من هو عبد الله الطيفوري ؟
عبد الله الطيفوري .. هو الطبيب السرياني الذي كان مقرَّباً للخليفة العباسي الرابع الهادي الذي عاش بيت عامي 764 و 786 م (146-170 هـ)، وقد نال لديه حظوة كبيرة.
كان عبد الله طبيباً لطيفور وهو شقيق الخيزران بنت عطاء زوج الخليفة المهدي ووالدة الهادي وهارون الرشيد، والتي كانت بدورها جارية عربية اُستقدمت من اليمن، ولذلك حمل الأول لقب الطيفوري نسبةً إلى أخ الخيزران.
وُلِدَ الطيفوري في إحدى قرى كسكر، وفي هذا الصَّدد يقول ياقوت الحموي في “معجم البلدان” عن بلدة كسكر نقلاً عن الهيثم بن عدي : “لم يكن بفارس كورة أهلها أقوى من كورتين كورة سهلية وكورة جبلية، أما السهلية فكسكر وأما الجبلية فأصبهان، وكان خراج كل واحدة منهما اثني عشر ألف ألف مثقال، قالوا: وسميت كسكر بكسكر بن طهمورث الملك الذي هو أصل الفرس، وقد ذكر في فارس، وقال آخرون: معنى كسكر بلد الشعير بلغة أهل هراة..”.
وقد تحدَّث مؤرِّخ الأطباء ابن أبي أصيبعة عن الطيفوري واصفاً إياهُ بالقول: “ كان حسن العقل، طيّب الحديث، على لكنةٍ سوَّادية، كانت في لسانه شديدة”.
اقتراب عبد الله الطيفوري من البلاط العباسي:-
ساهمت كفاءة عبد الله الطيفوري وبراعته الطبية في وصوله إلى بلاط الخلافة العباسية، حيث حظي هناك بالجاه والمال.
وقد شاءت الأقدار للطيفوري أن يكون مرافقاً لطيفور شقيق الخيزران التي حملها المهدي معه لمحاربة من في الريّ (قرب طهران اليوم وينتسب إليها الرازي) ، وذلك بتوجيه من أبيه المنصور الخليفة آنذاك (أبو جعفر).
وحينذاك كانت الخيزران حاملاً بأبي محمد موسى (الهادي)، لكنها لم تكُن تشعر بالآم ومظاهر الحمل، فأرسلت قارورة ًتستفي فيها الأطباء، فأتت بها الجارية أبا قريش الصيدلاني المقرَّب من البلاط.
وبعد تفقُّدِه للقارورة ؛ قال أبو قريش: “هذه قارورة حامل بغلام”، فأخبرت الجارية الخيزران بذلك، والتي أعلمت زوجها المهدي بذلك، والذي اغتبط وأكرم أبا قريش بالمال الجزيل، وأمره بلزوم الخدمة، ليترك الصيدلاني خيمته وما كان فيها من متاع الصيادلة.
ولزيادة التأكيد والاطمئنان على حالتها؛ أرسل طيفور إلى شقيقته الخيزران ، وقال لها: ” هذا طبيبي (عبد الله الطيفوري)، ماهرٌ في الطب، فابعثي إليه بالماء ليراه”، ففعلت ذلك.
فقال طيفور لعبد الله: قُل لها كما قال أبو قريش، فردَّ الثاني على الأول بالقول: “ذلك ما لا أقول!، لأنني لا أكتسب بالمخرقة، ولكن هذه قارورة حامل”، وحينما تأكد الخبر لدى الخيزران؛ أمرت للطيفوري بألف درهم.
وبالفعل، فقد ولدت الخيزران الهادي حينما وافت الريّ، فأصبح الطيفوري طبيبه الخاص منذ لحظة ولادته، وفي أعقاب ذلك أنجبت ولدها الثاني هارون الرشيد.
وقد توفي الهادي عن عُمر 24 عاماً، وقد قيل: إن أمَّه الخيزران هي التي أوعزت لجواريها بقتله، لأنه لم يكن ينوي الإبقاء على ولاية العهد لأخيه الرَّشيد، وإنَّما لنجله جعفر.
زواج ابن ماسويه من ابنة الطيفوري :-
تزوَّج يوحنا بن ماسويه الخوزي الطبيب النسطوري ( توفي سنة 243 هـ-857 م) من ابنة الطبيب عبد الله الطيفوري ، وقد ذكرت المصادر اسم ولد وحيد له وهو ماسويه.
كان ابن ماسويه من بين أطباء بلاط قصر الخلافة، إّذ كان فاضلاً مُقدّما جليلا معظّما، فقد خدم هارون الرشيد ونجليه الأمين والمامون، ومَن جاء بعدهم من الخلفاء وصولاً إلى عهد المتوكل، حتى أنه قد قيل: إن بني هاشم لا يتناولون شيئاً من أطعمتهم إلا أثناء وجوده.
وُلد ابن ماسويه في گنديساپور (خوزستان في إيران حالياً)، من أب صيدلي سرياني وأم صقلبية، ثم انتقل مع أبيه إلى بغداد ليدرس الطب على يد جبريل بن بختيشوع وعلماء آخرين، فأتقن اللغة السريانية واليونانية والفارسية الى جانب العربية التي ألّف بها جل كتبه.
تعرف عليه أكثر هنا يوحنا بن ماسويه .. الطبيب النسطوري الأمين للخلفاء العباسيين