Site icon العربي الموحد الإخبارية

أحمد زويل بـ”الشيشة”.. نجل المصور فاروق إبراهيم يكشف قصة الصورة المثيرة للجدل (حوار)


ضجة واسعة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض مجموعة من الصور لشخصيات مصرية شهيرة لأول مرة، بعضها يبدو أنه كان صادما للجمهور.

الصور التي حملت توقيع “عميد مصوري أخبار اليوم” الراحل فاروق إبراهيم عرضت ضمن مهرجان “أسبوع القاهرة للصورة”، الذي انطلق يوم 8 فبراير/شباط بمنطقة وسط البلد التاريخية في 8 مواقع مختلفة.

من ضمن الصور التي صدمت الجمهور المصري مشهد الدكتور الراحل أحمد زويل، حائز جائزة نوبل في الكيمياء، حيث ظهر في الصورة وهو يجلس على قهوة “الفيشاوي” العريقة ويدخن الشيشة.

“العين الإخبارية” أجرت حوارا مع كريم فاروق نجل المصور الراحل؛ كشف خلاله عن تفاصيل الصور التي أثارت ضجة على السوشيال ميديا، وتحدث عن خفايا أرشيف المخضرم فاروق إبراهيم، وتفاصيل أخرى مهمة.

ونجح المصور القدير في توثيق فترة زمنية مهمة فنيا واجتماعيا وسياسياً في تاريخ مصر بآلاف الصور ذات اللمسة الفنية والإبداعية، إذ تضم بعض هذه الصور التي خرجت للنور خلال المعرض: الرؤساء الراحلين محمد حسني مبارك وأنور السادات وجمال عبدالناصر.

كما تضم النجوم أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وأحمد زويل وأسامة أنور عكاشة ونجيب محفوظ وروجر مور وفؤاد المهندس وشويكار وصفية العمري ومديحة كامل وغيرهم.. وإلى نص الحوار:

مرت 12 عاما على وفاة المصور الكبير، لماذا نشرت الصور الآن؟

عندما توفي والدي في مارس/ آذار 2010 كنت لا أزال أتحسس خطاي في مجال التصوير الصحفي، ولأن هذه الصور لا يصلح أن يقيمها هاو أو مبتدئ، فقررت أن أترك الأرشيف ولا أفتحه حتى أكون مؤهلا لذلك، وبالفعل بعدما تمكنت من عملي وأصبحت أُدرس مادة التصوير في جامعات خاصة قررت فتح الأرشيف.

وهنا جزئية أخرى مهمة منعتني من إتاحة الصور سابقا وهي “حالة البلد”، فقد مرت الدولة بظروف لا تسمح بتقدير تلك الصور حال خروجها، فانتظرت حتى بات المناخ مناسبا للاحتفاء بتاريخ الراحل وتقديره.

كم عمر الأرشيف الذي تركه المصور الراحل؟

هناك جزء صغير من عام 1952 حتى 1956، لكن ما بعد ذلك التاريخ حتى وقت وفاته في عام 2011 هو الجزء الأكبر، وأعتقد أن موهبته الحقيقية انفجرت بانضمامه إلى مؤسسة “أخبار اليوم” الصحفية في عام 1962 ما ساعد على غزارة الإنتاج.

وكم عدد الصور التي حصرتها من إرث والدك الراحل؟

عدد الصور التي تركها والدي لا تحصى، وهذا ليس تعبيرا مجازيا، لكن عدد الصور التي جهزت (سكان) لا تقل عن 600 ألف صورة.

وهل هذه الصور تقع في حقبة تاريخية معينة؟

لا، لأني لا أبحث في أرشيف والدي الراحل بترتيب السنوات.

