جسّدت دور الشيطان في “وعد إبليس”.. وتوقعت النجاح الجماهيري للمسلسلممثل متميز، لمع فى أكثر من عمل، وأكد قدرته على الأداء المتطور من شخصية إلى أخرى، أثبت تألقه فى جميع الأعمال التي شارك فيها، فهو “شادى وهدان” فى مسلسل “الآنسة فرح”، الذى حققت أجزاؤه الخمسة نجاحاً كبيراً، والمقدم “علاء” ضابط مباحث الآثار فى مسلسل “المشوار” مع محمد رمضان، كما أنه شارك فى مجموعة من الأعمال السينمائية المهمة، منها على سبيل المثال، “على معزة وإبراهيم”، و”قصر النيل”، و”بنت السلطان”، و”ستات بيت المعادى”، و”فرصة تانية”، و”بالحجم العائلى”، و”مولانا”، و”لأعلى سعر”، ثم “واحة الغروب” وغيرها من الأعمال المهمة.”الأسبوع” التقت الممثل الشاب، أحمد مجدى، فى حوار يكشف خلاله تفاصيل وكواليس مشاركته فى مسلسل الرعب والإثارة “وعد إبليس”، وتحضيره لشخصية “سامى” التى قال إنها أرهقته كثيراً، وسر ابتعاده عن السينما، وكواليس تعاونه مع والده المخرج الكبير مجدى أحمد على فى عدة أعمال فنية، وأشياء أخرى خلال هذا الحوار.هل توقعت أن يحقق مسلسل وعد إبليس كل هذا النجاح؟توقعته منذ البداية، لأن منصة “شاهد” المنتجة للعمل عبارة عن شبكة ضخمة جدا وليست مجرد منصة أو شركة إنتاج، والعمل أشبه بتصويرنا لخمسة أفلام، ويعد من أكبر إنتاجات المنصة، إضافة إلى أن طاقم العمل بذل جهداً ضخماً جداً وتحضيراً حقيقياً واشتغل على الممثلين والصورة، فكل عناصر العمل الفنية كان بها عناية فائقة، وبسبب كل هذه العوامل كنت لا أتخيل أي شيء سوى النجاح، وكنت سعيدا جدا بهذا الأمر ومتحمسا له.والمسلسل أغلبه كان عبارة عن تحضير، لأنه يحتوي على ديكورات ضخمة وأماكن تصوير جديدة ومختلفة، وعقدنا العديد من جلسات العمل، للتحاور حول الشخصيات، ولم نكن نهدف فقط لتصوير أكبر عدد من المشاهد في يوم التصوير، بل سعينا لظهور المشاهد بجودة عالية.ما الفارق بين مخرج المسلسل الأمريكي كولين توج، وأي مخرج آخر عملت معه؟أي مخرج أعمل معه أتعلم منه أيا كان مستواه أو ثقافته أو طبيعته، فدائما تكون هناك إضافة وفرصة للتعلم من خلال العمل، ومن الأشياء المميزة في “كولين” أنه مخلص جدا في عمله، ويسعى دائما للوصول إلى حالة من الرضا مع أي ممثل، ولا يكون كل همه فقط انتهاء التصوير، كما أنه كان يحس ما نقوله في المشاهد رغم أنه لا يفهم العربية ولكن السيناريو كان مكتوباً أيضاً باللغة الانجليزية وكان يدرك ما نقوم به.ما الصعوبات التي واجهتها في أثناء التحضير لشخصية “سامي” في “وعد إبليس”؟”سامي” له شخصيتان، والوجه الآخر له هو الوجه الحقيقي، وكنت أركز جهدي على الوجه الآخر، على أنه الاساس وهو الوجه الحقيقي المظلم المخادع الذي يتجسد في شخصية أخرى في الصباح، ثم في المساء يبدو شخصا مختلفا تماما، فهذه البداية، وكنت أسعى لمعرفة كيف يبدو الوجه الأصلي وما طبيعته، ثم عندما يتجسد في غير حقيقته كيف سيفعل ذلك؟، فهو سيلجأ لبناء شخصية مختلفة تماما عن حقيقته، وهو من يبنيها وليس أنا، وأكثر صعوبات واجهتني، كانت حرصي على تأسيس الشخصية تاريخياً، وحاولت من خلالها أن أستمد القصص التاريخية الخاصة بالإنسان الذي يشبه الشيطان والانسان الذي نصفه شيطان والآخر انسان، وهذا ما يسمى النماذج الأصلية الموجودة في القصص والحضارات القديمة، وقرأت وبحثت في التاريخ وفي الفنون والادب، وكنت أتساءل: هل ممكن أستفيد من هذا في بناء الشخصية ويكون لها عمق مختلف؟