إسرائيل بن زكريا الطيفوري هو الطبيب الذي حظي بمكانة كبيرة لدى الخليفة العباسي جعفر بن محمد المعتصم ( المتوكل على الله) والذي بويع بالخلافة بعد وفاة أخية الواثق وذلك سنة 232 هجرية (847 م)، والذي أسَّس المسجد الجامع في سامراء بالعراق (الشهير بالمئذنة الملوية).
كما نال ابن زكريا الطيفوري مكانةً مرموقة لدى الفتح بن خاقان، والذي يُعتبر أحد أشهر وزراء الدولة العباسية، والذي ظلَّ وفياً للمتوكل قريباً جداً منه حتى آخر لحظة في حياتهما، وذلك حينما قُتلا في ساعة واحدة.
ابن خاقان المعروف بذكائه ونباهته وفراسته؛ كان يعرف مكانة وأمانة الطبيب الطيفوري، وقد أجزل عليه العطاء، وأقطع له قطيعة في سامراء.
أقوال العلماء في إسرائيل بن زكريا الطيفوري :-
أثنى العلماء على إسرائيل بن زكريا الطيفوري ، الطبيب الذي ذاعت شهرته في أرجاء العراق، ومن بين من تحدَّث عنه:
- ابن أبي أصيبعة مؤرِّخ السيرة الذاتية للأطباء قال عن ابن زكريا الطيفوري : ” كان مقدّما في صناعة الطب، جليل القدر عند الخلفاء والملوك، وكان مختصا بابن خاقان، وله من الإنعام الوافر، وكان المتوكل يعتمد عليه، وصار عنده إلى منزلة بختيشوع، وكان متى ركب إلى دار المتوكل في مثل مراكب الأمراء الأجلّاء القوّاد، وأمر المتوكّل صقلاب وابن الخيبري بالركوب معه، ثم أقطعه قطيعة بسر من رأى (سامراء).. ركب فاختارها لنفسه خمسين ألف ذراع، وأعطاه ثلاث مائة ألف درهم لينفقها عليه، فحازها، وضرب المناور عليه”.
- وعنه قال الرهاوي الطبيب: إن إسرائيل بن الطيفوري وجَدَ على المتوكِّل، إذا احتجم بغير إذنه، فافتدى غضبه بثلاثة آلاف دينار، وضيعة تغلُّ في السَّنة خمسين ألف درهم، وسجَّل له عليها”.
- أما يوحنا بن ماسويه، الطبيب النسطوري الشهير(777-857م) والذي عاصر عدَّة خلفاء عباسيين؛ فقد قال: “رأيتُ المتوكل وقد عاد إسرائيل وهو مريضٌ قد غُشِيَ عليه، فجعل يده تحت رأسه مخدَّة له، ثمَّ قال للوزير: حياتي مُعلَّة بحياته إن عدمته لا أعيش!، ثُمَّ كانَ يبعث سعيد بن صالح حاجبه، وموسى ابن عبد الملك كاتبه يعودانه عنه”.
- وقال ابن فضل الله العمري في كتابه “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” عن إسرائيل بن زكريا الطيفوري : ” كان يدل بتقدّمه في فنه، ويدل على هذا غضبه على ملكه، وقد احتجم بغير إذنه لاشتداد أسر معرفته بقوى الأمزجة، وقدر فاقة الأبدان المليّة والمحوجة”.
- قيل عنه أيضاً: “من مشاهير أطباء بغداد، له الخطوة والمكانة عند المتوكل وفتح بن خاقان كما لبختيشوع عند هارون، حكي أنه كان بعد المتوكل عند المنتصر كما كان عند أبيه المتوكل، لكن الأتراك أعطوه جعلاً أن يسم المنتصر، ففصده بمبضع مسموم فعمل السم فيه فمات، فاتفق أنه عرض له النسيان ففصد نفسه بذلك المبضع فمات، وكان ذلك في سنة 268 هـ، وأبوه زكريا طبيب مشهور له الحظوة عند أفشين من أمراء المعتصم”.
اقرأ ايضاً.. ابن ملكا البغدادي .. الطبيب والفيسلوف الأوحد في زمانه
المصادر:-
- طبقات الحكماء، ابن أبي أصيبعة.
- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، العمري.
http://gadir.free.fr/Ar/rijal/rijal/maktabeh-rejal/tarajem-rejal/kuna/kuna1/data/a42.html