Site icon العربي الموحد الإخبارية

فيرنانديز.. وريث «الأمير الأنيق»

في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وبينما كان إنزو فرانشيسكولي، الساحر الأوروجوياني، ينثر إبداعاته في أرجاء ملعب «مونومنتال»، قلعة «المليونيرات»، فريق ريفر بليت الأرجنتيني، الذي شغفت قلوب جماهيره حبًّا وهيامًا بـ «الأمير الأنيق»، وكان راؤول فيرنانديز أحد هؤلاء المتيمين بحب فرانشيسكولي حتى أخذ عهدًا على نفسه بتسمية أحد أبنائه باسمه.
مع مطلع القرن الجديد، وفي 17 يناير من عام 2001، رزق راؤول فيرنانديز بمولود، وقرر حينها الوفاء بالعهد، الذي قطعه على نفسه، فسماه إنزو، ليكون مصدر تفاؤل للعائلة في أن يصبح لاعب كرة قدم على غرار فرانشيسكولي، ويقود منتخب بلاده، ونادي ريفر بليت إلى الأمجاد. مضت الأعوام، وكبر الطفل الرضيع وسط عائلة رياضية تعشق إلى حد النخاع ريفر بليت، وتجتمع كل أسبوع في المنزل لمتابعة مبارياته، وتضطر في بعض الأوقات إلى قطع مسافة أكثر من 1300 كيلومتر للذهاب إلى بوينس آيرس العاصمة لمؤازرة «المليونيرات» من على مدرجات مسرح ملعب «مونومنتال».
في 2005 أسهمت علاقة راؤول، والد إنزو، مع الكثير من الإداريين والكشافين ومدربي الفئات العمرية في أن يجعلهم يقبلون ابنه في فريق الأطفال الخاص بالنادي الكبير، لكن مشكلة الوزن كانت تقف عائقًا أمام تحقيق حلم إنزو ووالده، ما أجبر الأخير على الذهاب بابنه إلى أحد أصدقائه المدربين الرياضيين المتخصصين في إنزال الوزن بتمارين قاسية، وبرامج حمية، جعلت الطفل الصغير يفقد الكثير من الوزن، وينطلق مع أطفال ريفر. تدرج إنزو في جميع المراحل العمرية لفريق ريفر حتى قرر مارسيلو جاياردو، مدرب الفريق الأول، الاستعانة بخدمات الفتى النحيل مع فريق الكبار، والزج به في مباريات الدوري ومنافسات كوبا ليبرتادوريس، البطولة القارية.
في سبتمبر الماضي، تم استدعاء إنزو للمشاركة مع المنتخب الأرجنتيني، وكانت فرحة والده لا يضاهيها شيء قبل أن يحقق حلم العائلة، ويكون ضمن قائمة التانجو المشاركة في مونديال قطر، حيث سافرت عائلته إلى قطر لمشاهدة الطفل الصغير وهو يلعب بجوار ليونيل ميسي، الذي كان لا يشاهده إلا حين يمارس لعبة «البلايستيشن» مع أقرانه. يقول والده عن تلك اللحظة: «نحن عائلة متواضعة من حي فقير قاتلنا مع إنزو منذ أن كان عمره ستة أعوام عندما وصل إلى النادي، كانت أمه تصحبه للتدريب يوميًا بالحافلة، لأنه لم يكن لدينا سيارة، لقد عانينا من ذلك، ولكن الآن ننال مكافأتنا، وهي أن يكون إنزو في مكانه الصحيح الذي حلم به طوال حياته». قاد إنزو، الفتى اليافع، وسط الأرجنتين برفقة ليونيل ميسي خلال منافسات كأس العالم، واستطاعا إنهاء صيام منتخب بلادهما عن التتويج باللقب العالمي نحو 36 عامًا، حيث توج التانجو باللقب، وحصد إنزو جائزة أفضل لاعب شاب. غرقت عينا والدي إنزو، وهما يشاهدان طفلهما الصغير من مدرجات ملعب لوسيل يقود منتخب بلاده لتحقيق حلم الملايين، والتفوق على أساطير اللعبة، الذين لم يسبق لهم التتويج باللقب العالمي، وعلى رأسهم «الأمير الأنيق» إنزو فرانشيسكولي.

Exit mobile version