تمهيد:-
علي بن سهل ربن الطبري هو الطبيب والعالم والفيلسوف المولود في أسرة مسيحية متعلمة ومثقفة.
ألَّفَ الطبري عدة كتب في الفلسفة والطب والدين، و يُعد كتابه “فردوس الحكمة” أول موسوعة طبية مكتوبة تضم كل فروع العلوم الطبية.
توضح هذه المقالة الإسهامات البارزة لعلي بن سهل الطبري في التراث الإسلامي في الفلسفة والدين والطب.
مقدِّمة:-
أبو الحسن علي بن سهل ربن الطبري ، ابن سهل ربن الطبري ، فيلسوف وطبيب مسلم من القرن التاسع الميلادي وهو من أوائل العلماء الذين درسوا التاريخ المقارن للأديان، كما أنه قدَّم واحداً من أوائل الأعمال الموسوعية في الطب.
عاش الطبري أكثر من سبعين عاماً، والتقى بشخصيات هامة مثل الخلفاء ، و الحكام، و العلماء البارزين. وهو كذلك من أكثر العلماء إثارة للجدل بسبب الخلفية الدينية لعائلته وبسبب الكتب التي ألفها في المسائل الدينية.
في هذه الدراسة؛ سيتم تحليل كتب الطبري على ضوء المعطيات الجديدة حول حياته وأعماله.
السيرة الذاتية:-
وُلد علي بن سهل ربن الطبري لأسرة مسيحية سريانية مثقفة في مرو في منطقة كوراشان (قريبة من
طهران). لا نعرف على وجه التحديد تاريخ ميلاده وتاريخ وفاته.
كان والده سهل ربن الطبري (توفي 845 – 850 م ) موظفاً حكومياً ذا مكانة عالية ، كما كان متعلماً وعضواً محترماً في المجتمع السرياني المسيحي. كما كان عمه أبو زكار يحيى بن النعمان مصنفاً كعالم وكان زعيماً
مجتمعياً في ذلك الوقت.
كان والده سهل عالماً ناجحاً وخطاطاً موهوباً، كما كان لديه علم عميق بالفلك والفلسفة والرياضيات
والأدب. وكذلك كان أول من ترجم كتاب المجسطي لبطليموس إلى اللغة العربية (عام 800 م ).
كان المترجمون السابقون له قد فشلوا في ترجمة بعض الأجزاء المعقدة من الكتاب ولكنه تمكن من حلها
بخبرته المعرفية، وأضاف تعليقات علمية على الكتاب شارحاً بعض النقاط الدقيقة التي لم يفهمها المترجمون السابقون.
حصل سهل على لقب “ربن” نظراً لعلمه ومعرفته الواسعة للطب والفلسفة، ونظراً لأن لقب “ربن” كان
يُعطى للقادة الدينيين اليهود، فإن معظم المؤرخين يظنون أن هذه العائلة كانت يهودية في الأصل.
بالإضافة لذلك، فإن اللقب الممنوح له يختلف في كتابات كثيرة.
اختلاف الاسم والديانة:-
على سبيل المثال في كتاب تاريخ الطبري لمحمد الطبري “توفي عام 922م”؛ ذُكر بإسم علي بن ربن النصراني، ومع ذلك أشار إليه المسعودي بإسم “علي بن زايد”.
في كتاب ابن النديم يُطلق عليه “علي بن سهل بن ربل” ، بينما يكتبه ياقوت الحموي “علي بن زين” ، ويكتبه جمال الدين القفطي ” علي بن ربن”.
على الأغلب تعود المعلومة الخاطئة عن الأصل اليهودي للطبري إلى ما كتبه القفطي عنه ، حيث قال: إن
” ربن كطبيب يهودي من طبرستان كان بارعاً للغاية في الرياضيات والتنجيم وقانون الديانة اليهودية، كما أنه
ترجم النصوص الفلسفية من لغة إلى الأخرى. كان ابنه علي طبيباً مشهوراً، ذهب إلى العراق واستقر في
سامراء. يُعطى لقب “ربن ” للاهوتيين اليهود البارزين.”
