يعتبر بديع الزمان بن الرزاز الجزري أحد أهم العلماء المسلمين في مجال الميكانيك، والذي قدّم للبشرية ثمرة جهده في كتابه “المعرفة عن الأجهزة الميكانيكية الخلاقة”، والذي ضمّنه رسوماً لتقنيات وآلات ساهمت في إلهام المخترعين في عصر النهضة الأوروبية كدافنشي.
انجازات بديع الزمان الجزري ملهم دافنشي الإيطالي:-
كان بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الجزري (1136-1206م) أبرز علماء الإسلام والحرفيين والمهندسين الميكانيكيين والمخترعين ، وذلك بسبب اختراعاته الميكانيكية الأساسية، ولذلك تم وصفه بـ “أب هندسة العصر الحديث“.
وبسبب اختراعه للروبوت البشري القابل للبرمجة في وقت مبكر ، فقد تم وصفه بأنه “أب الروبوتات“.
بنى الجزري ما يعتبر من بين الأوتوماتات والروبوتات الأولى، لكن وعلى الرغم من أن الجميع يدركون إرث ليوناردو دافينشي (1452 -1519م) وعبقريته، إلا أن قلة قليلة منهم تعرف بأن أعمال الأخير كانت مستوحاة من اختراعات الجزري، ولهذا يعتبر الأخير مخترعًا لا يقل أهمية عن دافنشي، بل يتفوق عليه لأسبقيته.
وضع الجزري العديد من التصاميم الصحيحة ميكانيكياً في كتابه المكتوب بخط اليد، والذي طبعته وزارة الثقافة التركية في شكله الأصلي عام 1990م، واسمه “معرفة عن الأجهزة الميكانيكية الخلاقة” الذي ألّفه في عام 1206م.
كتاب بديع الزمان الجزري «معرفة عن الأجهزة الميكانيكية الخلاقة»:-
وينقسم كتاب ابن الرزاز الجزري إلى ستة أنواع تضم 50 جهازًا مختلفًا:
- عشر ساعات مختلفة.
- عشرة تصميمات لسفن أوتوماتا التي توزع النبيذ والمياه لجلسات الشرب.
- عشرة تصميمات لموزعات المياه للوضوء وأجهزة سفك الدماء.
- عشرة نوافير وآلات موسيقية.
- خمسة تصاميم مختلفة من آلات رفع المياه.
- خمس آلات متنوعة مثل أدوات لقياس المجالات والأقفال.
وهكذا كان للجزري الكثير من الانجازات البديعة، وسنعرض بعضها والتي تعتبر أساس للهندسة الحديثة، ولا يمكن للبشرية الاستغناء عنها:
1- آلات الجزري الميكانيكية الأساسية:-
آلات رفع المياه:-
اخترع أبو العز بن اسماعيل الجزري خمس آلات تعمل ميكانيكياً اُستخدمت لنقل المياه، وتعتمد على الطاقة المائية، وكذلك طواحين مائية بعجلات مائية مع كامات (جمع الكامة أو حدبة هي انبعاج محدد في شكل دائري يدور) على محورها، تستخدم للتشغيل أوتوماتيكياً، ويقوم بتحويل هذه الحركة الدائرية إلى أخرى خطية، ومن ثم يقوم بتحويل هذه الدائرية إلى خطية تستخدم اليوم في محركات السيارات، وهي التي وصفها في كتابه الشهير.
آلية الكرنك:-
يُعد اختراع ابن الرزاز الجزري للكرنك (العمود المرفقي) أهم اختراع ميكانيكي فردي بعد العجلة ، لأنه يحول الحركة الدوارة المستمرة إلى حركة خطية تبادلية، وهو أساسي للآلات الحديثة مثل المحرك البخاري ، محرك الاحتراق الداخلي (محرك حراري يحترق بداخله وقود مع مؤكسد عادة هواء في غرفة الاحتراق والتحكم التلقائي)، وكذلك التحكم التلقائي (تطبيق نظرية التحكم لتنظيم العمليات دون تدخل بشري مباشر).
ذراع التوصيل
اخترع الجزري
أيضًا ذراع التوصيل المستخدم في كرنك ونظام ربط العمود في آلة دوارة طور في عام 1206
م في اثنين من آلات
رفع المياه:
مضخة
سلسلة الساقية الذي يعمل بالطاقة المائية موجه بالكرنك، ومضخة شفط مكبس الترددية
مزدوجة الفعل.
2- آلات الجزري ذاتية الحركة:-
لقد بنى الجزري العديد
من الآليات ذاتية الحركة منها:
- دمية النادلة الآلية: اخترعها لتقديم المشروبات في الحفلات مدفوعة بالطاقة الكهرومائية.
- الطاووس الأوتوماتيكية المتحركة: فقد ابتكر الجزري الطاووس المتحركة كانت مدفوعة أيضًا بالطاقة المائية.
