Site icon العربي الموحد الإخبارية

سبط المارديني .. التربوي و العالم الموسوعي

من هو سبط المارديني ؟

محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الغزال، أبو عبدالله ، بدر الدين، المعروف بالغزال الدمشقي أو سبط المارديني ، نسبة إلى جده عبدالله بن خليل المارديني، من مواليد سنة 826هـ/ 1423م، دمشقي الأصل، قاهري المولد والوفاة.

 اشتهر المارديني بالفلك والرياضيات والمواقيت والفرائض والنحو والفقه، قرن الموسوعات والشروحات، وعاش حياته بين السفر لطلب العلم والعودة إلى القاهرة للإقامة بها، وواكب عصره فكانت معظم كتاباته شروحاً على مؤلفات سابقيه .

قال عنه السخاوي: “وبالجملة فضيلته منتشرة ومحاسنه مقررة، لكنه لم يُنصَف في تقرير شيء يناسبه كما هو الغالب في المستحقين، وقد كان فريداً في فنون كثيرة مثل الحساب واللُّغة”.

دراسته وشيوخه:

درس سبط المارديني علوم الرياضيات والفلك والطب في مجالس العلماء بمدارس
القاهرة ومساجدها في العصر المملوكي وخاصة في جامعة الأزهر.

ومن بين أساتذته الذين أخذ عنهم: “ابن المجدي“، وقد قرأ عليه الفرائض والحساب والميقات و قام بشرح مؤلفاته الرياضية.

 كذلك أخذ سبط المارديني عن العالم “ابن حجر العسقلاني” مؤرخ السير، والعالم “العلاء القلقشندي”، وقد لازمه وقرأ عليه الفرائض والفقه والفصول للعالم ابن الهائم والبخاري والترمذي.

وحضر كذلك دروس “القاباتي” و”البوتيجي”
و”المحلي” و “البلقيني” و”الشرواني”.

رحل سبط المارديني في طلب العلم والإجازة فيه سواء في علوم الدين أو اللغة أو العلوم البحتة، من رياضة، وفلك، وطب، إلى دمشق، والقدس، وحماة، ليبدأ رحلته بالحج إلى مكة المكرمة حيث درس على “شمس الدين المراغي”، وزار القدس مع “أبي البقاء بن جيعان”.

مكانته العلمية:

استقر سبط المارديني في نهاية المطاف بالقاهرة، ونبغ في علوم الفلك والرياضيات
واللغة العربية .. وصار له مجلس علمي يقصده طلاب العلم من أنحاء مصر ومن بلاد
العالم الإسلامي.

وقد حظي بشهرة واسعة وكان مجلسه العلمي بجامع المارديني بالقرب من باب زويلة بالقاهرة، وهذا ما جعل الكثير من المؤرخين يخطئون في نسبه ظانين أن لقبه المعروف به نسبة إلى الجامع الذي درس فيه.

مشهد عام لمدينة القاهرة في العام 1870 م
مشهد عام لمدينة القاهرة في العام 1870 م

 أسندت لعلامتنا وظيفة «المؤقت» بجامع
المارديني، لأنه من الراسخين في علم الفلك بكتبه وشروحه ومجالسة العلمية، وظل سبط
المارديني في هذه الوظيفة حتى توفي.

شخصية سبط المارديني

وصف المعاصرون سبط المارديني بالذكاء وحسن العشرة والتواضع والرغبة في
الممازحة والنكتة وحب النادرة، تاركا التأنق في مظهره، كما عرف بكونه عالما جليلا
متمكنا من أصول الجبر والحساب، والفلك.

القاهرة في العام 1860 م

منهج سبط المارديني:

تميز منهج الغزال الدمشقي في الشرح والتأليف
بالموضوعية والعلمية، فقد تحقق من نص المتن، واختار تعابير أفضل مما جاء في المتن،
وركز على تعميق التوجه التعليمي والتربوي، والذي يُعدّ، في تلك المرحلة التاريخية،
توجهاً جديداً أدى إلى انتشار العلم، وجعله متاحاً لشرائح أكبر من الناس، وقد أسس
هذا التوجه مرحلة جديدة مهمة في حياة الحضارة العربية الإسلامية.

