ابن ماسويه – اسمه ونشأته:-
يوحنا بن ماسويه، أبو زكريا، من علماء الأطباء، سرياني الأصل، عربي المنشأ، نشأ ابن ماسويه في بغداد.
كان أبوه صيدلانياً في جنديسابور بخوزستان، ثم من أطباء العين، في بغداد، وتقدم، وخدم الخليفة هارون الرشيد.
مكانة ابن ماسويه العلمية:-
نشأ ابن ماسويه في بغداد، ونبغ حتى كان أحد الذين عهد إليهم هارون الرشيد بترجمة ما وجد من كتب الطب القديمة، في أنقرة وعمّورية وغيرهما من بلاد الروم، وجعله أميناً على الترجمة، ورتب له كتَّابا حاذقين بين يديه.
ولم يقتصر عمله على خدمة العلم بل خدم الرشيد و المأمون ومن بعدهما إلى أيام المتوكل، بمعالجتهم وتطبيب مرضاهم، حتى كانوا لا يتناولون شيئاً من أطعمتهم إلا بحضرته.
وكان يوحنا بن ماسويه يقف على رؤوسهم ومعه البراني بالجوارشات المقوية والهاضمة.
وأصاب
شهرة واسعة وثروة طائلة، وكان مجلسه ببغداد أعمر مجلس، يجمع الطبيب والمتفلسف
والأديب والظريف.
كان
يعمل في دق الأدوية في بيمارستان جندي سابور، وهو لا يقرأ حرفاً واحداً بلسان من
الألسنة، إلا أنه عرف الأمراض وعلاجها، فقد كان أعجمي اللسان، ولكنه كان بصيرا
بالعلاج كثير التجارب، فبلغ المرتبة المشهورة، وصار بصيراً بانتقاد الأدوية، فأخذه
جبرائيل بن بَخْتِيَشُوعَ، فأحسن إليه وعشق جارية لداود بن سرابيون فابتاعها
جبرائيل بثمانمائة درهم ووهبها لمَاسَوَيْه، ورُزِقَ منها ابنه يوحنا وأخاه
ميخائيل.
وصار ابن ماسويه نظيراً لجبرائيل، بل كان في ذلك الوقت يحضر بحضوره ويصل بوصوله، ودونه في الرزق؛ لأن جبرائيل كان له في الشهر عشرة آلاف درهم، ومعونة في السنة مائة ألف درهم، وصلات دائمة، وإقطاعات.
يطلق عليه علماء الغرب اسم Mesue.
نوادره:.
- وصف لإنسان دواء ثم قال له: كل الفرّوج وشيئا من الفاكهة، فقال: أريد أن تخبرني بالذي لا آكل، فقال: لا تأكلني ولا حماري ولا غلامي، واجمع كثيرا من القراطيس وبكّر إليّ، فإن هذا يكثران وصفته لك.
- وقال الحسين بن فهم: قدم علينا محمد بن سلام سنة 222هـ، فاعتلّ علة شديدة، فما تخلّف عنه أحد، وأهدي له الأجلاء أطباءهم، فكان ابن مَاسَوَيْه من جملة من أهدي إليه، فلما جسه ونظر إليه قال له: لا أرى بك من العلة ما أرى بك من الجزع، فقال: والله ما ذاك على الدنيا مع اثنتين وسبعين سنة، ولكنّ الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلّة، فقال ابن مَاسَوَيْه: لا تجزع فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية ما إن سلمت من العوارض بلّغك عشر سنين، قال ابن فهم: فوافق كلامه قدراً، فعاش محمد بن سلام بعد ذلك عشر سنين.
- وقد اعتلت أخت الرشيد فلم يزل جبرائيل بن بَخْتِيَشُوعَ يعالجها بأنواع العلاج فلم تنتفع، فاغتم بها، فقال الرشيد ذات يوم: قد كان مَاسَوَيْه ذكر أنه خدم المرضى بالمارستان، وأنه يعالج الطبائع، فليدخل إلى عليلتنا لعل عنده فرجاً لها. فأحضر جبرائيل ومَاسَوَيْه، فقال له مَاسَوَيْه: عرفني حالها وجميع ما دبرتها به إلى وقتنا هذا، فلم يزل جبرائيل يصف له ما عالجها به، فقال مَاسَوَيْه: التدبير صالح والعلاج مستقيم ولكن أحتاج إلى أن أراها، فأمر الرشيد أن يدخلا إليها، فدخل وتأملها وجس عروقها بحضرة الرشيد وخرجوا من عنده، وقال مَاسَوَيْه للرشيد: يا أمير المؤمنين، يكون لك طول العمر والبقاء هذه تقضي بعد غد ما بين ثلاث ساعات إلى نصف الليل، فقال جبرائيل: كذب يا أمير المؤمنين، إنها تبرأ وتعيش، فأمر الرشيد بحبس مَاسَوَيْه ببعض دوره في القصر، فلما حضر الوقت الذي حده مَاسَوَيْه توفيت، فلم يكن للرشيد همة بعد دفنها إلا أن أحضر مَاسَوَيْه فسأله وأعجب بكلامه.
تعرف عليه أكثر هنا يوحنا بن ماسويه .. الطبيب النسطوري الأمين للخلفاء العباسيين
كتبه:-
ألَّف يوحنا بن ماسويه عدداً هائلاً من الكُتُب، من أبرزها:
- البرهان.
- الأزمنة.
- النوادر الطبية.
- ماء الشعير.
- جواهر الطيب المفردة.
- المشجر.
- خواص الأغذية والبقول.
- الفوز الأصغر.
- معرفة العين وطبقاتها.
- دغل العين.
- الحميات.
وفاته:-
توفي ابن ماسويه في سامراء سنة 243هـ.
المصادر:–
- الأعلام (8/211).
- عيون الأنباء في طبقات الأطباء (242).
- معجم الأدباء (2/544) و (6/2541).
- المكتبة الرقمية العالمية.