في ترجمة جديدة للتقارب، أعلن القائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة صالح موطلو شن، بدء مصر تطبيق منح تأشيرات دخول للمواطنين الأتراك.
وفي تغريدة لاحقة، قال القائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة، إنه لأول مرة خلال السنوات العشر الأخيرة؛ وبعد تسهيل مصر حصول المواطنين الأتراك على تأشيرة دخول مصر، من المتوقع أن تصل مجموعة من السياح الأتراك الذين سيتوجهون إلى الأراضي المصرية من مدينة إزمير على متن طائرة من النوع (شارتر) يوم 19 أبريل/نيسان الجاري.
ومع تسهيل مصر لحصول المواطنين الأتراك على تأشيرة دخول، علاوة على التقارب المطرد سياسيا ودبلوماسيا بين الدولتين، توقع نهاد أكينجي، رئيس جمعية الرجال الأعمال الأتراك المصريين (تومياد)، أن تصبح القاهرة ضمن أبرز المقاصد والواجهات السياحية للأتراك، خلال الفترة المقبلة بعد دولتي ألمانيا وفرنسا.
وفي هذا الصدد، أكد أكينجي في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، أن المواطنين الأتراك قلوبهم معلقة بشكل كبير بالحضارة المصرية العريقة والعلاقات التاريخية بين البلدين.
وأبرز “أكينجي”، أن القرار المصري سيؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية؛ لأن انتعاش السياحة، وتسهيل الحصول على التأشيرات، سيؤدي إلى قدوم عدد كبير من رجال الأعمال لمصر، وجذب المزيد من الاستثمارات التركية”.
وأشار رئيس جمعية الرجال الأعمال الأتراك المصريين (تومياد) إلى أن القرار المصري سيسهم كذلك في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، والقفز بها إلى الضعف.
ونبه إلى أن التبادل التجاري بين مصر وتركيا، شهد نموا لافتا منذ توقيع اتفاقية المنطقة الحرة بين البلدين عام 2005.
كما أكد المهندس شريف البربري عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك، في حديث خاص لـ”العين الإخبارية” أن قرار تسهيل التأشيرات يفتح المجال بشكل كبير للسياحة التركية لمصر، متوقعا ارتفاع أعداد السياح الأتراك خلال الأسابيع القادمة.
ودلل “البربري” على أن سياح أتراك سيتوجهون لمصر من مدينة إزمير بعد أيام قليلة، في الوقت الذي بدأت فيه فنادق عديدة في اتخاذ الاستعداد اللازمة لاستقبالهم.
ونوه البربري وهو أيضا عضو مجلس إدارة شعبة التصدير والاستيراد بالغرفة التجارية بالجيزة، إلى أن هناك “تعطش تركي لزيارة مصر سواء للسياحة، أو الاستثمار”.
كما توقع زيادة الاستثمارات التركية في مصر، مشيرًا إلى أن عدد الشركات التركية العاملة في مصر بدأت مؤخرا في توسيع حجم أعماله.
وجاء قرار دخول الأتراك دون الحصول على تأشيرة مسبقا، ترجمة لخطوات التقارب بين البلدين، وآخرها اللقاء الذي جرى قبل أيام في أنقرة بين وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره المصري سامح شكري، بعد خطوة مشابهة للوزير التركي إلى القاهرة، لأول مرة منذ قرابة 11 عاماً.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شكري، عقب لقائهما، قال وزير الخارجية التركي، إن بلاده تريد ملء الصفحة الجديدة التي فتحتها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح.
وأوضح أنه اتفق مع نظيره المصري على اتخاذ خطوات ملموسة خلال الفترة المقبلة لتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول للأنباء.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن “وتيرة الاتصالات مع تركيا خلال الشهر ونصف الماضيين، ولقاء الرئيسين (التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبد الفتاح السيسي) في الدوحة (نوفمبر/تشرين الثاني الماضي)، دليل على وجود إرادة سياسية حقيقية لتطوير العلاقات وطي صفحة الماضي”.
وأكد أن “اللقاءات المتعددة مع الجانب التركي تمت في أجواء إيجابية”، مؤكدا أن “تركيا ومصر دولتان كبيرتان، وكل هذا يؤهل لعلاقات بينهما لها كثير من الأبعاد”، مشيرا أيضا إلى إمكانية التعاون في مجال الطاقة.
وقطعت العلاقات المصرية التركية خطوات واسعة بعد فترة جمود دامت لنحو 10 سنوات.
وشهدت الأشهر الماضية دفعات واسعة للعلاقات بين البلدين، بدأت بمصافحة ولقاء الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم بقطر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وعقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في شهر فبراير/شباط الماضي، اتصل السيسي بأردوغان هاتفيا، وقدمت القاهرة مساعدات لأنقرة، كما زارها وزير الخارجية المصري سامح شكري والتقى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وتفقدا المناطق المتضررة من الزلزال، وأعقب ذلك قيام جاويش أوغلو بزيارة القاهرة الشهر الماضي، ثم زيارة للوزير شكري لأنقرة مؤخرا.