يعد ناصر لارغيت المدير الفني الحالي للاتحاد السعودي لكرة القدم، واحدا من أبرز المساهمين في التطور الأخير للعبة في المغرب.
وأسهم ناصر لارغيت بشكل كبير في نجاح أكاديمية محمد السادس، التي تخرج منها 4 لاعبين شاركوا مؤخرا مع منتخب “أسود الأطلس”، وهم حارس المرمى أحمد رضا التكناوتي والمدافع نايف أكرد، ولاعب الوسط عز الدين أوناحي، والمهاجم يوسف النصيري.وبعد مسيرة جامعية موفقة في فرنسا ضمن قسم الصيدلة وعلم الميكروبات، تخصص لارغيت في الإشراف على مدارس الشبان هناك.وتولى المدرب صاحب الـ64 عاما، الإشراف على مركز الناشئين لنادي لوهافر الفرنسي الذي نجح في صناعة عدة نجوم عالمية على غرار بول بوجبا لاعب يوفنتوس الإيطالي ومواطنه فيرلاند ميندي الظهير الأيسر لريال مدريد الإسباني، بجانب الجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي.بعد كريستيانو رونالدو.. قاعدة ميسي وصلاح تشعل الدوري السعودينجاحات لارغيت في فرنسا دفعت المغرب للاستعانة بخدماته، حيث تولى في عام 2008، الإشراف على أكاديمية محمد السادس، قبل أن يتم تكليفه في 2014 بالإشراف على قطاعات الفئات السنية في الاتحاد المغربي لكرة القدم.وبعد انتهاء مهامه هناك، عاد المدرب المخضرم لفرنسا عام 2019 من بوابة أولمبيك مارسيليا، إذ تولى في مرحلة أولى منصب المدير الفني لقطاع الشباب، قبل أن يشرف على قيادة الفريق الأول مؤقتا بدلا من المدرب البرتغالي فيلاش بواش.وفي مايو/ أيار الماضي، تولى لارغيت مهمة المدير الفني للاتحاد السعودي لكرة القدم، وتم تكليفه بالنهوض بمنتخبات الفئات السنية، فضلا على الإشراف على اكتشاف المواهب الشابة وتأهيل المدربين المحليين.وفي مقابلة خاصة مع “العين الرياضية” تحدث ناصر لارغيت عن المباراة المنتظرة بين الوداد المغربي والهلال السعودي في كأس العالم للأندية، بجانب حظوظ الأهلي المصري في البطولة.قاهر ميسي ومبابي.. لعبة جعلته مدربا ويتم تغريمه كل مباراةالمدرب المخضرم أبدى تفاؤله أيضا بقدرة فريق أولمبيك مارسيليا على استعادة أمجاد الماضي، كما قدم نصائحه لنجمي “أسود الأطلس” عزالدين أوناحي الوافد الجديد على نادي الجنوب الفرنسي ويوسف النصيري هداف إشبيلية الإسباني.وفي سياق آخر، فسّر ناصر لارغيت أسباب الهزة التي تعرض لها الثلاثي العربي محمد صلاح ورياض محرز وحكيم رياش مع فرقهم خلال الموسم الحالي.وختم المدرب المغرب حواره بعدد من النصائح، قدمها للمنتخبات العربية من أجل تكرار الانجاز الذي حققه منتخب المغرب في نهائيات كأس العالم “قطر 2022”.الوداد والهلال.. مواجهة متوازنةاعتبر ناصر لارغيت أن المواجهة المنتظرة بين الوداد والهلال ضمن الدور الثاني من بطولة كأس العالم للأندية “متوازنة وتبقى مفتوحة على كل الاحتمالات”.وقال في هذا الصدد: “يصعب التكهن بنتيجة الديربي العربي في مونديال الأندية، في ظل تقارب المستوى بين الفريقين.”