Site icon العربي الموحد الإخبارية

الأرجنتين.. أبطال العالم في المرونة التكتيكية

أظهر منتخب الأرجنتين مرونة تكتيكية هائلة خلال كأس العالم التي توّج بلقبها بعد تفوقه بركلات الترجيح على فرنسا، يوم الأحد.
وتحلى المدرب ليونيل سكالوني بجرأة كبيرة وقام بتغيير طريقة لعب المنتخب بشكل متكرر في محاولة لمجاراة المنافسين والتفوق عليهم.
ورغم البداية السيئة بالهزيمة المفاجئة أمام السعودية، ورغم تلقي هدفين في الدقائق الأخيرة أمام هولندا في الدور ربع النهائي، وأمام فرنسا في المباراة النهائية، إلّا أن “راقصي التانجو” نجحوا في التفوق في نهاية المطاف على منافسيهم. والأهم من ذلك، أنهم استفادوا باقصى شكل ممكن من القائد المخضرم ليونيل ميسي.

طرق متنوعة
يصعب تحديد طريقة اللعب الأساسية لمنتخب الأرجنتين في كأس العالم. اعتمد في مباراته الافتتاحية أمام السعودية على طريقة (4-4-2) ولم يعدلّها أمام المكسيك في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات.
وحين قابلت الأرجنتين منتخب بولندا عدّل سكالوني الطريقة ليلعب بثلاثة مهاجمين وخلفهم ثلاثة لاعبين في خط الوسط مع رباعي في الدفاع.
تفوقت الأرجنتين في دور الـ16 على أستراليا بنتيجة (2-1) وعادت في هذه المباراة للعب بمهاجمين ورباعي في خط الوسط.
تجلّت المرونة التكتيكية في ربع النهائي أمام المنتخب الهولندي حين أجرى سكالوني تغييراً جذرياً في الطريقة لتلعب الأرجنتين بـ(3-5-2) في محاولة لمجاراة كتيبة المدرب لويس فان خال التي اعتمدت الطريقة نفسها.
في نصف النهائي أمام كرواتيا، عادت الأرجنتين لتلعب بمهاجمين ورباعي في منتصف الملعب ثم أمام فرنسا في النهائي اعتمدت على طريقة (4-3-3).
ولم تتسبب هذه التغييرات، كما يتوقع، في ارتباك لاعبي الأرجنتين أو تذبذب الأداء. لعبوا بجميع الطرق كما لو أنها طريقة اللعب الأصلية للمنتخب.

والوجوة أيضاً تبدلت
وكما عدّل سكالوني من طريقة لعبه أكثر من مرة، عدّل كذلك في التشكيل الأساسي للأرجنتين وفقاً للمباريات.
لم يشارك أليكسس ماك أليستر أساسياً في المباراة الأولى أمام السعودية لكنّه اقتحم التشكيل منذ مباراة المكسيك في الجولة الثانية، واستمر أساسياً حتى المباراة النهائية.
ورغم أنه كان الخيار الثالث في مركزه، إلّا أن إنزو فيرنانديز، الفائز بجائزة أفضل لاعب شاب في المونديال، تقّدم إلى الصف الأمامي واقتحم التشكيل الأساسي للأرجنتين منذ مباراة بولندا في الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات.
وكان لاوتارو مارتينيز أساسياً أمام السعودية والمكسيك قبل أن يفسح المجال للشاب جوليان ألفاريز الذي تألق وسجل 4 أهداف في كأس العالم.
كيف تستفيد من ميسي؟
في الخامسة والثلاثين من عمره، لا يبدو ميسي أسطورة الأرجنتين وأبرز لاعبيها قادراً على الركض لمسافات طويلة خلال المباريات.
سكالوني قرر إعفاء ميسي من أي مهام دفاعية. وحتى لا يتأثر المنتخب بذلك كان لزاماً على لاعبي الوسط والهجوم الركض مسافات أكبر. ولذلك كان جوليان ألفاريز مهاجم مانشستر سيتي الشاب خياراً مثالياً في الهجوم أكثر من لاوتارو مارتينيز أو باولو ديبالا لأنه الأكثر ركضاً داخل الملعب، والأفضل في أداء المهام الدفاعية.
الرسوم التوضيحية لتحركات ميسي في البطولة تشير إلى أن اللاعب المخضرم لم يغادر منتصف ملعب المنافس إلا نادراً. وأن نقاط تمركزه الأصيلة كانت بين دائرة المنتصف وقوس منطقة الجزاء.
أنهى ميسي المونديال وفي رصيده 7 أهداف بالإضافة إلى 3 تمريرات حاسمة.

Exit mobile version