من جهة أخرى؛ فإن علي بن سهل ربن الطبري قد وصف نفسه بوضوح تام كمسيحي في كتابه “كتاب الدين والدولة”. وفي كتاب “فردوس الحكمة” شرح أيضاً سبب إطلاق لقب “ربن” على أبيه ومعنى اللقب: ” وكان
أبي من أبناء كتاب مدينة ” مرو” وذوي الأحساب والآداب بها وكانت له همة في ارتياد البر وبراعة ونفاذ في
كتب ” الطب والفلسفة ” وكان يقدم الطب على صناعة آبائه ولم يكن مذهبه فيه التمدح والاكتساب بل التاله والاحتساب فلقب لذلك بربن وتفسيره عظيمنا ومعلمنا”.
وفي كتابه “الرد على النصارى”؛ يقول: إنه عاش كمسيحي حتى عمر السبعين وبعدها اعتنق الإسلام. وعلى
الرغم من إشارة بعض العلماء إليه كطبيب يهودي يكتب بالعربية، وأحياناً كعالم يهودي، فعند نشر
أطروحاته المعروفة أصبحت تلك الإدعاءات باطلة أكاديمياً.
كذلك فإن التواريخ التي تشير إلى ميلاده ووفاته في بعض الدراسات الحديثة خاطئة أيضاً.
وفقاً لـ “بروكلمان Brockelmann” فقد ولد في عام 192 هـ (808 م)، وبحسب (ميرهوف Meyerhof)؛ فإنه وُلد عام 193 هـ (809 م).
يُفهم من العبارة المذكورة في كتاب “فردوس الحكمة” أنه وُلد قبل ذلك، حيث يقول : ” بينما كنت أصلي
المغرب مع والدي في طبرستان، رأيت نارا شبه أسطوانة غليظة طويلة، فاضطرب أمر مالكها وأزعج عن
جباله وبلاده”.
تقول بعض المصادر مثل ابن الأثير وابن كثير: إن هذا الحدث وقع أثناء حكم الخليفة المهدي في عام 176
هـ (783 – 784 م) لحاكم طبرستان .
لذلك من الواضح أن علي بن ربن كان في سن تسمح له بتذكر الحدث، وعلى الأرجح أنه قد وُلد حوالي عام
778 – 779 م.
التنشئة:-
تلقى علي بن سهل ربن الطبري تعليمه التمهيدي في العلوم الطبية والطبيعية، والخط والرياضيات
والفلسفة والأدب من والده سهل، وبالإضافة إلى تلقينه العلم الجيد، علمه والده الدين والفلسفة.
أجاد الطبري العبرية واليونانية بالإضافة إلى العربية والفارسية والسريانية كما يُفهم من كتبه. فعلى سبيل
المثال أنه قام بترجمة كتابه فردوس الحكمة المكتوب بالعربية إلى السريانية.
عندما كان عمره عشرة أعوام، أخذه والده إلى طبرستان ” ولذلك يُعرف بالطبري” وقضى سنوات شبابه
الأولى هناك. مكنه المناخ الثقافي هناك من تكريس وقته لدراسة مجموعة من المواد منها الفلسفة والطب
والأديان بالإضافة إلى العديد من جوانب العلوم الطبيعية.
بعد أن أكمل تعليمه في طبرستان، انتقل إلى العراق في عام 813 م بينما كان عمره ثلاثين عاماً، وسُمي
بالطبري لأنه عاش في طبرستان.
العوامل السياسية:-
وعندما عُين مازيار قارن حاكماً لطبرستان في 825 م ، عاد الطبري إليها وعمل في خدمة مازيار كاتباً.