من أجل ميسي.. هالاند يخون “مثله الأعلى” كريستيانو رونالدووتابع: “كرة القدم في البلدين تملك عدة نقاط تشابه، من بينها الاعتماد الكبيرة على الفنيات مع وجود مخزون كبير من المواهب فضلا على تفضيل طرق اللعب الهجومية”.وواصل: “الهلال استفاد من اللاعبين الأجانب ونجح في بناء فريق قوي، بينما يعتمد الوداد على المواهب المتخرجة من مدراس الشبان المغربية على غرار الثلاثي الدولي أحمد رضا التكناوتي ويحيى جبران ويحيى عطية الله”.الأهلي قادر على رفع التحديبخصوص مشاركة الأهلي في “الموندياليتو”، اعتبر ناصر لارغيت أن ممثل كرة القدم المصرية قادر على رفع التحدي خاصة وأنه يملك تقاليد وخبرات كبيرة في المسابقة.وقال في هذا الصدد: “الأهلي ترك مؤشرات جيدة في مباراته الأولى في البطولة (الفوز 3-0 على أوكلاند سيتي النيوزيلندي)، وأعتقد أنه جاهز لرفع التحدي أمام سياتل ساوندرز الأمريكي من أجل بلوغ المربع الذهبي.”وواصل: “رغم الغياب عن المونديال الأخير، فإن كرة القدم المصرية تظل رائدة على الصعيدين الإقليمي والقاري، خاصة وأنه تركز بشكل كبير على التكوين السليم للاعبين في الفئات السنية”.الميركاتو الشتوي.. المغرب يسيطر على صفقات العرب في ملاعب أوروباوأتم: “أعتقد أن الأهلي قادر على ترك انطباعات جيدة أمام ريال مدريد الإسباني، في حال نجاحه في تخطي عقبة سياتل ساوندرز في ربع النهائي”. مارسيليا يسير على الطريق الصحيحفي سياق آخر، أشاد المدرب المغربي بالتطور الكبير الذي شهده أداء فريق أولمبيك مارسيليا في الفترة الأخيرة، والذي سمح له بمنافسة باريس سان جيرمان على لقب الدوري الفرنسي لموسم 2022-2023.وقال ناصر لارغيت بخصوص العودة القوية للفريق الذي دربه في موسم 2020-2021: “هو يتطور من موسم لآخر وأظن أنه قادر على خلق المفاجأة في الموسم الحالي”.وتابع: “الرئيسان السابق جاك هنري إيرو والحالي بابلو لانجوريا، قاما بعمل جيد خلال السنوات الأخيرة ونجحا في إعادة التوازن للفريق الذي سيطر في فترة ما على كرة القدم في فرنسا وأوروبا”وواصل: “إدارة النادي قامت بتعاقدات قوية في فترات الانتقالات الأخيرة، والمدرب إيجور تيودور أضاف بصمة فنية واضحة للفريق، وفرض رؤية فنية جديدة كان لها انعكاسات إيجابية على النتائج طوال الأشهر الأخيرة”.وختم المدرب المغربي بقوله: “مارسيليا يسير في الطريق الصحيح وبإمكانه استعادة أمجاد الماضي على الصعيدين المحلي والخارجي”.يوسف النصيري لاعب “خارق”في سياق حديثه على أولمبيك مارسيليا، تعرض ناصر لارغيت لمواطنه عز الدين أوناحي المنتقل حديثا لنادي الجنوب الفرنسي قادما من صفوف أنجيه.وقال في هذا الصدد: “مسيرة أوناحي تعتبر قصة نجاح للاعبين الشباب، خاصة وأنه عانى كثيرا قبل أن يقوم بتثبيت أقدامه في المستوى الاحترافي العالي”.وأضاف: “صحيح أن أوناحي قدم أوراق اعتماده خلال مشاركته الأخيرة مع منتخب المغرب في كأس العالم 2022، إلا أنه مطالب بمواصلة التطور من أجل تأكيد قدرته على اللعب في فرق الصف الأول الأوروبية”.وواصل: “مهمته لن تكون سهلة مع فريق الجنوب الفرنسي، في ظل وجود منافسة قوية من 3 لاعبين مميزين في خط الوسط، وهم ماثيو جندوزي وفالنتين رونجيه وجوردان فيريتو”.