تراجعت أسهم البنوك في بورصة وول ستريت، وسط مخاوف جديدة من تعرض عملاق مالي آخر لأزمة مالية، بعد ما دفعت مشكلة تواجهها بنوك أميركية المودعين إلى سحب مئات المليارات من الدولارات من الحسابات المصرفية الأميركية، حيث انتقلت ودائع بنحو 550 مليار دولار من البنوك الأصغر والإقليمية إلى البنوك الكبرى وصناديق أسواق المال خلال الأسبوعين التاليين لانهيار بنك «سيليكون فالي»، وبنك «سيجنيتشر أوف نيويورك»، وفقاً لتقرير أصدره بنك «جيه بي مورغان تشيس»، ونقلته صحيفة «واشنطن بوست».
فرصة
وقالت المستشارة المالية في ولاية فلوريدا، دانييل لوخت، إن «الاضطراب في الأسواق دائماً ما يدفع الأموال إلى الحركة»، لافتة إلى أن «السؤال الأكبر للمودعين الآن هو: هل أموالي آمنة؟ وكيف يمكن جعلها أكثر أماناً؟».
وأضافت أن «الأشخاص الذين لديهم نقود في حسابات التوفير البسيطة يستخدمون تلك الأزمات كفرصة لتحويل أموالهم».
لا يبدو أن أزمة أوسع حتى الآن قد حدثت، وقد بذلت حكومة الولايات المتحدة جهوداً كبيرة لطمأنه المودعين بأن الحسابات المصرفية آمنة.
لكن هذا لم يمنع العملاء من تحويل أموالهم، حيث ينقل الأميركيون مئات المليارات من الدولارات من البنوك، لاسيما البنوك الإقليمية الأصغر إلى بنوك ومؤسسات مالية أكبر، إضافة إلى صناديق أسواق المال والسندات الحكومية وحسابات التوفير عبر الإنترنت ذات العائد المرتفع، وحتى العملات المشفرة والذهب.
صناديق أسواق المال
خلال الأسبوعين الماضيين، ومنذ الانهيار الدراماتيكي لبنك «سيليكون فالي»، زادت الاستثمارات في صناديق أسواق المال، وهو نوع من الصناديق المشتركة التي تركز على الأوراق المالية منخفضة المخاطر، بما يقرب من 240 مليار دولار.
وبلغت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين نحو 20% نتيجة لازدهار الطلب، كما أن الاستثمارات الأكثر خطورة تزدهر، فقد ارتفعت أسعار عملة «بيتكوين» بنسبة 40%، فيما ارتفع الذهب نحو 10%.
وقال كبير الاستراتيجيين العالميين في مؤسسة «إل بي إل» للأبحاث، كوينسي كروسبي، إن «العدوى تأتي من الذعر والخوف، فهي تسير من بنك إلى آخر، وعندما تصبح الأمور مقلقة، ينقل الناس أموالهم إلى سندات الخزانة، أو إلى الذهب، ثم يطرحون الأسئلة لاحقاً».
خسارة
وكانت البنوك الأميركية الصغيرة والمتوسطة، خسرت 120 مليار دولار من الودائع، في أسبوع انهيار «سيليكون فالي»، بحسب بيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وذهبت بعض هذه الودائع على الأقل مباشرة إلى أكبر البنوك في البلاد، التي اكتسبت 66 مليار دولار من الودائع خلال تلك الفترة.
أكبر البنوك
وفي «فيرست ريبابليك بنك»، لم تكن حتى حزمة إنقاذ بقيمة 30 مليار دولار من أكبر البنوك في البلاد كافية لمنع الناس من أخذ أموالهم.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» هذا الأسبوع، أن العملاء سحبوا 70 مليار دولار في الأسابيع الأخيرة، أو ما يقرب من 40% من ودائع البنك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
طباعة
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App