العربي الموحد الإخبارية

ميخائيل بن ماسويه .. طبيب الخليفة المأمون

ميخائيل بن ماسويه شغل موقع طبيب الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرَّشيد الذي عاش بين عامي 170-218 هجري، وفي عهده بلغت الحضارة العربية الإسلامية ذروة قوتها وتوهجها العلمي، وتدفق للعاصمة بغداد مئات العلماء والفلاسفة والأدباء من مختلف الأمصار حيث نَعِمَ أكثرهم بعناية ورعاية البلاط العباسي.

ميخائيل هو شقيق الطبيب المشهور يوحنا بن ماسويه، وهما من أب صيدلي سرياني خبير بصناعة الأدوية، وأم صقلبية اشتراها له الطبيب الكبير جبرائيل بن بختيشوع من داود بن سرافيون الطبيب، وأشرف جبرائيل نفسه على تعليم الولدين في بغداد وتهذيبهما تهذيباً عاليا، والانفاق عليهما وجلب لهما المدرسين.

مكانة ميخائيل بن ماسويه :-

حظي ميخائيل بن ماسويه بمكانة علمية واجتماعية مرموقة، وذلك بفضل براعته وقربه من دوائر صناعة القرار في العاصمة العباسية بغداد، فقد:

  • حينما أصبح طبيباً ؛ كان ميخائيل يرفض أن يمنح المرضى الأدوية لشربها، إلَّا تلك التي كان يتولى بنفسه تركيبها وإصلاحها.
  • كان المأمون معجباً به وله على جبرائيل بن بختيشوع مقدماً حتى كان يدعوه بالكنية أكثر مما يدعوه بالاسم.
  • كان جميع المتطببين بمدينة السلام يبجلونه تبجيلاً لم يكونوا يظهرونه لغيره.

مواقف حصلت مع ميخائيل بن ماسويه :-

حصلت عدة مواقف مع ميخائيل بن ماسويه وذلك خلال مسيرته الطبية التي كانت في معظمها في إطار علاقته بالخليفة المأمون الذي اجتمع حوله عدد كبير من العلماء، باعتباره كان داعماً وراعياً لبيت الحكمة والتي كانت بمثابة مكتبة ضخمة في بغداد، أُلحِقَ بها مرصدين فلكيين بالإضافة إلى غرف لترجمة علوم اليونان والهند قام عليها علماء مثل حنين بن إسحاق ونجله إسحاق بن حنين وسواهما، كما كان يرتبط ببيت الحكمة أنشطة علمية أخرى متنوعة.

وقد نقل يوسف بن إبراهيم مولى إبراهيم بن المهدي معظم تلك المواقف التي حصلت مع ميخائيل؛ والتي أوردها ابن أبي أصيبعة (توفي 1198 م) وذلك في كتابه “طبقات الأطباء”، وهو الذي يعتبر إلى جانب ابن جلجل (توفي 994 م) وجمال الدين القفطي (توفي 1248 م) من بين أبرز من كتب السير الذاتية للأطباء الذين سبقوهم أو عاصروهم من عرب وغير عرب ومسلمين أوغير مسلمين… ومن بين تلك المواقف:

  • قال يوسف عن ميخائيل: ” كان هذا المتطبب لا يمتع بالحديث ولا يحتج في شيء يقوله بحجة ولا يوافِق أحداً من المتطببين على شيء أحدث من مائتي سنة ،فلم يكن يستعمل السكنجبين والورد المربى إلا بالعسل، ولا يستعمل الجلاب المتخذ بماء الورد، ولا يتخذه إلا من الورد المسلوق بالماء الحار، ولا يتخذه بالسكر ولا يستعمل شيئاً لم يستعمله الأوائل، ولقد سألته يوماً عن رأيه في الموز فقال لم أر له ذكراً في كتب الأوائل وما كانت هذه حاله لم أقدم على أكله ولا على طعامه للناس”.
  • وقال يوسف أيضاً: “وحضر (ميخائيل) في النصف من شوال سنة عشرين ومائتين دار إبراهيم بن المهدي مع جماعةٍ من وجوه المتطببين وكانت شكلة عليلة فوجَّه المعتصم المتطببين إليها ليرجعوا إليه بخبرها وقد كانوا صاروا إليها قبل ذلك اليوم بيوم فنظروا إلى مائها وجسَّوا عرقها وعاودوا النظر في اليوم الثاني في أمرها فقالوا كلهم: إنها أصبحت صالحة وأنهم لا يشكُّون في إفراقها فسبق إلى وهمي أنهم أو أكثرهم أحب أن يسر أبا إسحاق بما ذكروا من العافية، فلمَّا نهضوا اتبعتهم فسألتُ واحداً واحداً عمَّا عنده من العلم بحالها فكلهم قال لي مثل مقالته لأبي إسحاق إلا سلمويه بن بنان فإنه قال لي: هي اليوم أصعب حالاً منها أمس، وقال لي ميخائيل: قد ظهر أمس بالقرب من قلبها ورم لم نره في يومنا هذا افترى ذلك الورم ساخ في الأرض أو ارتفع إلى السماء، انصرف فأعِد لهذه المرأة جهازها فليست تبيت في الأحياء، فتوفيَت وقت صلاة العشاء الآخرة بعد أن ألقى إلي ميخائيل ما ألقى ساعات عشراً أو نحوها”.
ميخائيل بن ماسويه عاش في المدينة التي تصدرت منابر العلوم في العصور الوسطى.

تعرف أكثر هنا على  يوحنا بن ماسويه .. الطبيب النسطوري الأمين للخلفاء العباسيين

المصادر:-

طبقات الأطباء، ابن أبي أصيبعة.

https://www.albayan.ae/five-senses/2001-11-19-1.1129550

Exit mobile version