، بجانب إضافة البعد المعاصر، وحرصت أن تكون شخصية تعبر عن ما نعيشه حاليا.هناك العديد من الفنانين جسدوا دور الشيطان.. هل أصابك القلق من المقارنة مع أي من هؤلاء؟نموذج الشيطان يكتب ويرسم ويتم تمثيله منذ قدم التاريخ، وأي ممثل يرغب في تجسيد مثل هذه الأدوار، بجانب تجسيد شخصيات مثل المهرج، والساحر، والمحارب، فهذه نماذج أصلية، ومثلا عندما يتعلم الشخص التمثيل في البداية أول شيء سيفعله هي هذه الأدوار فنجده يرغب في القيام بدور الملاك او المهرج أو الساحر أو الشيطان، وهذه الأدوار أكثر شخصيات تستهوى الممثل، والفنان إذا وضع نفسه في مقارنات، لن يفعل شيئا وسيقف مكانه، والهدف في تجسيد هذه الشخصيات يكون عبارة عن محاولة التعبير عن نموذج معروف، ولكن بصورة معاصرة ومختلفة وتكون إضافة، وهناك شخصيات كثيرة نراها مثلا في عالم الكرتون أو الانميشن وتقدم حتى الآن، وهذا لأن دائما يكون هناك شيء معاصر يمكن تقديمه.ومثل هذه الشخصيات التي ذكرتها قدمت آلاف المرات في الأدب والدراما والتليفزيون، ودور المبدعين وقتها أنهم يحاولون تقديم نفس القصة بشكل معاصر وتقنيات جديدة، وكنت واثق أن هذا ما سيحدث، ولم أقلق لأنه ليس هناك مقارنة، لأننا حرصنا على تقديم الشخصية كما قلت بشكل معاصر وتقنيات جديدة، إذن فهذا النوع إضافة أخرى في هذ الإرث الكبير.ما الذي ميز الفنانين المشاركين في “وعد إبليس”؟كانت هناك فرصة جيدة في المسلسل لكل ممثل لأن يبدع، ومساحة حقيقية، فرأينا الفنان عمرو يوسف يقدم شخصية صعبة جدا وفي نفس الوقت هناك مساحة للتحول السريع فكان يتحول تحولات عنيفة جدا، ففي رأيي أنه أجاد جداً ووفق في دوره بشكل ممتاز، وعائشة بن أحمد كذلك، وفتحي عبد الوهاب، بجانب الممثلة الأمريكية، باولا باتون، والتي تعلمنا منها الكثير، وهي مميزة في إدارتها للعمل ومتواضعة، فالتجارب من هذا النوع تكون ثرية جدا.هل حدثت معكم أي مواقف رعب حقيقية أثناء التصوير أو ما يسمى بالعامية “عكوسات”؟لم يحدث أي شيء من هذا النوع، لكن بطبيعة الحال أي فنان يشارك في أي عمل فإن الشخصية التي يجسدها تترك بداخله تأثيرا على مستوى حياته الشخصية خارج التمثيل ويتأثر بالشخصيات التي يقدمها خاصة إذا كانت شخصيات عن شياطين مثلما نقدم في المسلسل.هل تعرضت لأي إصابات في العمل خاصة أنه يحتوى على مشاهد حركة؟تعرضت بالفعل للعديد من الإصابات خلال تصوير وعد إبليس، وجميعها جاءت في الحلقة الأخيرة من المسلسل، خناقات وعنف وضرب وبهدلة، أصعب مشاهد ستكون في الحلقة الأخيرة “حلقة جامدة جدا”.ما معايير نجاح المسلسلات القصيرة التي انتشرت مؤخرا؟الحقيقة طالما أن أي منصة تتيح للمبدع بأن يحكي حدوته في عدد حلقات معينة، إذن فنحن نسير على نهج صحيح، فالحدوتة تحكى في 5 أو 6 حلقات، مع عدم الإطالة فيها إذا كان النص لا يتحمل ذلك.هل ترى أن الفن المصري نجح في تقديم مسلسلات الرعب أم لم يوفق حتى الان؟