اسمه ونشأته:-
أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي الأشعث ،أبو جعفر، طبيب باحث، فارسي الأصل، ترك بلاد فارس متوجهاً إلى الموصل، لم يذكر المؤرخون تاريخ ولادته، ولكنه من أطباء القرن الهجري الرابع، وقد كانت وفاته كانت في سنة 365 هجرية.
مكانة ابن أبي الأشعث العلمية:–
كان وافر العقل، سديد
الرأي، محباً للخير، يتسم بالسكينة وبالوقار، له دراية كبيرة بالفقه في الدين، وقد
عاش عمراً طويلاً، وله تلاميذ كُثر.
تميز في العلوم الطبية،
وبرع فيها، وله فيها تصانيف كثيرة في ذلك تدل على غزارة علمه وعلو منزلته في الطب.
اهتم ابن أبي الأشعث بكتب جالينوس، وكان عالماً وخبيراً بها، مطلعاً على أسرارها، وقد قام بشرح الكثير من كتبه، وهو أول من قام بفصل كل واحد من الكتب الستة عشر لجالينوس، وصنَّفها إلى جمل وأبواب وفصول، وقسمها تقسيماً لم يسبقه إليه أحد غيره، وعمله هذا سهَّل دراسة كل من أراد الاطلاع على كتب جالينوس.
كما أنه اهتم بكتب أرسطوطاليس.
عنه أخذ ابنه محمد مهنة
الطب، وبرع فيها كأبيه.
أقوال العلماء فيه:-
قال عبيد الله بن جبرائيل بن بختيشوع في وصف ابن أبي الأشعث : “ذُكِرَ لي من خبر أحمد بن أبي الأشعث رحمه الله أنه لم يكن منذ ابتدأ عمره يتظاهر بالطب، بل كان متصرفاً، وصُودِر، وكان أصله من فارس، فخرج من بلده هارباً ودخل الموصل بحالة سيئة من العري والجوع، واتفق أنه كان لناصر الدولة ولد عليل في حالة من قيام الدم والأغراس، وكان كلما عالجته الأطباء ازداد مرضه، فتوصل إلى أن دخل عليه وقال لأمه : أنا أعالجه، وبدأ يريها غلط الأطباء في التدبير، فسكنت إليه، وعالجه فبرأ وأُعطِي وأُحسِنَ إليه، وأقام بالموصل إلى آخر عمره، واتخذ له تلاميذ عدة”.
كتبه:-
معظم كتب أحمد بن أبي
الأشعث في مهنة الطب وله بعض الكتب في موضوعات أخرى، والجدير بالذكر أنه كتبه لا
نظير لها في مجال تخصصها، ومن أشهر هذه الكتب:
- الأدوية المفردة: عبارة عن ثلاث مقالات في الأدوية المفردة، ألَّفه بناء على طلب من مجموعة من تلامذته، نبَّه على ذلك في مقدمة كتابه، حيث قال: “سألني أحمد بن محمد البلدي أن أكتب هذا الكتاب،، وقديماً كان سألني محمد بن ثواب، فتكلمت في هذا البحسب طبقتهما، وكتبته إليهما، وبدأت به في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة، وهما في طبقة من تجاوز تعلم الطب ودخلا في جملة من يتفقه فيما علم من هذه الصناعة، ويُفرِّع، ويقيس، ويستخرج، وإلى من في طبقتهما من تلامذتي ومن ائتم بكتبي، فإن من أراد قراءة كتابي هذا، وكان قد تجاوز حد التعليم إلى حد التفقه، فهو الذي ينتفع به، ويحظى بعلمه، ويقدر أن يستخرج منه ما هو فيه بالقوة مما لم أذكره، وأن يفرع على ما ذكرته ويشيد، وهذا قولي لجمهور الناس دون ذوي القرائح الأفراد التي يمكنها تفهم هذا وما فوقه بقوة النفس الناطقة فيهم، فإن هؤلاء تسهل عليهم المشقة في العلم ويقرب لديهم ما يطول على غيرهم”.
- الحيوان.
- العلم الإلهي: انتهى من تأليفه سنة 355هـ.
- الجدري والحصبة والحميقاء.
- السرسام والبرسام ومداواتهما: كتاب عبارة عن ثلاث مقالات، ألَّفه لتلميذه محمد بن ثواب الموصلي، أملاه عليه إملاء من لفظه، وكتبه عنه بخطه، وذكر تاريخ الإملاء والكتابة في رجب سنة 355هـ.
- القولنج وأصنافه ومداواته والأدوية النافعة منه.
- البرص والبهق ومداواتهما.
- الصرع.
- الاستسقاء.
- ظهور الدم.
- الماليخوليا.
- تركيب الأدوية.
- مقالة في النوم واليقظة: وقد ألَّفها إلى أحمد بن الحسين بن زيد بن فضالة البلدي بحسب سؤاله على لسان عزور بن الطيب اليهودي البلدي.
- الغاذي والمغتذي: كتاب في الطب، انتهى من تأليفه سنة 348هـ.
- أمراض المعدة ومداواتها.
- شرح الفرق لجالينوس: انتهى من تأليفه سنة 342هـ.
- شرح الحميات لجالينوس.
تعرف ايضا على جابر بن منصور السكري .. الطبيب الموصلي البارع
المصادر:–
- الأعلام (1/209).
- عيون الأنباء في طبقات الأطباء (331).
- موسوعة علماء الطب مع اعتناء خاص بالأطباء العرب (71/رقم 59).
- موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعلامهم، محمد فارس.