خلال هذا الوقت بدأ في تأليف كتاب فردوس الحكمة وانتهى منه في سامراء عام 850م.
في عام 839م؛ فشلت محاولة الانقلاب التي قام بها الحاكم مازيار على الخليفة وقُبِض عليه ثم أُعدم. عاد
الطبري بعدها إلى الري وإلى عمله كطبيب، ولكن بعد فترة ذهب مجدداً إلى العراق واستقر في سامراء.
عُرف الطبري بأنه رجل ذو حكمة وقدرات ثقافية وإدارية مما شجع الخليفة العباسي المعتصم (833 – 842)
أن يستدعيه إلى بغداد للعمل في البلاط. وفي وقت قصير أصبح الطبري واحداً من الأصدقاء المقربين
للخليفة وأصبح كاتباً في ديوانه، واستمر في العمل حتى وفاة الخليفة عام 842 ويعد وفاته انتقل مجدداً
إلى سامراء أثناء حُكم الخليفة الواثق (842 – 847م).
عاد الطبري مجدداً إلى بغداد واستمر في العمل في البلاط كطبيب خاص و قاضي في ظل حُكم الخليفة
الجديد المتوكل (847 – 861م) ، كما أصبح من ندماء الخليفة وذاع صيته بين الناس، وقام الخليفة
بتشجيعه على اعتناق الإسلام وإشهار إسلامه ، وبالفعل اعتنق الإسلام حوالي عام 849 – 850 م و أطلق
عليه الخليفة لقب “مولى أمير المؤمنين”، وقد أشاد بالخليفة في نهاية كتابه “كتاب الدين والدنيا”.
عندما اعتنق الإسلام؛ قام عمه المحترم المثقف أبو ذكار يحيى بن النعمان بإقناعه مراراً وتكراراً بترك
الإسلام والعودة إلى المسيحية ولكن دون جدوى.
تاريخ وفاة الطبري ليس معروفاً بدقة، ومع ذلك ، نظراً لأنه تحول إلى الإسلام في عمر السبعين خلال فترة
حكم الخليفة المتوكل، وألف بعدها عدداً قليلاً من الكتب، فيمكن استنتاج أنه توفي بعد عام 864 م إما
في بغداد أو في سامراء.
أعمال الطبري:-
ترك الطبري تراثاً يُقدر باثني عشر كتاباً ومع ذلك تبقى القليل منها حتى يومنا هذا، وكانت أغلب هذه الكتب
عن الطب، وقد أتقن الفلسفة والرياضيات وعلم الفلك أيضاً بالإضافة إلى العلوم الطبية .
- فردوس الحكمة “باللغة العربية” : يُعرف أيضاً بكناش الحضارة وهو مرجع طبي. اكتمل هذا الكتاب
حوالي عام 850 في العام الثالث من تولي الخليفة المتوكل الخلافة، غالباً قبل أن يعتنق الإسلام.
- الرد على النصارى. “باللغة العربية”، وهو كتاب مكون من خمسة فصول، ويُعرف أيضاً بالرد على أصناف النصارى أو النصائح. في مقدمة الكتاب يقول المؤلف أنه وُلد وعاش كمسيحي واعتنق الإسلام في عمر السبعين. كُتب هذا الكتاب بين عامي 850 م و 855 ، وشرح أنه ألف هذا الكتاب وهدفه الوحيد ابتغاء مرضاة الله ولكي يحذر المسيحيين.
ونظراً لأصوله المسيحية وكمسيحي لاهوتي قادر على مقارنة القرآن وغيره من الكتب الدينية، فقد اعتُبر كتابه الأكثر نجاحاً من بين الكتب التي تفند المسيحية.
كتب القبطي صفي بن العسال كتابين لتفنيد كتاب الرد على النصارى بعنوان “الصحائح في جواب النصائح” و ” نهج السبيل في تخجيل محرفي الإنجيل” (نُشِر في القاهرة 1926 – 1927م كإصدار واحد).
