السيدة حواء هي أم البشر وزوجة آدم أبي البشر عليه السلام، وقد خلقها الله لتكون إنسًا لسيدنا آدم، وقد وردت قصتهما في القرآن الكريم في عدد من السور منها سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الأعراف وسورة طه وغيرها.
خلق الله تعالى السيدة حواء أم البشر خلق الله سيدنا آدم من تراب وخلق السيدة حواء من ضلع لتؤنسه ويسكن إليها، ويرجع عدد من العلماء سبب تسميتها حواء إلى أنها خلقت من كائن حي وهو سيدنا آدم عليه السلام، كما أنها أم الأحياء من البشر. بعد خلق الله السيدة حواء أصبحت أنيس سيدنا آدم في الجنة وكانا يتناولان من ثمارها وكانت حياتهما رغيدة، كما جاء وصفها في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا”. ولكن وسوس إبليس لحواء وآدم لكي يأكلان من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، وقد صور لهم ابليس أن هذه الشجرة دون غيرها هي شجرة الخلد فأكلا منها كما ورد في القرآن الكريم: “فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ”. حقيقة إغواء حواء زوجها آدم ليأكل من الشجرة ذُكر في بعض الآيات في القرآن الكريم آدم منفردًا يأكل من الشجرة، وكان هو المخاطب وحده، حيث قال الله تعالي في سورة طه: “وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا”، وفي آية أخرى حذر الله آدم وحده وحمله مسؤولية الخروج من الجنة، حيث قال الله تعالي: “فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ”، كما ذكر في عدد من الآيات الأخرى هو وحواء معًا. وكانت عاقبة آدم وحواء، بعدما أغواهما الشيطان وأكلوا من الشجرة أن غضب الله عليهم وأخرجهم من الجنة، واستغفر آدم وحواء ربهم، فغفر لهم ولكن لم يعودوا إلى الجنة مرة أخرى بل نزلوا إلى الأرض. وأصبحت حياة آدم وحواء في الدنيا بين العمل الجاد والاستغفار عن ذنبهم، وبعد ذلك انجبت حواء بنت وولد، ثم أنجبت مرة أخرى بنت وولد، وتكاثر نسل آدم وحواء ونتج عنهم نحن البشر أبناء آدم وحواء.عبر نستخلصها من قصة آدم عليه السلام وحواء تكريم الله تعالي لآدم دون سائر المخلوقات، عدم نسيان الإنسان أنه خلق من تراب فلا يتكبر على غيره من البشر، ما يميز كل انسان عن الآخر هو التقوى، الحذر من وسوسة الشيطان الرجيم الذي كان عدو لآدم وأبنائه، الإنسان غير معصوم من الخطأ ولكن واجب عليه التوبة عندما يرتكب إثمًا أو معصية، الله يقبل التوبة عن عباده إذا استغفروا لربهم وتابوا توبة نصوحا.