لماذا؟

أنا أعيش حياتي مع والدي الراحل من جديد عبر أرشيفه، فمثلا من خلال الصور أعلم أنه في يوم كذا فعل كذا وفي اليوم التالي فعل كذا صباحا وكذا مساء وهكذا، والحقيقة أكون مستمتعا وأنا أعيد قراءة حياة والدي لذا لا أرغب في الاطلاع على الأرشيف بشكل شامل حتى أشعر بـ”الانبساط” خلال رحلة البحث في تاريخه.

وهل تعرف قصة كل صورة عثرت عليها في الأرشيف؟

نعم، والدي كان يحكي لي عن كواليس تلك الصور خاصة أنني كنت شخصا فضوليا وكنت أسأله كثيرا عن كل شيء، وعندما فتحت أرشيفه بعد الوفاة بدأت أتذكر القصص التي كان يحكيها لي لكن الجديد أني أطلع على صورها، وكأن الأمور جرت بالعكس: قصة أعرفها ثم أجد صورها.

وماذا عن صورة العالم الراحل أحمد زويل التي أحدثت ضجة؟

في أول زيارة للراحل زويل إلى مصر بعدما حاز جائزة نوبل لم يكن معروفا جدا فكان يملك متسعا للتحرك كيفما شاء وفعل ما يريد، وأخذه والدي في جولة كاملة كان من ضمنها زيارة الأهرامات وانتهت بالجلوس على قهوة الفيشاوي، وهناك التقط له تلك الصورة وهو ممسك بالشيشة.

بالعودة لنشر صور والدك في المعرض، كيف انتقيتها وكم عددها؟

أولا لم ألتزم بعدد صور ولم يشغلني الأمر، لأنني عندما بحثت في أرشيف والدي وجدت صورا كثيرة ضمن أحداث وفي الوسط كانت هناك صور فنية خارج إطار الزمن، فحاولت أن أظهر الأخيرة مع بعض صور الأحداث، وحرصت أن تكون الصور “خفيفة” تعيد الناس لتذكر أيام جميلة.

حدثنا عن تفاصيل المعرض؟

يقام معرض الراحل فاروق إبراهيم ضمن مهرجان “أسبوع القاهرة للصورة” Cairo Photo Week الذي تنظمه “فوتوبيا” للتصوير الفوتوغرافى للمرة الثالثة في الفترة من 8 حتى 18 فبراير/شباط بمنظقة وسط البلد.

وتُعرض صور والدي الراحل تحت عنوان “معرض الأسطورة”، الذي يشمل مجموعة متنوعة من الصور المؤرشفة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وجميعها صور حصرية لم تعرض من قبل.

وكم استغرق التحضير للمعرض؟

هذا المعرض استغرق 11 شهرا لانتقاء الصور، وساعدني في تنسيق الصور نادية منير حيث انتقينا من الأرشيف صورا متناسقة مع بعضها وتخدم فكرة المعرض.

وهل هناك عائد مادي من المعرض؟

لا، لم أحصل على أي ربح من الحدث ولم يكن هذا هو الهدف لأني أردت الاحتفاء برحلة هذا المصور العظيم، ولإقامة المعرض حصلت على دعم من السفارة الأمريكية بالقاهرة، بمساعدة “فوتوبيا” التي نظمت الحدث.

بالبحث في أرشيف الراحل فاروق إبراهيم، ماذا وجدت؟

وجدت أن والدي يملك من الزخم ما يكفينا لسنوات، وأعتقد أن ما تركه يستحق التقدير لمدة طويلة، وبعد اطلاعي على الصور التي التقطها أصبحت من أكبر المعجبين بفنه لأن لديه صورا “عابرة للزمن”.

وأرى أن والدي ظلم لأن في عصره لم تكن السوشيال ميديا موجودة فلم تعرف صوره، لذا أردت أن أنشر صوره وأعرف العالم به لأن فنه لا يقل عن عبدالحليم حافظ أو أم كلثوم.

وبعرض صوره في هذا المعرض كنت أرى في عيون مصورين مصريين وأجانب الانبهار والتقدير لإمكانيات والدي وإبداعه الظاهر في الصور.

Exit mobile version