وبالرغم من عدم وجود استشهاد من كتاب الطبري، إلا أنه عند مقارنة الكتابين يظهر أن الكتاب الأول هو تفنيد لكتاب الطبري.
يقارن خليل سمير بين هذا الكتاب وبين تفنيد ابن العسال في أحد المقالات وقد وجد أنه يُفهم من مطالعة نصوص كتاب ابن العسال أن معظم كتاب ابن سهل الطبري مفقود، ووضح أنه باستخدام أطروحة ابن العسال يمكن استكمال الأجزاء الناقصة من كتاب الطبري.
- كتاب الدين والدولة. (باللغة العربية) ( مكتبة جون رايلاندز، مخطوطة 6131)، وهو كتاب آخر من أشهر كتب الطبري وهو كتاب يستحق الكثير من الاهتمام و الاعتبار. ألف الطبري هذا الكتاب بعد اعتناقه الإسلام حوالي عام 855م، لكي يشهد ويؤكد على أن الإسلام هو دين الحق، وأن القرآن هو كتاب الله والرسول محمد هو خاتم الأنبياء.
وحيث أن الخليفة المتوكل هو من شجعه على كتابة هذا الكتاب، فقد قام الطبري بإهدائه إليه كما فعل مع كتاب فردوس الحكمة.
في هذا الكتاب يحمد الله عز وجل على إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم و يؤكد على أن النبي الكريم محمد عليه السلام؛ قد ذُكر في التوراة والإنجيل ولكن اسمه مُحي بعد أن تم تحريفهما.
يتفوق هذا الكتاب من حيث المحتوى والموضوعات على كتاب “الرد على النصارى” ، وقد قام عادل نويهض بتحقيقه ونشره.
ينقسم الكتاب إلى مقدمة وعشرة فصول وخاتمة. وحيث أن هذا الكتاب يلقي الضوء على حياة الطبري ودينه ومعتقداته وفلسفته، فإن له أهمية خاصة بالنسبة للتاريخ الديني والفلسفي في القرن التاسع وخاصة في العراق.
لم يكن هذا الكتاب واسع الانتشار ، ويبدو أن محتوياته قد أُهملت من قبل العلماء والمثقفين المسلمين. من خلال الكتاب يسلط الطبري الضوء عل حياته وفلسفته ويعكسها على الفكر الديني الفلسفي للإسلام في القرن التاسع .
- حفظ الصحة: متاح على شكل مخطوطة في مكتبة جامعة أكسفورد ( مكتبة بودليان، أكسفورد، كتالوج 1 : 578).
- كتاب اللؤلؤ: أطروحة عن الطب (مكتبة السليمانية، مجموعة أيا صوفيا، مخطوطة 3724).
كتب مفقودة:-
والكتب التالية من تأليف علي بن سهل ربن ولكن لم يتبق منها شيء في الوقت الحاضر:
- كتاب منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير.
- كتاب في الأمثال والأدب على مذاهب الفرس والروم والعرب.
- كتاب في الرقى.
- كتاب في الحجامة.
- كتاب في ترتيب الأغذية.
- تحفة الملوك.
- الترجمة السريانية لكتاب فردوس الحكمة.
فردوس الحكمة.. الموسوعة الطبية الأولى:-
بدأ الطبري في كتابة هذا الكتاب تقريباً بعد أن قرأ النصوص الطبية المتاحة في كل موضوع بعقدين تقريباً، وهو العمل الذي أكسبه شهرته، ويعتبر الموسوعة الطبية الأولى الذي يشمل كل الفروع الدقيقة للعلوم الطبية. استند الطبري في كتابه على ملخصات المعلومات الأساسية من النصوص السريانية بالإضافة إلى الخلاصات اليونانية والهندية، ثم قام بتجميع كل هذه المعلومات والملخصات في إصدار مختصر ومنظم يشمل المعرفة الطبية بالكامل.
