Site icon العربي الموحد الإخبارية

أساتذة جامعة حلوان يناقشون “أزمة القيم في المجتمعات العربية” ويضعون الحلول لإحيائها

القيم الإيجابية تساعد على ارتقاء وتطور المجتمعات، وهي موروثات ثقافية واجتماعية ضرورية في المجتمع، فمثلًا قيمة الولاء لا بد أن تتوافر لدى جميع أفراد المجتمع ليترسخ داخلهم الولاء والانتماء للوطن، فيسارعوا إلى ارتقائه وتقدمه بين المجتمعات الأخرى.

لدينا منظومة قيم بمثابة جواهر مصقولة ولكن غطاها التراب ولابد أن نعمل على إحيائهاقال د. عادل خلف، أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان، ورئيس قسم آداب فلسفة السابق  لـ”بوابة روزاليوسف”، لابد أن نفرق بين المظهر السلوكي والجوهر، فالمظهر السلوكي يتغير ولكن الجوهر لا يتغير مهما مر عليه الزمن، ولابد أن نتساءل كيف نعيد تركيب المنظومة القيمية؟ واستأنف أننا يوجد لدينا عوامل مساعدة كثيرة يجب استخدامها لنعيد بناء التنشئة الاجتماعية، كما يجب أن نعرف كيف ننتقل بأبنائنا من مرحلة العادة إلى مرحلة العبادة، وذلك من خلال تعليمهم القيمة الدينية فنجعلهم يعرفون قيمة الصلاة ولا تكن مجرد عادة يمارسونها، وأكد أهمية الدين وعدم انفصاله عن القيم، فالدين يعلمنا الرفق واستشهد بما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: “إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا ينزع من شيءٍ إلا شانه”. وأضاف أننا لدينا منظومة قيم بمثابة جواهر مصقولة ولكن غطاها التراب، ويجب علينا أن نعمل على إحياء جميع القيم مثل قيمة الحب الالهي والكرم والشجاعة والمواطنة وحب الوطن، وأوضح أن جميع هذه القيم موجودة ولكن مع التغيرات الزمانية والثقافية أصبحت غير ظاهرة بالنسبة للكثيرين.واختتم حديثه بمطالبة جميع فئات المجتمع، بألا يقفوا مكتوفي الأيدي ويبادروا بإحياء القيم العربية.ووضع “خلف” عدة آليات فعالة لإحياء القيم من خلال تطلع الأهالي على الانترنت وقراءة الكتب لأبنائهم لتنمية الوزع الداخلي لديهم، إضافة مقرر فلسفة الأخلاق في جميع المراحل التعليمية بنا يتوافق مع عقلية كل مرحلة، قيام الشباب بعمل حملات توعية حتي إن وصل بهم الأمر لطرق الأبواب ليثقفوا الآخرين بالقيم.سارة تحاور د.عادل القليعي        وأردفت د. سهير عبد السلام عميدة كلية الآداب بجامعة حلوان السابقة وعضو مجلس الشيوخ، من المفترض أن القيم جزء كبير منها متوارث وتحمل الهوية الثقافية لأي مجتمع وبالتالي تعبر عن العادات والتقاليد الراسخة في أي مجتمع، وذلك يتطلب مننا المحافظة عليها وتطويرها بما يوائم المجتمع والمتغيرات التي تحدث به.وأضافت أنه حدث عند جيل الشباب فترة انقطاع بسبب الظروف السياسية التي مرت بها مصر منذ عام 2011م، وتسببت هذه الظروف في ظهور قيم جديدة في المجتمع المصري، وتأثر الشباب بهذه القيم بدرجة كبيرة وتم اعادة تشكيل وعيهم، وزاد من خطورة هذا الأمر انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت واطلاع الشباب على آراء متناقدة؛ مما أحدث تغيرات كبيرة في القيم التي سادت في مصر على مدى عصور طويلة. وأكدت عبد السلام، أن الدولة لها دور أساسي في إعادة صياغة الوعي وإعادة ثقة الشباب والحث على المشاركة والقيم الأخلاقية الإيجابية، كما أن القيم الأخلاقية لا تنفصل عن الدراما؛ لأن الدراما ترسخ قيمًا جديدة قد تكون سلبية وتدعو إلى العنف والتطرف والإرهاب أو الإدمان، لذلك ينبغي وضع محددات لبعض الأعمال الدرامية التي تنشر قيمًا سلبية.هليل يحاور د.سهير عبد السلام  القيم دائمًا إيجابية ولا يوجد ما يسمي بالقيم السلبية، وليس كل الموروثات الثقافية صحيحةوأفاد د. حازم مطر، أستاذ التخطيط الاجتماعي المساعد بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، يسعدني أن أبدأ الحديث بأن القيم جميعها إيجابية أي أنه لا يوجد ما يسمي بالقيم السلبية، فالقيم دائما إيجابية وبما أن الموروثات الثقافية في أبسط مفهوم لها هي ذلك الكل المركب المعقد من القيم والعادات والتقاليد والمعارف والمعتقدات والأعراف الموروثة، اذن فليس كل الموروثات الثقافية صحيحة فللأسف هناك موروثات ثقافية منتشرة إلى وقتنا هذا في مجتمعات كثيرة حول العالم تظهر في صورة عادات أو تقاليد أو طقوس أو معتقدات أو سلوكيات أو ملابس أو لغات أو نمط الحياة بصفة عامة، ومن هذه الدول العربية التي نالت نصيبها من الموروثات الثقافية الخاطئة وأثرت هذه الموروثات الثقافية الخاطئة علي القيم لدرجة توصيف البعض لها بأزمة القيم، لكنها من وجهة نظري الخاصة هي لن ترتقي لمرحلة الازمة بل توضيفها الصحيح أنها في مرحلة المشكلة.  واستأنف د. حازم مطر، أن هذا لا يقلل من أهمية الموضوع لأن المشكلة تخطت مرحلة الحاجة وانتقلت بسبب عدم اشباعها لمرحلة المشكلة واذا لم يأن الأوان الآن سوف ترتقي لمرحلة الازمة ثم مرحلة الكارثة، وهذا أمر طبيعي جدا لأن كل ذي قيمة عالية ونفيس وثمين يتأثر بأبسط الأمور ومنها الموروثات الثقافية الخاطئة التي مازالت في انتشار. واختتم  مطر حواره، بأنه قد ينتظر البعض مني أن أذكر أنواعًا للقيم أو بعض الموروثات الثقافية الخاطئة، لكن سأنهى الحديث هنا بأنه يجب أن نفكر جيدًا في كل ما ورثناه من ثقافة بما تشمله من معارف ومعتقدات وسلوكيات وأعراف ونخضعها جميعها للتفكير العميق وبمنتهي الموضوعية نقتدى بالصالح منها ونتجنب الخاطئ منها بالمقارنة العلمية وفقًا للواقع.د. حازم مطر      

Exit mobile version