- اخترع أولى البوابات الأوتوماتيكية المعروفة: والتي كانت مدفوعة بالطاقة الكهرومائية. كما قام بإنشاء أبواب أوتوماتيكية كجزء من إحدى ساعاته المائية المعقدة.
- يُعزى للجزري إنشاء الأشكال الأولى لروبوت بشري قابل للبرمجة وذلك في عام 1206 م.
- كان للجزري قاربًا يضم أربعة موسيقيين دمى أوتوماتيكية طافوا على بحيرة للترفيه عن الضيوف في حفلات الشرب الملكية. كان لدى آليته آلة طبل قابلة للبرمجة مع أوتاد (الكامة) تصطدم بأذرع صغيرة لتشغل الإيقاع. يمكن صنع الطبال للعب بإيقاعات مختلفة وأنماط طبل مختلفة إذا تم تحريك الأوتاد.
لماذا ضاعت الحقيقة؟
وفي النهاية؛ رغم كل ابداعات الجزري الميكانيكية لم تكن هذه الأفكار شائعة بين الأجيال الشابة، وبالتالي بعد وفاته؛ لم يلحظ أحد أعماله وتم دفنها دون أن يلتفت لها أحد من أبناء الحضارة الإسلامية، وهو ما قد يبرر عدم الاكتراث بها أو البناء عليها حينذاك.
وبطريقة ما؛ وصلت أعماله إلى العلماء الغربيين خلال فترة عصر النهضة على الأرجح، وذلك عن طريق العلاقات التجارية بين الأجزاء الشرقية والغربية من البحر الأبيض المتوسط، والتي أصبحت فيما بعد قاعدة لدراسة أشهر العلماء المعاصرين مثل دافنشي، إيفانجليستا توريتشيللي ( 1608-1647 م) مخترع البارومتر.
فهل استفادت تلك الأسماء الأوروبية الشهيرة من منجزات الجزري وتجاهلت إحالة الفضل لأصحابه أم لا؟، تلك فرضية لم يثبت صحتها من عدمها إلى الآن.
أما في العصر الحديث؛ فقد تم الكشف عن أعماله من قبل المؤرخين والمهندسين الألمان في الربع الأول من القرن التاسع عشر.
وفي وقت لاحق؛ قام مهندس إنجليزي بترجمة كتاب الجزري من العربية إلى الإنجليزية موضحًا إرشادات الأتمتة الحديثة والتصميمات الآلية التي نشأت في القرن الثاني عشر.
المصادر:–
يعتبر بديع الزمان بن الرزاز الجزري أحد أهم العلماء المسلمين في مجال الميكانيك، والذي قدّم للبشرية ثمرة جهده في كتابه “المعرفة عن الأجهزة الميكانيكية الخلاقة”، والذي ضمّنه رسوماً لتقنيات وآلات ساهمت في إلهام المخترعين في عصر النهضة الأوروبية كدافنشي.
انجازات بديع الزمان الجزري ملهم دافنشي الإيطالي:-
كان بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الجزري (1136-1206م) أبرز علماء الإسلام والحرفيين والمهندسين الميكانيكيين والمخترعين ، وذلك بسبب اختراعاته الميكانيكية الأساسية، ولذلك تم وصفه بـ “أب هندسة العصر الحديث“.
وبسبب اختراعه للروبوت البشري القابل للبرمجة في وقت مبكر ، فقد تم وصفه بأنه “أب الروبوتات“.
بنى الجزري ما يعتبر من بين الأوتوماتات والروبوتات الأولى، لكن وعلى الرغم من أن الجميع يدركون إرث ليوناردو دافينشي (1452 -1519م) وعبقريته، إلا أن قلة قليلة منهم تعرف بأن أعمال الأخير كانت مستوحاة من اختراعات الجزري، ولهذا يعتبر الأخير مخترعًا لا يقل أهمية عن دافنشي، بل يتفوق عليه لأسبقيته.
وضع الجزري العديد من التصاميم الصحيحة ميكانيكياً في كتابه المكتوب بخط اليد، والذي طبعته وزارة الثقافة التركية في شكله الأصلي عام 1990م، واسمه “معرفة عن الأجهزة الميكانيكية الخلاقة” الذي ألّفه في عام 1206م.
كتاب بديع الزمان الجزري «معرفة عن الأجهزة الميكانيكية الخلاقة»:-
وينقسم كتاب ابن الرزاز الجزري إلى ستة أنواع تضم 50 جهازًا مختلفًا:
- عشر ساعات مختلفة.
- عشرة تصميمات لسفن أوتوماتا التي توزع النبيذ والمياه لجلسات الشرب.
- عشرة تصميمات لموزعات المياه للوضوء وأجهزة سفك الدماء.
- عشرة نوافير وآلات موسيقية.
- خمسة تصاميم مختلفة من آلات رفع المياه.
- خمس آلات متنوعة مثل أدوات لقياس المجالات والأقفال.
