Site icon العربي الموحد الإخبارية

«إف تي إكس».. من استحواذ «بينانس» المحتمل إلى الإفلاس

شهدت منصات تداول العملات المشفرة أزمة مدوية هذا الأسبوع مع إشهار منصة «إف تي إكس» إفلاسها وإعلان رئيسها التنفيذي سام بانكمان-فرايد، عن استقالته إلى جانب تصفية قرابة 130 شركة تابعة لها حول العالم في تطور دراماتيكي لما قد يكون أحد أكبر الانهيارات في سوق العملات المشفرة.

وجاء هذا الانهيار السريع لـ «إف تي إكس» والتي تعتبر من كبار منصات تداول العملات الرقمية، في ظل أزمة سيولة حادة مع إقبال المتعاملين على السحب المحموم خوفا من إفلاسها إلى جانب تراجع بورصة «بينانس» عن شراء المنصة مع غموض حول مصير 8 مليارات دولار.

وأعلنت «بينانس» عن عدم مضيها قدما في عملية الاستحواذ على عمليات منافستها منصة «إف تي إكس»، وأرجعت المنصة الأكبر في العالم، ذلك إلى عملية الفحص النافي للجهالة والتقارير الصحفية بشأن سوء إدارة أموال العملاء بـ «إف تي إكس».

ووفق بيانات موقع كوين جيكو، المعني بتحليلات وبيانات العملات المشفرة في العالم، فإن بينانس هي أكبر منصة لتداول العملات المشفرة في العالم من حيث الحجم، فيما تأتي إف تي إكس بين الخمسة الأوائل.

وكانت شركة «بينانس» لتداول العملات المشفرة في وقت سابق قد وقعت خطاب نوايا غير ملزم للاستحواذ على أغلب عمليات منصة “إف تي إكس” لتغطية أزمة سيولة تمر بها الأخيرة، بحسب ما قاله تشانغبينج تشاو الرئيس التنفيذي لبينانس الثلاثاء الماضي في تغريدة على صفحته بـ”تويتر”.

وقال تشاو إن «إف تي إكس» طلبت المساعدة وفي ظل أزمة سيولة كبيرة. ولحماية المستخدمين، وقعنا خطاب نوايا غير ملزم، بهدف الاستحواذ بالكامل على «إف تي إكس» والمساعدة في تغطية أزمة السيولة.

وقال تشاو، في بيان نشره على حسابه على تويتر الأربعاء، إنه طلب من شركته وقف تداول رمز «إف تي تي» وهو العملة الخاصة بشركة «إف تي إكس»، ونصح المستخدمين بعدم تداوله.

وقال تشاو، إن ما حدث لـ «إف تي إكس» زعزع ثقة المستهلكين بشدة، وإن المشرعين سيزيدون التدقيق على عمليات التداول، وأن استخراج التراخيص حول العالم سيكون أصعب.

كيف أثرت أزمة السيولة لدى “إف تي إكس”؟

في ذات اليوم الذي صدرت فيه تلك التعليمات، انخفضت عملة منصة إف تي إكس، إف تي تي، بأكثر من 75% في يوم واحد، بحسب بيانات كوين ديسك، المتخصص بالعملات الرقمية.

وكانت «إف تي إكس» قد شهدت عمليات سحب بقيمة 6 مليارات دولار في 72 ساعة قبل صباح يوم الثلاثاء الماضي، مع مخاوف المستثمرين بشأن احتمالات انتشار عدوى أزمة السيولة في «إف تي إكس» إلى منصات أخرى شهد سوق العملات المشفرة خسائر حادة وهبطت قيمته السوقية إلى ما دون 850 مليار دولار.

إشهار إفلاس

وامتدت الأزمة إلى أن أفادت بورصة العملات المشفرة «إف تي إكس» بأنها ستبدأ إجراءات الحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة بعد أن استقال رئيسها التنفيذي سام بانكمان فرايد.

يمثل انهيار «إف تي إكس» انعكاسا مذهلاً في ثروات الشركة ومؤسسها سام بانكمان-فرايد، الذي كان يُشاد به حتى وقت قريب باعتباره «الفارس الأبيض» وفقد نحو 94 % من ثروته لتهبط من 15.6 مليار دولار إلى 991.5 مليون دولار.

كما أنه يثير تساؤلات حول مستقبل الشركات الأصغر مثل «بلوك في» ومقرض العملة المشفرة المفلس «فوييجر ديجيتال»، الذي وقع حزم إنقاذ مع «إف تي إكس» بعد الانهيار المذهل لشركة «تيرا يو إس دي» في مايو الماضي والذي دفع العديد من الشركات إلى حافة الانهيار.

كانت «إف تي إكس» تبحث عن شريان الحياة بعد أزمة سيولة بسبب قيام العملاء بسحب الأموال بوتيرة محمومة. كما أنها تثير مخاوف بشأن مستقبل صناعة العملات المشفرة ككل، والتي تواجه مهمة شاقة لاستعادة التفضيل بين مستثمري التجزئة.

وسيتولى المحامي الذي قام بتسوية إفلاس شركة إينرون منصب الرئيس التنفيذي للشركة. كما أعلنت المنصة عن تصفية قرابة 130 شركة تابعة لها حول العالم بحسب صحيفة «فايننشيال تايمز».

يأتي الإعلان، الذي نشر على حساب الشركة على تويتر، بعد أيام من انسحاب المنافس الأكبر «باينانس» من صفقة استحواذ مقترحة وترك «إف تي إكس» تكافح لجمع 9.4 مليار دولار من المستثمرين والمنافسين.

وقالت الشركة إن شركة «ألاميدا ريسيرتش التجارية التي يملكها بانكمان-فرايد هي أيضا جزء من الحماية من الإفلاس. وقالت المصادر إن ذلك كان جزئيا وراء مشكلات «إف تي إكس»، ويقال إنها مدينة بحوالي 10 مليارات دولار لشركة «إف تي إكس».

تراجعات حادة

شهدت العملات المشفرة تراجعات حادة في القيمة السوقية خاصة للعملات المشفرة القيادية، ويأتي ذلك مع هروب جماعي للمستثمرين الصغار الساعين لتقليص خسائرهم.

وهيمنت تداعيات إفلاس بورصة «إف تي إكس»، التي وصلت قيمتها السوقية لأكثر من 32 مليار دولار، على تقلبات الأسبوع الحالي الذي يعد أحد أسوأ الفترات على مستثمري العملات المشفرة على الإطلاق، مع وصول القيمة السوقية لها لمستوى دون تريليون دولار لأول مرة منذ مطلع 2021 وسط عمليات تخارج حادة وبيع مهما بلغت الخسائر.

وهوت القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى مستوى 885 مليار دولار، إلا أنها أقل بنسبة 73% مقارنة مع الذروة التاريخية المسجلة في نوفمبر 2021، البالغة حينها ثلاث تريليونات دولار، كما تراجعت بيتكوين، أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بأكثر من 18% خلال الأيام الخمسة الماضية، مسجلة مستوى 15.5 ألف دولار.

تحقيقات أمريكية

وحاليا، تخضع منصة «إف تي إكس» لتحقيقات أمريكية حول شبهات تلاعبها بأرصدة المتعاملين في عمليات مضاربة ورهانات خطرة، مع اختفاء ما قيمته 8 مليارات دولار من تلك الأرصدة.

Exit mobile version