في طريق يغشاه الصمت المطبق والسراب وسط بحر من الرمال الذهبية على مدى البصر، يقف وحيدًا كما لو أن باطن الأرض قد انشق لافظًا إياه.. إنه قصر الذراع في ولاية تيميمون بالجزائر، أحد أهم المعالم الأثرية وأكثرها غموضًا فما قصته وسر غرابته؟
يقع المعلم التاريخي وسط محيط من رمال الصحراء ويمتاز بتصميمه الدائري، وتاريخه الذي يعود إلى حوالي 1000 عام، ولا يزال الغموض يسيطر على تاريخ هذا القصر، وسبب تشييده وجمال تصميمه والذي بني بالحجارة وحوائط مضاعفة في قلب الصحراء. رجح الباحثون أن تشييد القصر جاء في نهاية القرن السادس الهجري كجزء من سلسلة القصور ذات الشكل الدائري في منطقة “قورارة”، موضحين أن الهدف من إنشائه هو أن يكون قلعة عسكرية دفاعية، لذلك بنيت جميع الغرف دون سلالم، في موقع استراتيجي على مفترق طرق تجارة القوافل، أو كما كان يسمى “طريق الملح”، وأن سبب التصميم الدائري هو حماية القصر من التآكل والتلاؤم مع حركة الرياح. كان قصر الذراع يتكون من 3 طوابق لم يتبق منها شيء يذكر، بالإضافة لعدد كبير من الغرف غير المتصلة ببعضها البعض، ولا توجد أي نوافذ مطلة على خارجه، كما كان الدخول إلى القصر يتم من خلال باب واحد فقط، ويعلو القصر برج مراقبة بارتفاع 2 متر، وتخلو جدرانه من أية نقوش.