Site icon العربي الموحد الإخبارية

عمرها 35 عاما.. قصة شحاتة العرابي في رحاب إذاعة القرآن الكريم المصرية (حوار)


قبل 35 عامًا، طرقت حنجرته للمرة الأولى أبواب مستمعي الإذاعة المصرية، فطوال هذه المدة، بات جزءًا من حياة الملايين عبر الأثير.

على مدار العقود الماضية، نجح الإذاعي شحاتة العرابي في اصطحاب مستمعيه إلى عدد من المحطات البارزة عبر إذاعة القرآن الكريم، في جهد تمخض عنه بناء جسر من المحبة بينه وبين عشاقه، بعدما ألفوا صوته الهادئ الرصين خلال برامج عدة، أبرزها “في رحاب السنة” و”قطوف من حدائق الإيمان”.

حالة الحب التي تمتع بها شحاتة العرابي، ظهرت جليةً مع بلوغه سن التقاعد، فحرص زملاؤه على توديعه في آخر أيام عمله، مصممين ما يشبه لوحة إبداعية ختمت مسيرة إذاعي مخضرم على أكمل وجه، واكتملت بردود الفعل الإيجابية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن حزنهم لنهاية رحلة الإعلامي المصري.

هذه المظاهر الطيبة، والمشاعر الجياشة، كان لها أثر بالغ في نفس الإذاعي شحاتة العرابي، والذي فتح قلبه لـ”العين الإخبارية”، كاشفًا الستار عن بعض أسرار مسيرته الطويلة عبر الأثير، وما يخطط له خلال السنوات المقبلة.

وإلى نص الحوار:

كيف كان شعورك وأنت تتحدث إلى المستمعين في اللحظات الأخيرة من عملك بإذاعة القرآن الكريم؟

شعرت بالامتنان والسعادة، خاصةً أن زملائي شاركوني اللحظات الأخيرة وقدموا لمسة وفاء لي، رغم أنه لم يكن لديهم عمل يؤدونه حينها، لكنهم حضروا لأجلي والتقطوا معي صورًا تذكارية.

ما الشيء المختلف الذي قدمته عبر الأثير وكان سببًا في تعلق المستمعين بك؟

كنت أحاول أن أقدم شيئًا مقتنعًا به، مما أتذكره أن أحد الأشخاص طلب مني على الهواء التحدث عن قيام الليل، فأبلغته أن هذا سيكون صعبًا لأنني لم أصلي قيام الليل بعد، وقلت إنني حينما أصلي قيام الليل سأتحدث.

القصة هنا لا تتعلق بمجرد تلاوتي للكلام فقط، حينما أعظ الناس يجب أن أكون أهلًا لهذا الوعظ. على الإنسان أن ينظر إلى نفسه أولًا، ويسأل نفسه: (هل هو ينفذ هذا أم لا؟)، يجب على الفرد أن يلتزم بما يقوله.

ما سر حبك للعمل الإذاعي؟

عشقي لعملي ناتج عن حبي لديني وحبي لوطني وانتمائي لبلدي، أنا حصلت على الحب منذ نشأتي من أساتذتي ووالديّ والجيران والإخوة، كما كان لدي أكثر من قدوة بدايةً من والدي وحتى أساتذتي في المدرسة، الذين بدورهم أخلصوا في عملهم باستمرار جهودهم حتى بعد انتهاء الساعات المقررة عليهم.

وصل بي الحال بسبب هذا الحب إلى أنني أقضي 12 ساعة كاملة بالإذاعة، حتى أفهم مهامي وأكتسب خبرة بما أنني كنت شابًا، هي في النهاية رسالة ومنبر دعوي لا يجوز للشخص فيه أن يتقاعس عنه.

هل كان الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم حلم بالنسبة لك؟

كانت رغبة بداخلي وأمنية صعبة، إلا أن الله سخر الأسباب حتى تحققت. أنا لم أطلبها لأنني خجول، هي أتت قدرًا بدايةً من مدرّسي حينما قال إن صوتي يصلح للإذاعة.

