اسمه ونشأته:-
أبو علي بن مَنْدَوَيْه أبو علي الأصفهاني، من أطباء القرن الهجري الرابع، وُلِدَ في أصفهان، وكان من البيوتات الأجلاء بأصفهان، وكان أبوه عبد الرحمن بن مَنْدَوَيْه فاضلاً في علم الأدب، من البلغاء في زمانه، ويقول جمال الدين القفطي في هذا الصدد: “وكان أبوه من البلغاء في زمانه يقوم باللغة والنحو والشِّعر”.
أبو علي بن مَنْدَوَيْه -المكانة العلمية:-
من الأطباء الأجلاء المعاصرين لابن سينا المذكورين في بلاد العجم، وخدم هنالك جماعة من ملوكها ورؤسائها، وكانت له أعمال مشهورة مشكورة في صناعة الطب، وسكن بعد ذلك بغداد.
درس ابن مَنْدَوَيْه
العلوم الطبية، وبرع فيها، وذاعت شهرته بين العامة والخاصة؛ لذلك اختاره عضد
الدولة البُوَيهي ليكون أحد أطباء بيمارستانه الجديد في بغداد، والبالغ عددهم 24
طبيباً، وهذا دليل على عظم مكانته العلمية التي وصل إليها حينئذٍ، ونتيجةَ لعمله
في البيمارستان كان إنتاجه غزيراً، ويدل على ذلك كثرة مؤلفاته ورسائله الطبية
وإلى جانب اهتمامه بالطب؛ كان على دراية كبيرة بعلوم اللغة والأدب والشعر، ويدل على ذلك رسالته «رسالة في الرد على من أنكر حاجة الطبيب إلى علم اللغة».
كتب أبي علي بن مَنْدَوَيْه:-
لأبي علي بن مَنْدَوَيْه
الأصفهاني من الكتب رسائل عدة؛ من ذلك أربعون رسالة مشهورة إلى جماعة من أصحابه في
الطب؛ منها:
- رسالة إلى أحمد بن سعد في تدبير الجسد.
- رسالة إلى عباد بن عباس في تدبير الجسد.
- رسالة إلى عباد بن عباس في وصف انهضام الطعام.
- رسالة إلى حمزة بن الحسن في تركيب طبقات العين.
- رسالة إلى أبي الفضل في علاج المثانة.
- رسالة إلى الأستاذ الرئيس (ابن سينا) في علاج شقاق البواسير، وهذه الرسالة بالإضافة إلى تعرُّضِها لكيفية علاج قروح البواسير؛ فإنها تُظهر أيضاً تبادل المعارف والعلوم والآراء بين أكبر طبيبين في ذلك العصر، ما يدل على سعيهما للتكامل والإفادة من بعضهما البعض، ولم ينزلقا لثقافة وروح التنافس والتنافر التي كان طابعاً عاماً يغلب على أصحاب الفن الواحد.
- رسالة في أسباب الباه.
- الكافي في الطب، ويعرف أيضاً بكتاب القانون الصغير في الطب.
- المدخل إلى الطب.
- كُنَّاش الطب.
- الجامع المختصر من علم الطب، وهو عشر مقالات.
- المغيث في الطب.
- في الشراب.
- الأطعمة والأشربة.
- الطبيخ.
- نهاية الاختصار في الطب.
من أشعار ابن مندويه:-
كان ابن مندويه وافر الدين، وله أشعار، يقوم باللغة والنحو، وفيه أدب وفضل، ومن شعره.
وقال أيضاً:
ملامح من سيرة ومنجزات ابن مندويه:-
- لولا معاصرته لابن سينا زمانياً وقُربه منه جغرافياً؛ لكان ابن مندويه أشهر طبيب في عصره.
- على الرغم من كونه طبيباً وفارسياً؛ إلَّا أنه مُحباً للغة العربية وما يتصل بها من فُنون، لا بل أنه كتب رسالة يوصي فيها الأطباء بضرورة الاعتناء بتعلُّم العربية، ما يدل على أن لغة الضَّاد كانت هي السائدة علمياً حتى في بلاد فارس.
- أبدى ابن مندويه اهتماماً كبيراً بدراسة تأثير بعض المشروبات والأعشاب على الحالة الصحية، وتوظيفها الطبي، وكان ذلك في رسائل من بينها : التمر الهندي، والكافور، وفي فِعل الأشربة على الجسد، وفي وَصف مُسْكِر الشراب ومنافعه ومضارّه.
أبو علي بن مَنْدَوَيْه -نهاية مسيرة:-
توفي في بغداد، وهناك روايتان ذكرتهما الموسوعات لتحديد تاريخ وفاته، الرواية الأولى وهي الأقل شيوعاً، ويعتقد الكثير من الباحثين أنها ليست صحيحة وهي عام 372هـ، وذلك بعد التحقيق في مسيرة حياته، إذ أنه عُيِّنَ بالبيمارستان العضدي بأمر من عضد الدولة المتوفى 372هـ، وعمل به عدة سنوات. أما الرواية الثانية؛ فتذكر أنه توفي عام 410هـ، وهي الرواية السائدة في الكتب والموسوعات.
اقرأ ايضاً ابن سينا .. أول من توصل إلى تشخيص حالة الدوالي
المصادر:
- إخبار العلماء بأخبار الحكماء (320).
- عيون الأنباء في طبقات الأطباء (459).
- قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية (263).
- موقع حكواتي.