موسى بن إسرائيل الكوفي هو الطبيب والمنجِّم والعارف بأيَّام النَّاس ورواية الشِّعر، الذي عاش بالكوفة بين عامي 129 و 222 هجري، وكان في خدمة الأمير العباسي عيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن العباس (توفي 167 هـ) الأديب والشَّاعر والعسكري الملقَّب بشيخ الدولة، وهو ابن شقيق أبي العباس السَّفاح الذي جعله وليَّاً لعهد أخيه أبي جعفر المنصور باني مدينة بغداد.
ثُمَّ خدم هذا الطبيب إبراهيم بن المهدي (توفي 225 هجري) المُلقَّب بابن شكلة الأخ غير الشقيق للخليفة هارون الرشيدمن أم جارية سوداء، والذي اُشتُهِرَ برخامة صوته وتميز غنائه وله مجادلات مع إسحاق الموصلي في أصول النغم والإيقاع.
أقوال العلماء في موسى بن إسرائيل الكوفي :-
تحدث المؤرخون ومعاصرون موسى بن إسرائيل الكوفي عنه، ولم يأتِ كلامهم موسَّعاً بشأنه:
- فقد أورد ابن أبي أصيبعة في “طبقات الأطباء” نقلاً عن يوسف بن إبراهيم قوله: ” كان موسى هذا قليل العلم بالطب إذا قيس إلى من هُو في دهره من مشايخ المتطببين إلا أنه كان أملأ لمجلسه منهم بخصال اجتمعت فيه منها فصاحة اللهجة ومعرفة بالنجوم وعلم بأيام الناس ورواية الأشعار.. فكان يحتمله لهذه الخلال ولأنه كان طيب العشرة جداً يدخل في كل ما يدخل فيه منادمو الملوك “.
- وقال عنه المؤرِّخ جمال الدين القفطي: “هذا الرجل طبيب من أهل الكوفة، خَدَمَ أبا إسحاق إبراهيم بن المهدي، واختصَّ بخدمته وتقدَّم عندهُ، وله ذكرٌ مشهورٌ بين الأطباء، وكان قليل العلم بالطب..”.
سيطرة غير المسلمين على المجال الطبي:-
لم يكن موسى بن إسرائيل الطبيب والفلكي اليهودي أو غير المسلم الوحيد في بلاط أصحاب القرار في الدولة العباسية، إذن الملاحظ أن الفترة الممتدة منذ بداية العصر الأموي وحتى النصف الأول من العهد العباسي على الأقل، قد شهد سيطرتهم على هذه المهنة التي تجعل منهم مؤثرين على أصحاب القرار، لا بل إنَّ الأمر استمر إلى عهد الدولة الأيوبية، فقد كان أطباء صلاح الدين بن أيوب من اليهود (موسى بن ميمون ، الموفق بن شوعة الإسرائيلي ، سلامة بن رحمون بن موسى..).
ففي العصر الأموي؛ سطع نجم ابن أثال المسيحي طبيب معاوية بن أبي سفيان، و تياذوق النصراني طبيب الحجاج بن يوسف الثقفي، كما كان ماسرجويه اليهودي أشهر أطباء البصرة في عصر الخليفة عمر بن عبد العزيز.
وفي العصر العباسي؛ برز الطبيب والصيدلي حبيش بن الأعسم الدمشقي النصراني، وخاله الشهير حنين بن إسحاق ونجل الأخير إسحاق بن حنين، بالإضافة إلى يوحنا بن ماسويه الطبيب السرياني الذي عهد إليه هارون الرشيدبترجمة الكتب القديمة، كما برز فرات بن شحناثا اليهودي، وهناك الكثير من الأسماء التي لا يتسع المقام لذكرها وخصوصاً أفراد أسرة بختيشوع التي نهلت أجيالها الأولى من علوم مدرسة جنديسابور الطبية (الأحواز في إيران حالياً).
اقرأ ايضاً ما الطعام الذي ينصحك ابن سينا بتناوله؟
المصادر:-
- معجم أعلام الطب، سليم عبابنة.
- طبقات الأطباء، ابن أبي أصيبعة.
- أخبار الحكماء، القفطي.