من هو شمس الدين السمرقندي؟
محمد بن أشرف
الحسيني السمرقندي، شمس الدين، حكيم، مهندس، وعالم منطقي أديب من علماء القرن
السابع الهجري، وهو من مواليد سنة 1250م.
نشأ شمس الدين السمرقندي ببلدة “سمرقند”،
ويقال لها بالعربية سمران، وهي منطقة معروفة قيل إنها من أبنية ذي القرنين.
وللسمرقندي
مصنفات عديدة في الرياضيات والفلك والفلسفة.
إضافاته العلمية في مجال الرياضيات:-
اشتهر السمرقندي في مجال علم الرياضيّات بنشره لكُتيِّب صغير الحجم (حوالي 20 صفحة فقط) عالج فيه خمسة وثلاثين فرضيّة من فرضيات إقليدس الرياضية، وشرح فيها أساليب البحث المنطقي والجدلي.
وعلى الرّغم من صغر حجم المصنف؛ غير أن علامتنا قد اطّلع على عدد مهم من أعمال العلماء المسلمين في الرياضيّات قبل الشروع في تأليفه، إذ نجده يشير طوال فقرات وفصول الكتاب إلى مصنفات لعلماء عرب ومسلمين، فيستشهد بابن الهيثم، وعمر الخيّام، والجوهري، ونصير الدين الطوسي، وأثير الدين الأبحري، بحيث اعتبرهم مراجع أسس عليها كتابه.
وقد اعتبر هذا المؤلف الصغير مرجعا مهما لعقود من الزمن، بحيث درسه العلماء وأوصوا بقراءته، كما فعل العالم قاضي زادة في أحد كتبه.
تعرف على ابن الهيثم .. الموسوعي الذي أرسى قواعد علم البصريات الحديث
كتابه الشهير “الصحائف العلمية”:–
يعتبر كتاب “الصحائف العلمية” من أشهر مصنفات علامتنا، وهو كتاب في أصول الدين وعلم الكلام، وكل ما يتعلق بعلم الالهيات، كما يتطرق الكتاب إلى الرد على المبتدعة في عبارة موجزة ظاهرة دون الإخلال بالمسلك المراد إثباته في مذهب أهل السنة والجماعة.
وقد تناول الكاتب في هذا المصنف آراء المذاهب الإسلامية، كما تناول اتجاهات المدرسة المشائية، ولم يقتصر على عرضه لآراء المذاهب الكلامية، وإنما ناقش تلك الآراء، وتتبعها ورد عليها، فلم يكن شمس الدين بهذا مجرد ناقل لآراء غيره ممن سبقه، وإنما كان صاحب منهج عقلي جدلي.
وقد سمى
السمرقدي مؤلفه كذلك، لأنه صنفه على شكل صحائف، أي كتب، يشكل كل واحد منها بابا
لمناقشة موضوع أو جزئية، ولما كان أهم ما تتناوله هذه الصحائف هو البحث فيما يتعلق
بالإلهيات من حيث صفات الله وأسماءه وأفعاله، وَسمَ شمس الدين السمرقندي كتابه بـ “الصحائف
الإلهية”.
عَدمُ ذِكر السمرقندي في كتب التراجم:–
اتفق المؤرخون ، وأصحاب التراجم على أن اسم شمس الدین السمرقندي هو محمد بن أشرف السمرقندي، وأنه اشتغل في علم الرياضيات والفلك وأبدع فيهما، إلا أنهم لسبب أو لآخر قد اغفلوا أو تجاهلوا ذكر ترجمة لحياة هذا العلامة النجيب، فلم تفرد له كتب التراجم مثل کتاب کشف الظنون لحاجي خليفة ، وكتاب هدية العارفين للبغدادي ، وكتاب الفهرست لابن النديم ، وأخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي ، وكتاب شذرات الذهب لابن العماد ، وكتاب العبر في خبر من غبر – للذهبي ، وكتاب وفيات الأعيان – لابن خلكان– ومعجم المؤلفين لعمر رضا کحالة ، وغيرها، إذ لا نجد في هذه الكتب -التي تعتبر أمهات كتب التراجم- أي ذكر لمسيرة السمرقندي ونهجه وإضافاته العلمية .
مصنفاته:–
- قسطاس الميزان.
- شرح القسطاس.
- كتاب آداب البحث، وهو من أشهر كُتُب الفن الذي ألَّفه لنجم الدين عبد الرحمن، ويشتمل هذا الكتاب على ثلاثة فصول في التعريفات، وفي ترتيب البحث، وفي المسائل التي اخترعها.
- آداب الفاضل.
- كتاب أشكال التأسيس في الهندسة، يتألف من خمسة وثلاثين شكلاً من كتاب إقليدس، وقد شرحه قاضي زاده الرومي، وهو شرح ممزوج لطيف، وعليه تعليقات كثيرة، منها: حاشية تلميذه أبي الفتح الحسيني.
- الصحائف.
- العوارف.
- مفتاح النظر.
- شرح «المقدمة» في الجدل للنسفي.
- المنية والأمل في علم الجدل.
- شرح آداب البحث.
- شرح المقدمة البرهانية للنسفي.
- الصحائف الإلهية.
وفاته:–
وقد استبعد مُحقِّق كتاب الصحائف الإلهية، أن تكون وفاة السمرقندي في العام 600 هجرية بحسب ما جاء على ذكره حاجي خليفة في كتابه “كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون”.
ويذهب مُحقِّق الكتاب (الدكتور أحمد عبد الرحمن الشريف) إلى حصول حالة الوفاة بحدود العام 690 هجري، مستنداً إلى ما ذكره البغدادي من أن السمرقندي حينما ناقش الفلاسفة في قولهم: إن الله واحد لا يصدر عنه إلّا واحد، كان ذلك بحضور نصير الدين الطوسي الذي عاش بين عامي 597 و 672 هجري.
لذا فإن إجابة السمرقندي وحضور الطوسي للحدث وكتابة الأخير رسالة في هذا الشأن؛ يدلل على أنهما كانا متعاصرين، ولو افترضنا (المُحقق) وفاة السمرقندي عام 600 هجري، فكيف له مناقشة الطوسي الذي كان يبلغ من العمر حينها 3 سنوات فقط!؟.
المصادر:–
- صلاح الدين عبد الغني: مدن لها تاريخ، الجزء الأول.
- الصحائف الإلهية، مقدمة المحقق أحمد عبد الرحمن الشريف.
- طه خالد السامرائي: مسائل الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية، دار الكتب العلمية.
- شمس الدين السمرقندي: الصحائف الإلهية، تحقيق أحمد فريد المزيدي.
- تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك، قدري طوقان.
- ابن خلكان، الأعلام.