موسى بن العازار هو الطبيب المصري الإسرائيلي الذي دخل في خدمة المعز لدين الله رابع الخلفاء الفاطميين في إفريقية (تونس) وأولهم في مصر، وهو باني مدينة القاهرة، وقد حكم بين عامي 953 و975 م.
عاش الطبيب الإسرائيلي حتى العام 363 هجري (974 م)، وقد واكبه ابنه إسحاق بن موسى المتطبِّب في خدمة البلاط الفاطمي، غير أن الأخير توفي في حياة أبيه.
مؤلفات موسى بن العازار:-
ترك موسى بن العازار خلفه أربع مؤلفات هي:
- كتاب المعزي في الطبيخ والذي ألَّفه لمعز الدين الله الفاطمي.
- كتاب الأقرباذين.
- مقالة في السُّعال.
- جواب لمسألة سأله عنها أحد الباحثين عن حقائق العلوم الراغبين جني ثمارها.
أقوال العلماء فيه:-
تحدث المؤرخون بشكل مقتضب عن موسى بن العازار الإسرائيلي .
- فقد قال عنه ابن أبي أصيبعة: ” مشهور بالتقدم والحذق في صناعة الطب وكان في خدمة المعز لدين الله وكان في خدمته أيضا ابنه إسحاق بن موسى المتطبب، وكان جليل القدر عند المعز ومتولياً أمره كله في حياة أبيه وتوفي إسحاق بن موسى لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واغتم المعز لموت إسحاق لموضعه منه ولكفايته وجعل موضعه أخاه إسماعيل بن موسى وابنه يعقوب بن إسحاق وكان ذلك في حياة أبيهم موسى وتوفي قبل وفاة إسحاق بيوم أخٍ له مسلم اسمه عون الله بن موسى..”.
- وقال عنه جمال الدين القفطي: .. وخدم المعز العلوي عند قدومه من المغرب، وركَّبَ له أدوية كثيرة، ورُزِقَ توفيقاً، ومِمَّا ركَّب للمُعِز شراب التمر هندي، واشترطَ فيه شروطاً كثيرة من النفع وصحَّت، وذكر التميمي المقدسي صورة التركيب في .. مادة البقاء”.
- وقال القفطي عنه أيضاً: “كان طبيباً عالماً بصناعة العلاج وتركيب الأدوية وطبائع المفردات، وهو الذي ألَّف شراب الأصول، وذَكَرَ أنَّهُ يفتح السَّدَد ويُحلِّل الرياح الشراسيفية والأمعاص العارضة للنِّساء عند حُضور طمثهُنَّ ويدور الطمث ويُنقِّي الرَّحم من الفضول المانعة لها من قبول النُّطفة ومن الأخلاط اللَّزِجَة التي تكون سبب إسقاط الأجِنَّة، وينفع الكلى والمثانة، ويُنقِّيهما من الفضول الغليظة المُتكوِّن منها الحصى، ويطرق الأدوية الكبار حتى يوصلها إلى عُمق الأعضاء الألمة، ويحل الماء الأصفر من البطن، ويخرجه من البول..”.
سيطرة غير المسلمين على المجال الطبي:-
لم يكن موسى بن العازار الطبيب اليهودي أو غير المسلم الوحيد في بلاط أصحاب القرار في الدول الإسلامية المتتابعة، إذن الملاحظ أن الفترة الممتدة منذ بداية العصر الأموي وحتى النصف الأول من العهد العباسي على الأقل، قد شهد سيطرتهم على هذه المهنة التي تجعل منهم مؤثرين على أصحاب القرار، لا بل إنَّ الأمر استمر إلى عهد الدولة الأيوبية، فقد كان أطباء صلاح الدين بن أيوب من اليهود (موسى بن ميمون ، الموفق بن شوعة الإسرائيلي ، سلامة بن رحمون بن موسى..).
ففي العصر الأموي؛ سطع نجم ابن أثال المسيحي طبيب معاوية بن أبي سفيان، و تياذوق النصراني طبيب الحجاج بن يوسف الثقفي، كما كان ماسرجويه اليهودي أشهر أطباء البصرة في عصر الخليفة عمر بن عبد العزيز.
وفي العصر العباسي، برز الطبيب والصيدلي حبيش بن الأعسم الدمشقي النصراني، وخاله الشهير حنين بن إسحاق ونجل الأخير إسحاق بن حنين، بالإضافة إلى يوحنا بن ماسويه الطبيب السرياني الذي عهد إليه هارون الرشيد بترجمة الكتب القديمة، كما برز فرات بن شحناثا اليهودي، وهناك الكثير من الأسماء التي لا يتسع المقام لذكرها وخصوصاً أفراد أسرة بختيشوع التي نهلت أجيالها الأولى من علوم مدرسة جنديسابور الطبية (الأحواز في إيران).
اقرأ أيضاً: البيمارستان النوري في دمشق .. أحد أبرز تجليات تقدم المسلمين في المجال الطبي
المصادر:-
- معجم أعلام الطب، سليم عبابنة.
- طبقات الأطباء، ابن أبي أصيبعة.
- أنباء الحكماء، القفطي.