لن يستطيع عشاق كرة القدم أن يغمضوا أعينهم مساء اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر، عندما تلتقي الأرجنتين بكرواتيا في معركة ملوك الرقم 10 لحساب الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم 2022.
تعد المباراة بالكثير من الإثارة والمتعة، في ظل وجود الثنائي العظيم ليونيل ميسي ولوكا مودريتش اللذين سيحتدم بينهما الصراع على ورقة العبور لآخر نهائي كأس عالم في مسيرتهما الكروية، بعدما تجاوزا حاجز الـ 35 عامًا.
مواجهة المغرب أو فرنسا في المشهد الختامي يوم السبت 18 ديسمبر، ستحتاج من ميسي ومودريتش الكثير من التضحيات، والتركيز، والمثابرة، وقوة التحمل، وهما لها، بعدما أظهرا استعدادًا كبيرًا لخوض هذه المنافسة أكثر من لاعبين أصغر سنًا منهم في منتخبات أخرى مثل البلجيكي كيفين دي بروينه والبرتغالي برونو فيرنانديز والبرازيلي نيمار دا سيلفا.
مقارنة بين ميسي ومورديتش
احصائيات الدوريات ودوري الأبطال
ميسي
مودريتش
عدد المباريات
559
434
عدد الأهداف
487
38
عدد التمريرات الحاسمة
216
65
نسبة الفوز
73.5٪
61.5%
كيف تأهلت الأرجنتين وكرواتيا للمربع الذهبي؟
شق منتخب الأرجنتين طريقه نحو نصف النهائي بجمع 6 نقاط في دور المجموعات ليتصدر المجموعة الثالثة رغم الخسارة الصادمة أمام السعودية خلال الجولة الأولى.
وتوجب على راقصي التانجو تجاوز عقبتي أستراليا وهولندا في الدورين السادس عشر والثمانية بنتيجة 1/2 في الأولى، وبفارق ركلات الجزاء الترجيحية في الثانية بعد التعادل خلال الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة 2/2.
وانطلقت مسيرة كرواتيا في المجموعة السادسة بتعادل صعب من دون أهداف مع منتخب المغرب العنيد، واستطاع بعدها جمع 4 نقاط ليعبر بفارق نقطة عن بلجيكا إلى ثمن النهائي، تاركًا الصدارة للمغرب.
وأضطر المنتخب الكرواتي للعب 240 دقيقة في مباراتي ثمن وربع النهائي أمام اليابان والبرازيل، بعد التعادل بنفس النتيجة في كلتا المباراتين 1/1.
ارهاق كرواتيا وكسر أجنحة الأرجنتين
يأمل رفاق ليونيل ميسي أن يكون الإرهاق قد نال من رفاق لوكا مودريتش، ويتمكنوا من بلوغ المباراة النهائية خلال الوقت الأصلي وألا تمتد المباراة لأشواط إضافية من جديد.
لكن المهمة لن تكون سهلة هذه المرة، حيث سيحتاج التانجو للتفوق على أساتذة وسط كرواتيا «لوكا مودريتش ومارسيلو بوروزفيتش وماتيو كوفاسيتش» من دون ركيزتين أساسيتين في إنجاز الصعود لنصف النهائي، هما «ماركوس آكونيا ومونتيل».
ودخل أكونيا بعصبيته في عدة مشاجرات مع لاعبي هولندا خلال ربع النهائي لتُشهر في وجهه البطاقة الصفراء الثانية ليغيب للإيقاف عن مواجهة نصف النهائي.
وقام حكم تلك المباراة، ماتيو لاهوز، بإشهار أكثر من 12 بطاقة صفراء، من بينهم بطاقة أدت لإيقاف الظهير الأيسر «أكونيا» والظهير الأيمن مونتيل.
ولم يكن أكونيا الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر بالنسبة للمدرب ليونيل سكالوني في بداية البطولة، حيث بدأ ظهير أولمبيك ليون «نيكولاس تاجليافيكو» في مباراة السعودية.
لكن بعد إجراء عدة تغييرات على التشكيل الأساسي، من ضمنها إشراك أكونيا، تحقق الفوز على المكسيك 2-0 في الجولة الثانية ثم بولندا في الجولة الثالثة بنفس النتيجة، ليُبقي سكالوني عليه كخيار أول طوال تقدم الأرجنتين في المنافسة.
هل تُستدرج الأرجنتين لركلات الجزاء؟
يُفضل سكالوني اللعب بطريقة 4-3-3، فهو نظام يساعد على إبراز أفضل ما يتمتع به ليونيل ميسي من قدرات وفنيات، مع سعي ظهراء الجنب على تقديم الدعم الهجومي، وهذا ما يسمح للأرجنتين بالسيطرة من الأعلى والأسفل خاصةً على الرواق الأيسر، باستخدام المساحة التي يتم إخلاؤها بواسطة الجناح الأيسر المتوغل داخل العمق الدفاعي.
وعلى هذا النحو، يقوم دي ماريا بعمليات ثنائية كثيرة مع الظهير، وكان أكونيا الأكثر تفاهمًا معه في هذا الشق، وتسبب تفاهمهما في حدوث فوضى كبيرة داخل مناطق جزاء خصوم الأرجنتين.
وأثار دور دي ماريا وميسي ويوليان ألفاريز في الثلث الأخير من الملعب اعجاب الخبراء، وهي من الأمور الأخرى التي يمكن الاستفادة منها لهز الشباك.
على أي حال، سيكون لقاء كرواتيا بمثابة الاختبار الحقيقي للأرجنتين في هذه البطولة بعد مواجهة منتخبات كلاسيكية مثل بولندا وأستراليا وهولندا، حيث يتمتع المنتخب الكرواتي بعقلية الفوز وخبرات واسعة مكتسبة من مونديال 2018 بقيادة نجم ريال مدريد «لوكا مودريتش».
ولدى كرواتيا قوة تحمل عظيمة مهما كان نوع الضغط الذي تتعرض له، بسبب الحارس المذهل دومينيك ليفاكوفيتش، بالتالي فمن الممكن أن تستدرج الأرجنتين لركلات جزاء ترجيحية كما فعلوا أمام روسيا في ربع نهائي مونديال 2018 ثم أمام اليابان والبرازيل في مونديال 2022.