يعرف هذا الكتاب على وجه الخصوص بمعالجته الشاملة للتشريح. لا يحتوي الكتاب فقط على فصول عن الفروع الطبية، ولكنه خصص فصلاً خاصاً عن الطب الهندي ( وفي اقتباساته ومناقشاته للطب الهندي، أشار إلى الأطباء الهنود مثل ساسروتا، و تشاراكا ، و ندانا، .
كما اعتمد أيضاً على كتب أبقراط وجالنيوس وديسقوريدوس و أرسطو، وثاوفرسطس، وبطليموس. كما أشار إلى الإسهامات البارزة لاثنين من زملائه المعاصرين يوحنا بن ماسويه (توفي عام 857) وهو الطبيب الشخصي للخليفة، و حنين بن إسحاق ( توفي عام 873).
الربط بين علم النفس والطب:-
علاوة على ذلك؛ فقد أكد الطبري على الرابط القوي بين علم النفس والطب كما أكد على أهمية العلاج
النفسي وحث الأطباء على أن يكونوا أذكياء و قادرين على تشجيع المرضى ليصبحوا بحالٍ أفضل.
باعتباره نصاً طبياً لدارسي الطب، فإن كتاب الحكمة يعتبر واحداً من أهم المصادر في الطب الإسلامي
المبكر وحتى نهاية عصر الترجمة. قضى الطبري وقتاً طويلاً للغاية على هذا العمل الذي بدأه عندما كان في
مرو وأكمله في سامراء. ومع أنه كتبه بالعربية إلا أنه قام بترجمته إلى اللغة السريانية في الوقت ذاته.
الكتاب مكون من سبعة أجزاء رئيسية “نوع” و 30 مقالة، و365 باب، ويحتوي على الكثير من المعلومات
التي تعود إلى الطب الهندي والفارسي واليوناني والعربي. يتناول الكتاب طب الأطفال ونموهم بالإضافة إلى
علم النفس والعلاج النفسي. وبعكس الأطباء الأوائل، فقد أكد الطبري على وجود علاقة وثيقة بين علم النفس
والطب، وأهمية العلاج النفسي وتقديم المشورة في علاج المرضى.
خصص الطبري أيضاً العديد من الفصول في كتاب فردوس الحكمة لمناقشة علم الأجنة، وطب النساء
والتوليد باعتبارها من فروع فن العلاج. خُصصت بعض الفصول أيضاً للنباتات وفوائدها العلاجية، وكان
ذلك مستحدثاً في الطب العربي.
من هذا المنظور يُعد كتاب فردوس الحكمة جديراً بالاعتبار كالعديد من أطروحات حنين بن إسحق، وفي
القرون التالية أشار ابن جلجل و علي بن عباس المجوسي إلى أن الانتقال بين مرحلة الترجمة ومرحلة
الأصالة في الطب الإسلامي بدأ بابن الرازي.
مرجعية:-
سرعان ما أصبح كتاب فردوس الحكمة باعتباره موسوعة طبية نموذجاً يحتذى به من قبل الأطباء اللاحقين
مثل المجوسي، ثم الاسهامات الأصلية لأبي بكر الرازي (250 – 312 هـ ، 865 – 925م) ، وابن سينا، والبيروني، كما ألهم الدوائر الطبية في الشرق والغرب لعدة قرون.
يتضح من كتابات الرازي أنه استفاد من أعمال الطبري واقتبس منها مراراً وتكراراً. وبالرغم من الاعتقاد
الشائع لدى بعض العلماء أن الرازي تعلم على يد الطبري، فإن هذا ليس ممكناً لأن الطبري لم يكن حياً في
عهد الرازي.
