رحلتنا اليوم إلى جزر الأزور، وهي تسعة جزر تقع على بعد 1500 كيلومتر من ساحل البرتغال، كانت في الماضي موقع ممتاز لدي السائحين والبحارة حينما يتطلعون للبعد عن البر المزدحم، وعلى مدار ال 30 عامًا الماضية أصبحت الوجهة الأولى في أوروبا لمشاهدة الدلافين.
جزر غير ملوثة تشكل جزءا كبيرا من البرتغالسنتعرف علي جزيرة كورفو أولاً، وهي تقع في أقصي شمال جزر الأزور، ويبلغ عدد سكانها حوالي 450 فردا إذا نظرنا إلي المناظر الطبيعية في جزيرة كورفو مثل البقايا المنهارة من كالديرا التي تشكلت منذ 430 ألف عام والتي يبلغ ارتفاعها كيلومترًا، وتعد محمية المحيط الحيوي التابع لليونسكو. وربما تنبهر عزيزي القارئ عندما تعلم أنه في القرنين السادس عشر و السابع عشر كانت كورفو و فلوريس، منارة حيوية للسفن التجارية بين البرتغال والبرازيل، ولكن أصبحت أقل أهمية عقب الثورة الصناعية، وفي الوقت الراهن تعد جزيرة كورفو وجهة شهيرة لمراقبة الطيور المهاجرة كل خريف.جزيرة كورفو جزيرة فايالتعد من أشهر جزر المجموعة المركزية لجزر الأزور في المحيط الأطلسي، أطلق عليها اسم هورتا نسبة ل “القبطان هويرتر” وهو أول قبطان نزل بها، ولكن ظل اسمها محل نزاع حتي الآن، وقد اعتمد اقتصاد هذه الجزيرة في البداية علي زراعة القمح والحبوب، وكانت جزيرة فايال مقر رئيسي في القرن التاسع عشر لكابلات التلغراف التي ربطت بين أوروبا والولايات المتحدة، كنا كانت مركز اتصالات يربط شواطئ دي داي بالولايات المتحدة خلال معركة نورماندي عام 1944م.جزيرة فايال جزيرة فلوريستعد جزيرة فلوريس ملاذ آمن حينما تريد الانعزال لبعض الوقت عن بقية العالم، حيث تعد أجمل جزر الأزور، وهي عبارة عن تلال متدحرجة وشلالات وبحيرات عند فوهة البركان، وتقع على الجانب الغربي من شمال المحيط الأطلسي، وأفضل القري للإقامة بها هي قرية “فاجأ غراندي”.جزيرة فلوريس جزيرة جراسيوزاإذا أردت عزيزي القارئ الذهاب إلى عطلة ريفية هادئة، فعليك الذهاب إلى جراسيوزا، وهي تعد محمية المحيط الحيوي التابع لليونسكو مع جزيرة كورفو وفلوريس، وتشكل هذه الجزيرة مجموعة من القري الريفية سكانها محدود، ولها هندسة معمارية ريفية، ويعم بها هالة كبيرة من الهدوء والحياة اللطيفة.بالإضافة إلى أنها تحتوي على كهف الحمم البركانية الضخم ويبلغ قطره 200 متر مع سقف مقبب ارتفاعه 50 مترا، ويحتوي الكهف على بحيرة كبريتية تحت الأرض ولا يمكن الوصول إليها سوي من خلال سلم حلزوني من الحجر القديم يتكون من 183 درجة.جزيرة جراسيوزا جزيرة بيكو ظهرت لأول مرة في القرن الرابع عشر في أطلس مديشي، وكانت تسمي لي كولومبي أو جزيرة الحمام، حتي وصل البرتغاليون إليها ف القرن الخامس عشر وقامو بتغيير اسمها. تشكلت جزر بيكو وساو خورخي المجاوره لها عام 1460م، تحت قيادة هويرتر الذي قام بتشكيلها هربًا من الدمار الذي لحق بهم بسبب حرب المائة عام، وقد كان مواطنو هذه الجزيره يتمتعون بدرايه كبيره بالتكنولوچيا فقاموا ببناء طواحين الهواء ف جميع أنحاء الجزيرة ويعد بركان منتانا الضخم من المناظر الطبيعيه الأكثر لفتاً للنظر في الجزيرة، ويبلغ ارتفاعه 2351 متراً، كما توجد حمم بركانيه في شمال الجزيرة ويوجد بها ساحل بركاني مثقوب بالكهوف والانفاق والاقواس .جزر بيكو جزيره سانتا ماريا تقع أقصي جنوب جزر الأزور ويوجد بها افضل الشواطئ لتقضيه أجمل العطلات، وهي من أقدم الجزر وتحتوي علي مناظر طبيعية تختلف عن الجزر البركانية مثل بيكو وفايال، حيث يوجد بها خلجان منعزلة ومنحدرات بحرية مثيرة، وكانت هذه الجزيرة هي أكثر جزر الأزور سكانًا .جزيره سانتا ماريا جزيرة ساو خورخيإذا نظرنا إلى ساو خورخي سنجدها تمتاز بشكل طويل ونحيل بخلاف جزر الأزور الأخري، وقد تشكلت نتيجة شق بركاني خطي، ويتراوح شكلها الطولي بين 55 و 7 كم، وتشتهر الجزيرة ب “هضاب فاجاس” الساحلية التي تم تشكيلها نتيجة الانهيارات الأرضية القديمة في شمال جزر الأزور، ونتج عن هذه الانهيارات أيضًا المنحدرات البحرية شديدة الانحدار، وحمامات السباحة الطبيعية.جزيرة ساو خورخي جزيرة ساو ميغيلإذا كنت تخطط لزيارة جزر الأزور فلابد أن تزور جزيرة “ساو ميغيل”، وهي جزيرة ذات مناظر طبيعية بركانية رائعة كما تعتبر أكبر جزر الأزور، ويمكن ممارسة العديد من الأنشطة بها مثل التجديف بالكاياك وركوب الأمواج والغطس والإبحار وصيد الأسماك وركوب الدراجات في الجبال.وربما ما يثير اعجابك حقًا هو أنه يوجد بها ما يقرب من 30 ينبوعًا حارًا، كما أنه يوجد في قرية “فورناس” ينابيع غنية بالمعادن، وتمتاز هذه القرية بالصبار البري وخشب الأرز وخزانات المياه الجوفية.جزيرة ساو ميغيل جزيرة تيرسيراتعد ثالث جزر الأزور من حيث عدد السكان، وهي أقدم الجزر وتعد موقع للتراث العالمي، حيث يوجد بها هندسة معمارية فخمة ترجع للعصر السابع عشر والثامن عشر، وتشهد هذه الهندسة علي عصر مدينة أنجرا الذهبي عندما ازدهرت اقتصاديًا وثقافيًا ومعماريًا.والجدير بالذكر أنه تم تصنيف ما يزيد عن 20% من جزيرة “تيرسيرا” علي أنها محمية طبيعية، ويوجد بها منظر بركاني لتدفقات الحمم البركانية والكهوف، وأشهر المحميات الطبيعية بها هي مدخنة فريدة عمرها 3000 عام في مدينة “الجار دو”.جزيرة تيرسيرا