى في شهر صفر سنة 370هـ

مكانته العلمية:-

عندما بلغ عشر سنين من عمره كان قد أتقن علم القرآن العزيز والأدب، وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة، وحصَّل بذلك عدة علوم قبل أن يحتلم.

وفتح الله عليه أبواب العلوم… وأتقن المنطق وكتب إقليدس.

كان تأثير ابن سينا في الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى عظيم الشأن، واعتُبِرَ في المقاك كأرسطو.

دي بور

ثم اشتغل بتحصيل العلوم كالطبيعيات والإلهيات وغير ذلك، ونظر في النصوص والشروح وفتح الله عليه أبواب العلوم، وأتقن المنطق وكتب إقليدس، ثم رغب بعد ذلك في علم الطب وتأمل الكتب المصنفة فيه، وعالج تأدُّباً لا تكسُّباً، وفاق الآفاق في علمه في أقل مدة، واختلف إليه فضلاء هذا الفن وكبراؤه يقرؤون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة، وسِنُّه إذ ذاك نحو ست عشرة سنة.

وفي مدة اشتغاله بالعلم لم ينم ليلة واحدة بكمالها، ولا اشتغل في النهار بسوى المطالعة، وكان إذا أُشكِلَت عليه مسألة توضأ وقصد المسجد الجامع، وصلَّى ودعا الله عزَّ وجل أن يُسهِّلها عليه ويفتح مغلقها له، ولم يستكمل ثماني عشرة سنة من عمره إلا وقد فرغ من تحصيل العلوم بأسرها التي عاناها، وتنقَّل في مدائن خراسان والجبال وجُرْجان، ونال حشمة وجاهاً، واشتغل بالفنون وحصّل العلوم والفنون، واتَّصف بالذكاء الخارق والذهن الثاقب، وكانت دار كتبه عديمة المثل، فيها من كل فنّ من الكتب المشهورة بأيدي الناس وغيرها مما لا يوجد في سواها.

 فلوريس آفيسينا ترجمة لاتينية لتحفة ابن سينا
 فلوريس آفيسينا ترجمة لاتينية لتحفة ابن سينا (الزهور)، وقد نشرت أولا في 1508 م من قبل محرر التراجم العلمية في عصر النهضة ميكايل دي كابيلا.

قال عنه الذهبي: “هو رأس الفلاسفة الإسلامية، لم يأتِ بعد الفارابي مثلُه”.

ولابن سينا مكانة رفيعة في الغرب، فقد استفادوا من كتبه، ودرَّسوها في جامعاتهم، وهم يُسمُّون ابن سينا Avicenne.

نظَّم ابن سينا الشعر الفلسفي الجيد، ومن أشهر شعره عينيته:

هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ..وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّـــعِ

مَحْجُوبَةٌ عَنْ كُلِّ مُقْلَةِ عَارِفٍ ..وَهْيَ الَّتِي سَفَرَتْ وَلَمْ تَتَبَرْقَـعِ

وَصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ إِلَيْكَ وَرُبَّمَا ..كَرِهَتْ فِرَاقَكَ وَهْيَ ذَاتُ تَفَجُّعِ

مناصبه:-

سار إلى هَمَذان، وتولى
الوزارة لشمس الدولة، ثم ثار عليه عسكرها، فأغاروا على داره ونهبوها وقبضوا عليه،
وسألوا شمس الدولة قتله، فامتنع، ثم أُطلِق، فتوارى عن الأنظار، ثم مرض شمس
الدولة، فأحضره لمداواته، وأعاده وزيراً، ثم مات شمس الدولة، وتولى تاج الدولة،
فلم يستوزره، فتوجه إلى أصبهان، وبها علاء الدولة بن كاكَوَيْه فأحسن إليه، وصنَّف
فيها أغلب كتبه.

كتاب في دفع المضار الكلية للأبدان الإنسانية – ابن سينا

كتب ابن سينا:-

  1. القانون في الطب، يسميه علماء الغرب (Canonmedicina)، وبقي مُعَوَّلاً عليه في علم الطب وعمله ستة قرون، وترجمه الغرب إلى لغاتهم، وكانوا يتعلمونه في مدارسهم، وطبعوه بالعربية في روما.
  2. الإشارات والتنبيهات، في الفلسفة.
  3. عيون الحكمة، في الفلسفة.
  4. المعاد، رسالة في الفلسفة.
  5. الشفاء، في الفلسفة، ويقول في بداياته: ( ولمَّا افتتحتُ هذا الكِتاب ابتدأت بالمنطق، وتحرَّيتُ أن أحاذي به ترتيب كتب صاحب المنطق “أرسطو”، وأوردتُ في ذلك من الأسرار واللَّطائف ما تخلو عنه الكتب الموجودة، ثمَّ تلوتهُ بالعلم الطبيعي، فلم يتَّفِق لي في أكثر الأشياء محاذاة تصنيف المؤتم به في هذه الصناعة وتذاكيره).
  6. العشق، رسالة في فلسفته.
  7. النجاة.
  8. أسرار الحكمة المشرقية.
  9. الإنصاف.
  10. البر والإثم.
  11. رسالة حي بن يقظان، وهي غير رسالة ابن طُّفيل.
  12. أسرار الصلاة، في ماهية الصلاة وأحكامها الظاهرة وأسرارها الباطنة.
  13. لسان العرب، في اللغة، وهو 10 مجلدات.

وكان قد حصل له تجارب كثيرة فيما باشره من المُعالجات، وقد نوى أن يدونها في كتاب “القانون”، وكان قد علَّقها على أجزاء، فضاعت قبل إتمام الكتاب.

ومن ذلك؛ أنه أصيب يوماً بصداعٍ فتصوَّر أنه بسبب مادةٍ تريد النزول إلى حِجاب رأسه، وأنَّه لا يأمن وَرَماً يحصُلُ فيه، فأمَرَ بإحضار ثلجٍ كثيرٍ وقَّه ولفَّه في خِرقةٍ، وغطَّى بها رأسَه، فعَلَ ذلك مراراً وتِكراراً حتى قوِي الموضع، ثم امتنعَ عن قبول تلكَ المادة، وعُوفي مِن ذلك، ووَضَع في حال ِالرصد آلات ما سُبِقَ إليها.

ابن سينا قدم كتاب القانون في الطب للبشرية جمعاء

وفاة ابن سينا:-

كان ابن سينا قويَّ المزاج، وتغلب عليه قوة الجماع، حتى أنهكته ملازمته وأضعفته، ولم يكن يداوي نفسه، فعرض له قُوْلَنْج، فحقن نفسه في يوم واحد ثماني مرات، فتقرَّحت أمعاؤه، وأهمل المداواة.

وقال حينما شعر بدنو أجله: “الـمُدبِّرُ الذي في بدني قد عجز عن تدبيره، فلا تنفعني المعالجة”، ثم اغتسل وتاب وتصدَّق بما معه على الفقراء، وردَّ المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات في هَمَذَان يوم الجمعة في شهر رمضان سنة 428هـ، وعاش 53 سنة.

المصادر:

  • الأعلام (2/241).
  • سير أعلام النبلاء (17/531/رقم 356).
  • شذرات الذهب في أخبار من ذهب (5/133).
  • العبر في خبر من غبر (2/258).
  • معجم الأدباء.
  • وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (2/157/رقم 190).
  • مخطوطات مكتبة قطر الوطنية.
Exit mobile version