تواجه مجموعة من المناطق الأثرية في العراق تهديدًا باختفائها من الوجود بسبب ما تتعرض له من عواصف رملية قاسية مدفوعة بالتغير المناخي.
وذلك وفق ما ذكر موقع “المونيتور”، الذي أفاد بأن الأعاجيب الأثرية العراقية، التي نجحت في الصمود لآلاف السنين، وواجهت دمار الحرب، تواجه الآن تهديدًا حديث، بتعرضها للدفن ببطء بسبب ما تتعرض له من عواصف رملية مرتبطة بتغير المناخ.
وتقرير “المونيتور” يقول أن هذه الكنوز الأثرية المهددة، هي كنوز تعود تعود للعصر البابلي القديمة، التي تم اكتشافها بعد مجهود مضني، والآن تواجه هذه الآثار خطر الإختفاء ببطء مرة أخرى أسفل الرمال التي تتسبب بها الرياح والعواصف الرملية في مناطق واجهت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف لفترات طويلة.
وتعتبر العراق، واحدة من أكبر دول العالم تضررا من آثار تغير المناخي، حيث واجهت العشرات من العواصف الرملية الكبيرة خلال عام 2022 الماضي، هذه العواصف المدمرة، حولت لون السماء إلى اللون البرتقالي من ضخامتها، وتسببت في توقف الحياة اليومية في كثير من المدن العراقية، مع تسببها في ظهور حالات الاختناق والجفاف على نطاق واسع.
وما تواجهه آثار العراق النادرة من خطر، يتمحور في تراكم طبقات الرمال الناعمة على كل ما تصل له العواصف بعد انحسارها، وشمل ذلك مجموعة مواقع تضم آثار سومرية، تقع في محافظ ذي قار الصحراوية الجنوبية في العراق.
ونقل موقع “المونيتور” تصريحات لعالم الآثار العراقي “عقيل المنصراوي”، الذي قال أن العواصف الرملية، بدأت ببطء في التسبب بعكس سنوات من العمل الحفري للكشف عن هذه الأثار المدفونة تحت الرمال”.
وتابع قائلا “العمل الكشفي الذي استمر لسنوات طويلة، ساهم في اكتشاف واجهات المعابد المصنوعة من الطين والعديد من القطع الأثرية السومرية، والآن العواصف المدفوعة بالتغير المناخي تهدد باختفاء هذه الآثار من جديد”.
والرمال التي تغطي جزء كبير من موقع ام العقارب، ستتسبب في اختفاء مكتشفات أثرية يعود تاريخها لـ 2350 عام قبل الميلاد، وتمتد على مساحة 5 كيلومتر مربع وفق ما ذكر عالم الآثار العراقي.
في الماضي ، كان أكبر تهديد تتعرض له الآثار العراقية في هذه المناطق، هو تهديد نهب الآثار في الأنقاض عن طريق اللصوص ومكتشفي الكنوز، والآن أصبح التهديد الأكبر لاكثر الأثار العراقية من حيث القيمة، هو التغير المناخي وما يتسبب به من ظواهر خارقة للعادة.