وأتم: “أعتقد أن أوناحي قام بخيار صائب عندما قرر الانضمام لنادي مارسيليا، هو قادر على تقديم إضافة كبيرة للفريق بفضل إمكانياته الفنية والتكتيكية الرائعة”.وفي إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص الوجهة الأمثل للهداف يوسف النصيري الذي تم ربط اسمه بالانتقال إلى نيس خلال الميركاتو الشتوي الأخير، قال: “أعتقد أن كرة القدم الإنجليزية تتماشى بشكل كبير مع الإمكانيات البدنية والفنية للاعب، خاصة وأنه يمتاز بإتقانه للكرات الهوائية بجانب اندفاعه الكبير وقوته البدنية”.وواصل: “النصيري تعرض لظلم كبير من جانب الجماهير التي انتقدته بشكل لاذع رغم الأدوار الكبير التكتيكية التي كان يقوم بها على مستوى الضغط والتغطية وخلق المساحات”.وتابع: “اكتشفت نجم إشبيلية خلال الألعاب المدرسية بمدينة فاس وتنبأت له منذ البداية بمستقبل زاهر، لا سيما وأنه كان يمتاز بقوته الذهنية فضلا على عزيمته القوية”.وأتم: “النصيري قدم إضافة كبيرة لجميع الأندية التي لعب في صفوفها، عندما يكون جاهزا من الناحية البدنية فلا يمكن لأي مدافع إيقافه ولو أنه مازال مطالبا بالتطور خاصة من ناحية الدقة في التسديد”.محمد صلاح ورياض محرز وحكيم زياشفي إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص التذبذب الذي شهده أداء الثلاثي العربي الذي ينشط في البريميرليج؛ رياض محرز ومحمد صلاح وحكيم زياش، خلال الموسم الحالي، قال ناصر لارغيت: “مسيرة أي لاعب في العالم لا يمكن أن تسير على خط مستقيم، هناك مراحل صعود في الأداء ومراحل هبوط وهو ما عاشه الثلاثي العربي خلال النسخة الحالية من الدوري الإنجليزي بشكل خاص”.وتابع: “هم يملكون إمكانيات كبيرة فضلا على الشخصية القوية التي تسمح لهم باستعادة أفضل مستوياتهم في فترة وجيزة، وهو ما نلاحظه بشكل خاص مع رياض محرز الذي قدم وجها جديدا مع مانشستر سيتي بعد انتهاء عطلة المونديال”.وأتم: “لا خوف على الثلاثي العربي الذي يملك خبرات المستوى العالي ومازال قادرا على مواصلة كتابة التاريخ في الدوري الأقوى في العالم”.نهضة كرة القدم العربيةفي ختام حواره مع “العين الرياضية”، أشاد ناصر لارغيت بالنهضة الكبيرة التي تشهدها كرة القدم العربية في الفترة الأخيرة.وقال المدرب المخضرم بخصوص هذه المسألة: “كرة القدم العربية بصدد التطور بشكل سريع للغاية، كما تترجمه النتائج الرائعة لمنتخب المغرب في كأس العالم، فضلا على الأداء الرائع الذي قدمه منتخب السعودية أيضا في نفس البطولة”.وواصل: “كرة القدم العربية تسير في الاتجاه الصحيح، ولو أنه ينبغي أن يقع التركيز أكثر على الاستراتيجيات طويلة الأمد والقطع مع القرارات المتسرعة التي تحول دون وجود حالة من الاستقرار الفني”.وأتم: “يجب على الدول العربية الاستثمار في تكوين اللاعبين الشباب بطريقة سليمة باعتباره مفتاح الرفع من التنافسية، وفي هذا الصدد ينبغي استنساخ التجربة المغربية التي كانت رائدة في هذا المجال”.