Site icon العربي الموحد الإخبارية

ثورة نيوكاسل الهادئة.. رحلة من القاع إلى القمة في 15 شهراً

نجح نيوكاسل يونايتد في مزاحمة فرق الصدارة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبات في المرتبة الثالثة في جدول الترتيب بعد انقضاء نصف مباريات الموسم الحالي (2022-2023).
حصد الفريق 38 نقطة من 19 مباراة لم يخسر خلالها إلا مرة واحدة، وفي المقابل فاز بـ10 مباريات، وتعادل 8 مرات.
ويمتلك نيوكاسل أفضل خط دفاع في “البريميرليج” حيث تلقت شباكه 11 هدفاً فقط، وهو الفريق الوحيد بالمسابقة، رفقة أرسنال، الذي لم يخسر إلا مرة واحدة. وكانت الهزيمة في الجولة الخامسة أمام ليفربول بنتيجة (2-1).
وإضافة إلى نجاحاته في الدوري، تمكن الفريق من بلوغ نصف نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية للمرة الأولى منذ 47 عاماً، ويلعب أمام ساوثهامبتون نهاية الشهر الجاري.
وقبل عام بالتمام، كانت الأوضاع مغايرة تماماً. حصد “الماكبيس” 8 نقاط فقط في أول 19 جولة، وكان يتذيل ترتيب فرق الدوري، وسط مؤشرات قوية بهبوطه مبكراً إلى الدرجة الأدنى.

يوم مشهود
يعد يوم السابع من أكتوبر عام 2021، نقطة البداية للتحول الذي شهده نيوكاسل على مدار الـ15 شهراً الماضية.
أعلن صندوق الاستثمار السعودي، في هذا اليوم، الاستحواذ على أغلب أسهم النادي بعد صفقة استغرقت وقتاً طويلاً، لتنتهي حقبة مايك آشلي، المالك السابق للنادي، التي استمرت 14 عاماً.
منذ هذا التاريخ بدأ نيوكاسل صفحة جديدة في تاريخه. انتقل فيها من نادٍ مهدد بالهبوط لأحد أندية الصدارة في أقوى دوريات العالم.
وتوقع المتابعون أن يسير نيوكاسل في الطريق نفسه الذي سلكه ناديا تشيلسي، حين انتقلت ملكيته إلى رومان أبراموفيتش قبل نحو 20 عاماً، ومانشستر سيتي حين استحوذت عليه مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار عام 2008.
ودأب الناديان على إنفاق مئات الملايين لاستقطاب أبرز نجوم العالم، إضافة إلى التعاقد مع صفوة المدربين.
الاتجاه المعاكس
خلافاً للمتوقع، اتجهت إدارة النادي لمدرب إنجليزي ليس من المشاهير هو إيدي هاو الذي تولى قيادة الفريق خلفاً للمدرب ستيف بروس.
لم يكن هاو من الأسماء البارزة في الدوري الإنجليزي. المدرب، الذي كان يبلغ عمره حينها 43 عاماً، قاد قبل نيوكاسل فريقين فقط هما بورنموث وبيرنلي.

وإنجازه الأبرز كان مع بورنموث في ولايته الثانية، حين قاد الفريق للصعود من الدرجة الأولى (المستوى الثالث) للدوري الإنجليزي الممتاز خلال 3 مواسم فقط. وفي أغسطس 2020، رحل عن قيادة الفريق بعد هبوطه للدرجة الأدنى.
استلم هاو الفريق في منتصف الموسم وهو في قاع جدول الترتيب لكنّه حقق معه 10 انتصارات في النصف الثاني ليتقدم الفريق للمركز الحادي عشر، وينهي الموسم وفي رصيده 49 نقطة.
الرجل المنشود
خالف هاو التوقعات. ورد على المشككين في قدراته. طوّر المدرب الإنجليزي أداء نيوكاسل في وقت قياسي.
نوّع هاو بين طريقتي لعب “4-3-3″ و”4-2-2” وأصبح الفريق تحت قيادته صلب في الجانب الدفاعي، وشرس هجومياً.
وخاض هاو 51 مباراة مع نيوكاسل منذ تعيينه حتى الآن. حقق 27 فوزا، و 12 تعادلاً وخسر 12 مباراة. سجل الفريق تحت قيادته 71 هدفاً وتلقت شباكه 52 هدفاً.
وقبل وصول المدرب الإنجليزي، كان متوسط استحواذ الفريق على الكرة لا يتخطى 39%، وارتفعت هذه النسبة حتى بلغت 50.4% في الموسم الحالي.
ووصل معدل الأهداف المتوقعة تحت إشرافه إلى 1.62 هدفاً لكل مباراة، مقابل 0.84 هدفاً في المباراة الواحدة خلال حقبة ستيف بروس.
وكان يعاب على هاو تلقيه هزائم ثقيلة أمام كبار البريميرليج. حيث خسر في الموسم الماضي من مانشستر سيتي 4-0، ومن توتنهام 5-1 وليفربول لكنّه في تفادي هذا الأمر لاحقاً خاصة بعد الإضافات التي قام بها الفريق في خط دفاعاته.

صفقات هادفة.. وهادئة
لم تسعَ إدارة النادي لاجتذاب الأسماء الرنانة وصفوة لاعبي العالم رغم قدرتها على ذلك. سياسة النادي في سوق الانتقالات اعتمدت على ضم اللاعبين القادرين على تقديم إضافة كبيرة للنادي دون أن يكلفوا خزينة النادي أموالاً طائلة.
لم يحدث النادي ضجيجاً في سوق انتقالات اللاعبين. سار بخطى ثابتة وهادئة نحو القمة دون إنفاق الكثير من الأموال التي قد يحتاجها في المستقبل خاصة إذا وصل إلى دوري أبطال أوروبا.
ضم نيوكاسل الظهير الأيمن كيران تريبيير قادماً من أتلتيكو مدريد مقابل 15 مليون يورو وبنفس المبلغ ظفر بصفقة دان بورن من برايتون ونيك بوب من بيرنلي.
وضم الهولندي سفين بوتمان من ليل الفرنسي مقابل 37 مليون يورو. ونجح في الظفر بصفقة البرازيلي برونو جيماريش قادماً من ليون الفرنسي مقابل 42 مليون يورو.
وتعتبر صفقة السويدي ألكسندر إيساك، صاحب هدف الفوز ضد فولهام في الجولة الماضية من الدوري، الصفقة الأكبر في الحقبة الحالية من تاريخ النادي، حيث تم التعاقد مع اللاعب الشاب من صفوف ريال سوسيداد مقابل 70 مليون يورو.

Exit mobile version