أرى أن مسلسل “وعد إبليس” ليس رعباً لكنه إثارة، و لكي تتحقق الإثارة ينبغي أن يكون هناك “اكشن” ورعب وقصة، الأمر يكون أشبه بملحمة، وبالنسبة للرعب في السينما المصرية أظن أننا نادرا ما نستطيع أن نلمس مثل هذه الحالة بشكلها المصري وتراثنا الثقافي الموجود عندنا، لأننا لدينا هذه القصص في تراثنا لكن بشكل مختلف عن “هوليوود”، وهذا ما نحاول في بعض الأوقات أن نتبناه، لكن فيه أعمال نجحت ولو بشكل بسيط في تقريب الجانب المصري في الرعب، أنا فاكر الحواديت التي كنت أسمعها في قريتي وأنا صغير، فعندما كنت أسير في الغيطان ولا أرى شيئا في الظلام، فيأتي شخص ويحكي لي قصة مرعبة مثل “النداهة” أو “أمنا الغولة”، وغيرها من القصص، وفي الفن المصري رأينا محاولات جيدة لتقديم أعمال الرعب، لكن أظن أننا أمامنا الكثير لكي نستطيع أن نقدم هذه النوعية من الأعمال.هل تشغل البطولة المطلقة تفكيرك؟أنا راضِ جداً عما أقوم به، ولا أسعى إلى أي شيء، وأرى أن كل شيء يأتي في وقته.حدثنا عن والدك المخرج الكبير مجدي أحمد علي ودوره في حياتك؟تعاملت معه في فيلم “عصافير النيل” عام 2009 وقتها كانت كاميرا سينما، ومخضوض ولا أدرك ما يدور حولي وكنت متحمسا جدا، و في فيلم “مولانا” اختلف الأمر تماماً، كنا قريبين من بعضنا والكاميرا كانت ديجيتال، وكنا شبابا صغار السن، وكنت أراهن على أنه سيجتاز الأمر ويحقق رؤيته من خلال هذه الطاقة الشبابية وقد كان، إذ راهن عليّ بعد الخبرة التي اكتسبتها نسبياً في الدراما، فنحن الاثنان تفاجأنا ببعضنا في موقع تصوير “مولانا”، أما في فيلم “2 طلعت حرب” فالموضوع كان مختلفاً، فكنت أنا منتج الفيلم بجانب احتواء العمل على 4 حواديت، ووجودي كان مختلفا في موقع التصوير حيث أكون في أحسن حالاتي وأنا معه، والدي من أعز أصدقائي، علاقتنا قوية جدا وفي موقع التصوير يكون أكثر رقة ونعومة، وهو شخص محب وحساس جدا ويستطيع أن يكتشف المشاكل في العمل ويعمل على حلها فورًا وهو مدرسة في الإخراج.مسلسل “الآنسة فرح” حقق على مدار مواسمه الخمسة نجاحات كبيرة.. في رأيك ما أسباب هذا النجاح؟أستطيع القول إن منتجة المسلسل “سالي والي” تمكنت من تجميع فريق عمل نموذجي، فنجد أن جميع الممثلين في المسلسل علاقتهم تطورت مع بعضهم البعض وأصبحنا أشبه بعائلة مع مرور الوقت، بجانب أن كتابة المسلسل دائما جيدة جدا وفي تحسن كبير ليست مجرد تمصير لعمل أجنبي أو ترجمة أو تعريب وكانت إعادة كتابة لمسلسل بخفة ظل مصرية جدا، وفعليا هذا ما حدث فكنا نتجمع مثل عائلة ونحب بعضنا طيلة الوقت والعلاقة كانت قوية.لماذا ظهورك السينمائي قليل مقارنة بالدراما التليفزيونية؟-لأنني أحرص على انتقاء أعمالي في السينما، وعندما أشارك في عمل سينمائي أرغب في أن يشرفني ويمثل مصر في مهرجان محترم، فالأفلام الفنية والجماهيرية، التي من هذا النوع، قليلة جداً سواء في السينما المصرية أو أي سينما في العالم، وطيلة مشواري لم أشارك في فيلم لأسباب تجارية فجميعها كانت أسباب فنية.هل تحلم بالوصول للعالمية؟-العالمية ليست حلماً، لكن حلمي أن أقدم أعمالا مميزة وبالطبع يبقى هناك طموح بالمشاركة في أعمال مع مخرجين عالميين أحلم بالعمل معهم، وكل شيء في وقته.أخيرا ما أعمالك الجديدة؟هناك مشاريع طموحة كثيرة، وما زلت اقرأ عدداً من السيناريوهات في الفترة الحالية، ولم أستقر أو أوقع رسميا على أي منها حتى الآن.