يعتقد بعض العلماء مثل ابن النديم والقفطي أن الطبري له كتاب آخر اسمه “كناش الحضرة” ، ولكن هذا الاسم هو العنوان الآخر لكتاب فردوس الحكمة، حيث يقول في بداية الكتاب ” كتاب الكناش هو فردوس الحكمة ، ولقبه بحر المنافع وشمس الآداب” ، لذلك من الواضح أنه لا يوجد كتاب آخر اسمه الكناش.
فيما يلي تفصيلاً للأنواع السبعة:
- النوع الأول: كليات الطب. يناقش المعرفة المعاصرة للعلوم الطبية. في هذه الفترة شكلت تلك المبادئ أسس العلوم الطبية. هذا الجزء هو مقدمة الموسوعة ويحتوي على بعض الوصوف الفلسفية أيضاً.
- النوع الثاني: شرح لأعضاء جسم الإنسان، وقواعد الحفاظ على صحة جيدة، وتقرير شامل لبعض الأمراض العضلية. يحتوي هذا النوع على خمس مقالات ومعلومات عن الاعتناء بالصحة والحفاظ على صحة جيدة.
- النوع الثالث: يحوي على مقالة واحدة وهو مناقشة ووصف للحمية الغذائية من أجل صحة جيدة ومنع الأمراض.
- النوع الرابع: مناقشة لكل الأمراض البشرية. في هذا الفصل توجد معلومات مستمدة من الطب القديم ، وبالإضافة لذلك أضاف أيضاً ملاحظاته وتفسيراته الخاصة. هذا الجزء هو الجزء الأكبر ويشغل تقريباً نصف الكتاب ويتكون من 12 مقالة:
- الأسباب العامة المتعلقة بحدوث الأمراض.
- أمراض الرأس والمخ.
- أمراض العين، والأنف، والأذن، والفم، والأسنان.
- الأمراض العضلية (الشلل والتشنجات).
- أمراض الصدر والحنجرة والرئتين.
- أمراض البطن.
- أمراض الكبد.
- أمراض المرارة والطحال.
- الأمراض المعوية.
- الأنواع المختلفة من الحمى.
- الأمراض المتنوعة مع شرح مختصر لأعضاء الجسم.
- فحص النبض وفحص البول.
- النوع الخامس: وصف للأذواق والروائح والألوان وأيضاً للعلاقة بين الطعام والجسم.
- النوع السادس: وصف لطب الأعشاب، والأدوية والسموم، ويتكون من ست مقالات.
- النوع السابع: يناقش موضوعات متفرقة حيث يناقش المناخ والفلك ، كما يشير باختصار إلى الطب الهندي ويتكون من أربعة أقسام.
الأخلاق:-
تحتل النصائح الأخلاقية في كتاب الطبري موقعاً بارزاً ، فيصر على أن يكون سلوك ممارسي الطب راقياُ مثل مهنتهم. وقال إن أولئك الذين يتطلعون إلى ممارسة الطب يجب أن يكتسبوا أربع فضائل أساسية في
نشاطهم اليومي: اللطف، والقناعة، والرحمة، والاستقامة. كما يجب أن يكون الهدف الأول للطبيب أن
يساعد المرضى بدلاً من السعي نحو ربح المال.
قارن محمد زبير صديقي المخطوطة الأصلية وقام بتحريرها ثم نشرها في عام 1928 في برلين بعنوان
“فردوس الحكمة في الطب” . عُثر على خمس مخطوطات فقط للطبري منشورة في المكتبات في كل أنحاء
العالم.
في المقدمة قدم صديقي معلومات مفيدة للغاية عن الكتاب والمؤلف، كما أضاف ملاحظات تفسيرية عند
الحاجة لتسهيل نشر الكتاب وفقاً لمعايير النشر الحديثة. قام فؤاد سزكين بإعادة نشر هذا الكتاب مع إضافة مقدمة.
مصدر الترجمة:-
https://muslimheritage.com/al-tabari-paradise-of-wisdom/
مصدر مخطوطة كتابه:-
مكتبة قطر الوطنية.