العاملي – النشأة:-
محمد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي، بهاء الدين العاملي الهمذاني، عالم أديب إمامي، من الشعراء، وُلِدَ ببعلبكّ 26 ذي الحجة، سنة 953هـ.
وقد وصف ياقوت الحموي؛ بعلبك، في كتابه الموسوعي معجم البلدان بالقول: “مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرخام لا نظير لها في الدنيا..”.
مكانته العلمية:-
عالم، أديب، مشارك في أنواع
من العلوم.
كان أمة مستقلة في الأخذ
بأطراف العلوم والتضلع بدقائق الفنون، وانتقل به أبوه إلى إيران، وأخذ عن والده
وغيره من الجهابذة؛ كالعلامة عبد الله اليزدي، حتى أذعن له كل مناظر ومنابذ، فما
اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله ولى بها مشيخة الإسلام.
ثم رغب بهاء الدين العاملي في الفقر والسياحة واستهب من مهاب التوفيق رياحه، فترك المناصب ومال لما هو لحاله مناسب، فحج بيت الله الحرام وزار النبي عليه الصلاة والسلام، ثم أخذ في السياحة فساح ثلاثين سنة، واجتمع في أثناء ذلك بكثير من أهل الفضل، ثم عاد وقطن بإيران، وهناك همى غيث فضله وانسجم فألف وصنف وقرط المسامع وشنف، وقصدته علماء تلك الأمصار، واتفقت على فضله أسماعهم والأبصار، وغالت تلك الدولة في قيمته واستمطرت غيث الفضل من ديمته، فوضعته على مفرقها تاجاً، وتبسمت به دولة سلطانها شاه عباس.
وكانت له دار مشيدة البناء
رحبة الفناء يلجأ اليها الأيتام والأرامل.
وتنقلت به الأسفار إلى أن
وصل الى أصفهان فوصل خبره إلى سلطانها شاه عباس فطلبه لرياسة علمائها، فولاه
سلطانها شاه عباس رياسة العلماء، وعظم قدره وارتفع شأنه.
ثم تحول إلى مصر، وكان يجتمع
مدة إقامته بمصر بالأستاذ محمد بن أبى الحسن البكري، وكان الاستاذ يبالغ في
تعظيمه.
زار العاملي القدس ودمشق وحلب وعاد إلى أصفهان، فتوفي فيها.
من تلامذته: الرضي بن أبي
اللطف المقدسي، وعز الدين حسين بن السيد حيدر الكركي.
أقوال العلماء فيه:-
قال شهاب الدين الخفاجي:
“كان رئيس العلماء عند عبّاس شاه سلطان العجم لا يصدر إلا عن رأيه إذا عقد
ألوية الهمم، إلا أنه لم يكن على مذهبه في زندقته وإلحاده؛ لانتشار صيته في سداد
دينه ورشاده، إلا أنه عَلَويّ بلامَين وهو عند العقلاء أهون الشرِّين فإنه أظهر
عُلُوه في حب آل البيت”.
وقال في «روضات الجنات»:
“كان أفضل أهل زمانه، بل كان متفرداً بمعرفة بعض العلوم لم يجم أحد من أهل
زمانه ولا قبله على ما أظن من علماء العامة والخاصة، يميل إلى التصوف كثيراً، وكان
منصفاً في البحث، كنت في خدمته منذ أربعين سنة في الحضر والسفر، وكان له معي محبة
وصداقة عظيمة، سافرت معه إلى زيارة أئمة العراق عليهم الصلاة والسلام فقرأت عليه
في بغداد والكاظمين في النجف الأشرف وحائر الحسين عليهم السلام والعسكرين”.
كتب العاملي:-
- الكشكول، وهو من كتب الأدب المرسلة، لا أبواب ولا فصول، جمع
فيه كل نادرة من علوم شتى. - المخلاة، وهو من كتب الأدب المرسلة، لا أبواب ولا فصول.
- العروة الوثقى، في التفسير.
- الفوائد الصمدية في علم العربية.
- الحبل المتين، في الحديث.
- أسرار البلاغة.
- الزبدة، في الأصول.
- خلاصة في الحساب.
- تشريح الأفلاك.
- استفادة أنوار الكواكب من الشمس، مقالة.
- أحكام الدين في الأحاديث الصحاح والحسان.
- تهذيب الوصول إلى علم الأصول.
له رسائل، وشعر كثير،
وبالفارسية «نان وحلوى»؛ أي خبز وحلوى، وهو نظم في التصوف، و«شير وشكر»؛ أي لبن
وسكر، ونظم في التصوف أيضاً.
مخطوطات من الميتروبوليتان:-
نص هذا الكتاب هو عبارة عن سلسلة من القصائد الأخلاقية المنسوبة لمحمد بهاء الدين العاملي حول فضائل حياة الزهد ، ومن بينها ثلاثة قصائد مصورة، متواجدة في متحف الميتروبوليتان في نيويورك.
يصور هذا الرسم قصة العابد الذي قبل الخبز من المجوسي (الذي يُصور هنا على أنه الملك الإنجليزي تشارلز الثاني) بعد انقطاع الخبز الذي كان يصله كل يوم، وتفوُق الكلب عليه.
الطيور الجميلة التي تظهر في الهامش تجذب الانتباه جنباً إلى جنب مع الرسوم الرائعة. يوجد رسم آخر لهذه القصيدة يُظهر العابد وهو يصلي في البرية.
الرسمة الثالثة تصاحبها قصيدة تدور عن “التأسف والندامة على صرف العمر فيما لا ينفع في القيامة”، يوضح فيها الفنان مدرسة تُدرِّس العلوم فقط، ويظهر المعلمون وهم ينامون ويتأملون ويشربون.
أما الصورة الأخيرة؛ فهي مصاحبة لقصيدة عن النفاق ، وهي تُظهر أرملة تُصلي بالرغم من أنها معروفة بكونها سيدة سيئة السمعة.
وفاة العاملي:-
توفي بهاء الدين العاملي في أصفهان 12 شوال، سنة 1031هـ.، ودُفِنَ بطوس.
المصادر:
- الأعلام (6/102).
- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (3/440).
- معجم المؤلفين (9/242).
- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (3/2065/رقم 2876).
- متحف الميتروبوليتان.