وهكذا كان للجزري الكثير من الانجازات البديعة، وسنعرض بعضها والتي تعتبر أساس للهندسة الحديثة، ولا يمكن للبشرية الاستغناء عنها:
1- آلات الجزري الميكانيكية الأساسية:-
آلات رفع المياه:-
اخترع أبو العز بن اسماعيل الجزري خمس آلات تعمل ميكانيكياً اُستخدمت لنقل المياه، وتعتمد على الطاقة المائية، وكذلك طواحين مائية بعجلات مائية مع كامات (جمع الكامة أو حدبة هي انبعاج محدد في شكل دائري يدور) على محورها، تستخدم للتشغيل أوتوماتيكياً، ويقوم بتحويل هذه الحركة الدائرية إلى أخرى خطية، ومن ثم يقوم بتحويل هذه الدائرية إلى خطية تستخدم اليوم في محركات السيارات، وهي التي وصفها في كتابه الشهير.
آلية الكرنك:-
يُعد اختراع ابن الرزاز الجزري للكرنك (العمود المرفقي) أهم اختراع ميكانيكي فردي بعد العجلة ، لأنه يحول الحركة الدوارة المستمرة إلى حركة خطية تبادلية، وهو أساسي للآلات الحديثة مثل المحرك البخاري ، محرك الاحتراق الداخلي (محرك حراري يحترق بداخله وقود مع مؤكسد عادة هواء في غرفة الاحتراق والتحكم التلقائي)، وكذلك التحكم التلقائي (تطبيق نظرية التحكم لتنظيم العمليات دون تدخل بشري مباشر).
ذراع التوصيل
اخترع الجزري
أيضًا ذراع التوصيل المستخدم في كرنك ونظام ربط العمود في آلة دوارة طور في عام 1206
م في اثنين من آلات
رفع المياه:
مضخة
سلسلة الساقية الذي يعمل بالطاقة المائية موجه بالكرنك، ومضخة شفط مكبس الترددية
مزدوجة الفعل.
2- آلات الجزري ذاتية الحركة:-
لقد بنى الجزري العديد
من الآليات ذاتية الحركة منها:
- دمية النادلة الآلية: اخترعها لتقديم المشروبات في الحفلات مدفوعة بالطاقة الكهرومائية.
- الطاووس الأوتوماتيكية المتحركة: فقد ابتكر الجزري الطاووس المتحركة كانت مدفوعة أيضًا بالطاقة المائية.
- اخترع أولى البوابات الأوتوماتيكية المعروفة: والتي كانت مدفوعة بالطاقة الكهرومائية. كما قام بإنشاء أبواب أوتوماتيكية كجزء من إحدى ساعاته المائية المعقدة.
- يُعزى للجزري إنشاء الأشكال الأولى لروبوت بشري قابل للبرمجة وذلك في عام 1206 م.
- كان للجزري قاربًا يضم أربعة موسيقيين دمى أوتوماتيكية طافوا على بحيرة للترفيه عن الضيوف في حفلات الشرب الملكية. كان لدى آليته آلة طبل قابلة للبرمجة مع أوتاد (الكامة) تصطدم بأذرع صغيرة لتشغل الإيقاع. يمكن صنع الطبال للعب بإيقاعات مختلفة وأنماط طبل مختلفة إذا تم تحريك الأوتاد.
لماذا ضاعت الحقيقة؟
وفي النهاية؛ رغم كل ابداعات الجزري الميكانيكية لم تكن هذه الأفكار شائعة بين الأجيال الشابة، وبالتالي بعد وفاته؛ لم يلحظ أحد أعماله وتم دفنها دون أن يلتفت لها أحد من أبناء الحضارة الإسلامية، وهو ما قد يبرر عدم الاكتراث بها أو البناء عليها حينذاك.
وبطريقة ما؛ وصلت أعماله إلى العلماء الغربيين خلال فترة عصر النهضة على الأرجح، وذلك عن طريق العلاقات التجارية بين الأجزاء الشرقية والغربية من البحر الأبيض المتوسط، والتي أصبحت فيما بعد قاعدة لدراسة أشهر العلماء المعاصرين مثل دافنشي، إيفانجليستا توريتشيللي ( 1608-1647 م) مخترع البارومتر.
فهل استفادت تلك الأسماء الأوروبية الشهيرة من منجزات الجزري وتجاهلت إحالة الفضل لأصحابه أم لا؟، تلك فرضية لم يثبت صحتها من عدمها إلى الآن.
أما في العصر الحديث؛ فقد تم الكشف عن أعماله من قبل المؤرخين والمهندسين الألمان في الربع الأول من القرن التاسع عشر.
وفي وقت لاحق؛ قام مهندس إنجليزي بترجمة كتاب الجزري من العربية إلى الإنجليزية موضحًا إرشادات الأتمتة الحديثة والتصميمات الآلية التي نشأت في القرن الثاني عشر.
المصادر:–