لاحقًا توجهت إلى منزل عمي وكان يعمل رئيسًا لأحد البنوك وتحدثت معه، وقال إن صوتي يتماشى مع هذا المجال، وقتها كنت أعمل مصححًا للغة العربية في دار مايو، ونصحني بتقديم أوراقي إلى الإذاعة المصرية، إلى أن أكرمني الله بالعمل في إذاعة القرآن الكريم.

ما سر إتقانك للغة العربية؟

الأمر يعود أولًا إلى تعلقي بالمسجد، فأنا تربيت بداخله حينما كنت صغيرًا، وقتها تشكل وجداني فيه خلال الدروس الدينية التي كنا نسمعها، بخلاف حفظي للقرآن وحضوري لعدد من الحلقات، إلى جانب تلاوة القرآن الكريم في رمضان بدايةً من العصر وحتى أذان المغرب.

أما في المنزل كان شقيقايّ يقرآن النصوص الشعرية المقررة عليهما، ووجدتها تجذبني وعملت على حفظها مع أنها لم تكن مقررة عليّ. في النهاية أحببت اللغة العربية بسبب القرآن والشعر والقراءة.

لك مشاركات في 5 أعمال فنية.. هل دورك فيها كان مقتصرًا على التدقيق اللغوي فقط؟

بالتأكيد دوري في المقام الأول كان لصالح المراجعة اللغوية، أنا كنت أحب فن الأداء ومعايشة النص، لكن لا أجيد التمثيل. حينما كانوا يواجهون ظرفًا اضطراريًا لشخص من المفترض أن يجسد دور معلم لغة عربية في مشهد، كنت أتقدم لإنقاذ الموقف، فما أؤديه أمام الكاميرا لا بد أن ينسجم مع شخصيتي، كطالب علم أو عالِم أو وكيل نيابة يدافع عن الحق أو مذيع.

كيف كانت علاقتك بالإمام الراحل محمد متولي الشعراوي؟

كنت مواظبًا على سماع حلقاته، وكتب القدر لاحقًا أن أقدم نتائج مسابقة كأس الشيخ الشعراوي أمامه، وهي مسابقة بين معاهد معلمي القرآن الكريم، هو كان يرحب بالأمر، وأتذكر أن هذه الفترة كانت متزامنة مع سنوات حياته الأخيرة.

بموجب النظام المعمول به.. هل هناك أجيال جديدة ستتسلم الراية بإذاعة القرآن الكريم مستقبلًا؟

المستويات متقاربة، لكن ما يميز شخص عن آخر بشكل عام هو حبه الشديد للعمل وتفانيه فيه، بخلاف الصوت الذي يهبه الله له، هي في النهاية عطاءات إلهية حال استغلالها وشكر الله عليها تطرح ثمرة ونتيجة.

هل ترى أن الأجيال الجديدة من المستمعين باتت غير مرتبطة بإذاعة القرآن الكريم؟

العيب أن الأجيال الجديدة لم تجد قدوة أمامها في الشارع والمدرسة والمسجد والجامعة. جيلي تربى تربية إيمانية في المسجد وتعلمنا كيف نخاف الله ونحترم من هم أكبر منا سنًا. الشباب فاقد للقدوة وهذا هو السبب.

في الحقيقة أنا ممتن لمسألة عودة الروح للمسجد بفضل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال فعاليات الأسبوع الدعوي والثقافي.

في النهاية.. ما هي خططك للمستقبل؟

لي قناة عبر موقع “يوتيوب” وصفحة على “فيسبوك”، أنوي أن أخدم خلالهما في المرحلة المقبلة السنة النبوية، بتسجيل كتب الأحاديث الصحيحة كالبخاري ومسلم وما إلى ذلك.

Exit mobile version