Site icon العربي الموحد الإخبارية

أحمد بن محمد الصاغاني الإسطرلابي .. العالم بالفلك

من هو أحمد بن محمد الصاغاني ؟

هو أبو حامد أحمد بن محمد الصاغاني ، من البارعين في علم الفلك في العصر العباسي، هو عالم من أصول فارسية، ولد في بغداد وتوفي بها سنة 380 هـ.

أطلق عليه لقب الأسطرلابي، وذلك بسبب تميزه في صناعة الأسطرلاب، إذ كان مهتماً بتصميم وتصنيع الآلات الفلكية وكيفية استخدامها لمراقبة النجوم والظواهر الفلكية.

مرتبته العلمية:-

كان الصاغاني عالما مقتدرا في عصره، وقد قال فيه جمال الدين القفطي مبينا مكانته العلمية: “كان فاضلاً في الهندسة وعلم الهيئة يسلم إليه ذلك في وقته. وكان ببغداد يحكم صناعة الإسطرلاب و الآلات الرصدية غاية الإحكام وآلاته مذكورة بأيدي أرباب هذا الشأن معروفة في ذلك الزمان، وفي هذا الأوان، ونبغ له عدة تلاميذ ينسبون إليه ويفخرون بذلك وله زيادة في الآلات القديمة فاز بها دون غيره من أهل هذا النوع “.

إسهاماته الفلكية:-

كان الصاغاني  متميزا في مجالي الفلك والرياضيات، وحظى اسمه بشعبية كبيرة في مجال صناعة الاسطرلابات حتى لقب بالاسطرلابي، وهو لقب يطلق على المختصين فقط. فكان أحد العلماء البارعين الذين شاركوا في أول مرصد تم فتحه بشكل رسمي في الدولة الاسلامية، ألا وهو مرصد شرف الدولة البويهي.

ومن هنا كانت الانطلاقة العظيمة للصاغاني حيث كرس حياته في الأبحاث العلمية والاكتشافات الفلكية في هذا المرصد، وظل منشغلا بعمليات الرصد داخل المرصد لعدة سنوات، والتعمق اكثر في صناعة الاسطرلاب وتطويره، حيث ألف في ذلك رسالة تشمل 12 جزءاً في كيفيات صناعة الاسطرلاب على الطراز الحديث.

هذا وقد قام الصاغاني بإنجاز عظيم أثناء اشتغاله في المرصد، تمثل في تدوينه  لموسوعة كبيرة تخص مجال الفلك، عرض فيها كل ما يتعلق بالكواكب من حيث أحجامها والبعد بينها وبين الأرض وغير ذلك من المعلومات.

إن شهرة الصاغاني في مجال الاسطرلابات قد جاءت من كون الاسطرلاب كان يعتبر اختراعا سبق عصره بمئات السنين، وبالتالي فإن العارفين بطرق اشتغال هذه الآلة واسرار صنعها قد كانت لهم مكانة علمية كبيرة. لقد نال الاسطرلاب من اهتمام المسلمين الكثير، وركزوا علي تطويره وذلك لأنهم كانوا بحاجة إليه في معرفة مواعيد الصلوات، وايضا اثناء السفر سواء عن طريق البحر أو الصحراء. 

فكان يعد الأسطرلاب في العصر العباسي بمثابة آلة فلكية تعطي نموذجاً ثنائي الأبعاد عن السماء، وكل ما يظهر فيها من الشمس ، والكواكب والنجوم بالإضافة إلى تحديد أماكنهم .

الصاغاني وتاريخ العلوم :-

وفي مجال تاريخ العلوم ؛ فقد دون أبو حامد الصاغاني بعض الملاحظات المهمة ، ومن أهم ما عرفناه من هذه الملاحظات هو مقارنته بين العلماء المسلمين من عصره، وبين العلماء القدماء “البابليين والمصريين والإغريق والهنود”.

ولقد وضح رأيه في هذه المقارنة في قوله : ” لقد تميَّز العلماء القدماء باكتشاف المبادئ العلمية الأساسية واختراع الأفكار الجديدة، فيما تميَّز العلماء المعاصرون من جهة أخرى بالبحث في عدد كبير من التفاصيل العلمية، وتبسيط المسائل الصعبة،

أحمد بن محمد الصاغاني

وجمع المعلومات المتفرقة، وشرح الأفكار الغامضة، توصل العلماء القدماء إلى إنجازاتهم الخاصة بحكم أولوياتهم وسبقهم وليس بفضل أي مؤهلات أو ذكاء طبيعي، ولذلك فقد بقيت المواضيع علمية كثيرة غير مطروقة من قبلهم والتي أصبحت بدورها مدار بحثٍ واهتمام العلماء المعاصرين”.

مؤلفات الصاغاني :-

خلف أحمد بن محمد الصاغاني  الكثير من المؤلفات والكتابات التي تنم عن عقلية متشبعة بالعلم
والمعرفة، وقد صنفت أغلب مؤلفات هذا العالم في مجال علوم الفلك باختلافها،  ومن أبرز هذه المؤلفات
القيمة :

  • كتاب في كيفية تسطيح الكرة على سطح الأسطرلاب.
  • مقالة في الأبعاد والأجرام.
  • مقالة في المد والجزر.

وفاة الصاغاني:-

لم يلبث أن فقد العالم الاسلامي عامة وبغداد خاصة عالما فلكيا مميزا كرس حياته كلها في خدمة العلم، إذ توفي علامتنا في عام 379 هـ بمدينة بغداد حيث ولد ونشأ. 

المصادر:-

  • عزيزة بابتي: موسوعة الأعلام العرب والمسلمين والعالميين.
  • جمال الدين القفطي: إخبار العلماء بأخبار الحكماء.
  • خير الدين الزركلي: الاعلام.
  • زهير الحمد و عبد الله قصيباني: أعلام الحضارة العربية الاسلامية.
Exit mobile version