كعك العيد ورد في أسطورة إيزيس وإيزوريس، وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة، إن المصريين القدماء كانوا يتقنون تشكيل كعك العيد بأشكال مختلفة هندسية وزخرفية، كما أن البعض كان يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور، وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس رمز “الإله رع”، مما يؤكد أن صناعة الكعك امتداد للتقاليد الموروثة.
أنواع الكعك وصور صناعته عند المصريين القدماء وتم اكتشاف صور لصناعة كعك العيد عند المصريين القدماء، وهذه الصور في مقابر طيبة ومنف من بينها صور على جدران مقبرة “خميرع” من الأسرة الثامنة عشرة، التي تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها، ثم يرص على ألواح الإردواز، ويوضع في الأفران. كما كانت بعض أنواع الكعك تقلى في السمن أو الزيت، وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة)، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب، ووجدت أقراص الكعك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل. وعندما زار هيرودوت مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب؛ لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم في حين يمزجون الطين بأيديهم. الكعك في التاريخ الإسلامي يُذكر التاريخ الإسلامي، أن تاريخ الكعك يرجع إلى عهد الطولونيين من سنة 868م لسنة 904م، الذين كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها “كل واشكر”، واحتل مكانة مهمة في عصرهم، وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك. كعك عيد الفطر في العهد الفاطمي في عهد الدولة الفاطمية، كان الخليفة الفاطمي يخصص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛ فكانت المصانع تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب، وملأ مخازن السلطان به، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه. يذكر أن مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 مترًا، وتحمل60 صنفًا من الكعك والغريبة، وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز، وأطلق على عيد الفطر “عيد الحُلل”، لأنه كان يُخصص 16 ألف دينار لإعداد ملابس لأفراد الشعب بالمجان، وخصصوا من أجل صناعته إدارة حكومية تسمى دار الفطرة، كانت تقوم بتجهيزه وتوزيعه، وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر الكبير عندما يحل العيد؛ ليحصل كل فرد على نصيبه واستمر هذا التقليد حتى أصبح حقا من حقوق الفقراء. كعك العيد في العهد الأيوبي من “1169م إلى1260م” حاول صلاح الدين جاهداً القضاء على كل العادات الفاطمية، ولكنه فشل في القضاء على عادة كعك العيد وباقي عادات الطعام التي ما زالت موجودة إلى اليوم، واستمرت صناعة الكعك وتطورت بعدهم في العصر المملوكي. الدولة الأيوبية.. “عصر المماليك من 1250م إلى 1517م” اهتم المماليك، أيضاً، بصناعة كعك العيد وكانو ويقدمونه إلى الفقراء والمتصوفين وكانوا يعتبرونه صدقة، واهتموا بتوزيعه على الفقراء، وتهادوا فيه بعيد الفطر المبارك. كعك العيد في العهد العثماني.. من1516م إلى1917م استمر المحافظة على صناعة الكعك في العصر العثماني، واهتم سلاطين بني عثمان بتوزيع الكعك في العيد على المتصوفين والتكيات والخانقات، المخصصة للطلاب والفقراء ورجال الدين، وظل التراث العربي معبرا عن حاله حتى يومنا هذا وخاصة بمصر وبلاد الشام بحكم الارتباط الجغرافي والتاريخي، وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارات “كل هنيئًا واشكر” و”كل واشكر مولاك” وعبارات أخرى تحمل نفس المعنى.