مؤلفاته الرياضية:

تم عدّ مؤلفات سبط المارديني الرياضية في حوالي ثلاثة عشر كتابا، ومن أهمها :

  1. تحفة الأحباب في علم الحساب ، وهو مختصر على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة أوله الحمد لله ميسِّر الحِساب، و”إرشاد الطلاب إلى وسيلة الحِساب”، حيث يُعتبر شرحاً للوسيلة في الحِساب للشيخ ابن الهائم (المتوفى سنة 815 هجرية)، وقد رتَّبه المارديني على مقدمة وثلاثة أقسام وخاتمة، وبدأ بقوله: “الحمد لله جاعل قلوب أوليائه معادن الحكم”.
  2. اللمعة الماردينية في شرح الياسمينية .
  3. شرح الياسمينية .
  4. تكملة شرح الياسمينية .
  5. القول المبدع في شرح المقنع .
  6. شرح قصيدة المقنع في علم الجبر والمقابلة .
  7. شرح اللمع في علم الحساب .
  8. إرشاد الفارض إلى كشف الغوامض .
  9. شرح نزهة النظار في قلم الغبار .
  10. دقائق الحقائق في حساب الدرج والدقائق .
  11. زبد الرقائق في حساب الدرج والدقائق .
  12. إرشاد الطلاب إلى وسيلة الحساب المخطوطة المدروسة.
  13. شرح كتاب المعونة في الحساب الهوائي لابن الهائم .
  14. مقاصد الطلاب في معرفة المسائل بالحساب.
  15. شرح الحاوي في علم الغبار لابن الهائم.
  16. الطرق السنية في العمل بالنسبة الستينية .
  17. شرح الرحبية في الفرائض، وهي عبارة عن أبيات شعرية تشتمل على المواريث والفرائض، وتحتوي على أبواب مختلفة، وقد قام الدكتور مصطفى البغا بتحقيق المخطوطة والتعليق عليها وضم في الهوامش حاشية البقري الشَّافعي في الفرائض، وصاحب الرحبية هو عبد الله محمد بن علي الرحبي المعروف بابن موفَّق الدِّين نسبة إلى بلد يقال لها: رحبة بالشَّام، وهو فقيه فاضل صنَّف كتباً وله منظومة صغيرة في الفرائض (توفي سنة 579 هجرية).

مؤلفاته الفلكية:

يزيد عدد كتب علامتنا الفلكية عن الثلاثين
كتابا، من أهمها:

  1. مقدمة في علم الفلك.
  2. مجموعة في علم الفلك.
  3. التحفة المنصورية في علم الميقات.
  4. هداية الحائر لوضع فصل الدوائر.
  5. مقدمة في حساب المسائل الجيبية والأعمال
    الفلكية.
أطروحة عن استخدام ربع المقنطرات بقلم بدر الدين الشافعي المصري الدمشقي، والمعروف بسبط المارديني، موقّت الجامع الأزهر في القاهرة.

وفاة سبط المارديني:

توفي الغزال الدمشقي عام 912 هـ – 1506م بالقاهرة، عن عمر
يناهز الثمانين عاماً.

المصادر:

  • مجلة معهد المخطوطات العربية – المجلد السادس والأربعون : الجزء الأول ربيع أول 1423 ، مايو 2002.
  • علي عبد الفتاح، أعلام المبدعين من علماء العرب والمسلمين، مكتبة ابن كثير.
  • محمد سامح عفانة، تحقيق ودراسة مخطوطة إرشاد الفارض للمارديني.
  • خير الدين الزركلي، موسوعة الأعلام.
  • مكتبة قطر الوطنية.
Exit mobile version