حققت مصر أرقاماً قياسية في السياحة خلال الأشهر الخمس الأولى من العام الجاري.
يأتي ذلك؛ بينما شهد الأسبوع الماضي حادثي في قطاع السياحة أدى أحدهم لوقف أنشطة سياحية في الغردقة لمدة يومين.
وبعد أن أعادت محافظة البحر الأحمر أمس الأحد فتح شواطئ الغردقة مرة أخرى بعد يومين من التوقف إثر حادث وفاة سائح روسي بعد أن هاجمته سمكة قرش، اشتعل حريق بأحد اليخوت في مدينة مرسي علم كان في رحلة سفاري وعلى متنه سائحين بريطانيين، وتم إنقاذ جميع الركاب فيما يزال البحث عن 3 مفقودين لم يتم العثور عليهم حتى الآن.
وزاد الحادثان من مخاوف أن يكون لهما تداعيات على قطاع السياحة الذي بدأ في التعافي بعد تجاوز محنة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
- زخم سياحي.. استثمارات سعودية بـ800 مليار دولار في الـ10 سنوات المقبلة
- الإمارات وتركيا.. علاقات استراتيجية وشراكة وثيقة في السياحة والطيران
فهل ما شهده قطاع السياحة المصري من إنجازات خلال الفترة الأخيرة تهدده الأحداث التي شهدتها سواحل البحر الأحمر؟
ووفقا لبيانات الحكومة المصرية استقبل قطاع السياحة 7 ملايين سائح في الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري، بينهم 1.3 مليون سائح خلال شهر أبريل/نيسان وحده، ما يعد أعلى مستوى سجلته مصر في شهر واحد.
وتستهدف الحكومة استقبال 15 مليون سائح خلال العام الجاري، و20 مليون سائح العام المقبل، وفق خطة حكومية تستهدف الوصول إلى 30 مليار دولار إيرادات سياحية.
وعلق أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المصري على الأرقام المحققة في قطاع السياحة قائلا: تمكنا من جذب نسبة إقبال تاريخية وتتم مراجعة خطة السياحة كل 15 يوماً ليضمن سير الإيرادات وتدفق السائحين إلى مصر.
وأضاف أن مصر تتمتع بمناطق سياحية جاذبة ومواقع ومدن متفردة، مؤكدا على تدشين عدد من المشروعات الجديدة تتلاءم مع إمكانات القطاع السياحي المصري باستثمارات من القطاع الخاص خاصة أن مصر تحتاج إلى نصف مليون غرفة فندقية بحلول 2028.
وتابع: نعمل على تشجيع وتحسين مناخ الاستثمار السياحي وتطوير التجزئة السياحية من خلال التعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، بجانب مضاعفة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني.
وعلق اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر على الحوادث الأخيرة، قائلاً: إن مثل هذه الحوادث من النادر حدوثها، موضحاً أن اشتعال الحريق في مركب سياحي، جاء نتيجة ماس كهربائي وتم إنقاذ 12 من السائحين، بينما لا يزال ثلاثة مفقودين جار البحث عنهم، وفيما يخص حادث القرش أكد أنه تم غلق الشواطئ لمدة يومين لعمل مسح والتأكد من إجراءات السلامة، مشيراً إلى أنها حوادث فردية.
أسباب هجوم القرش
وأضاف أن الصيد الجائر هو أحد الأسباب الرئيسية لوقوع حادث سمك القرش نظرا لتقلص منسوب المخزون السمكي، مؤكداً أنه قرر منع الصيد الجائر في البحر الأحمر.
وتابع: وضعنا قواعد صارمة والقرار بإغلاق الصيد لمدة شهرين هو قرار لصالح الصياد والبيئة البحرية وعدم حدوث مشكلات. وكشف عن مقترح بوضع شباك لحماية السياحة في الشواطئ من هجمات القرش، وجاري مراجعته مع الجهات المعنية.
وقال أحمد المغربي، نقيب الصيادين في دمياط، إن أسباب اقتراب سمكة القرش من الشواطئ والهجمات على البشر التي تحدث نادرا يرجع إلى إلقاء السفن الأضاحي النافقة في عرض البحر، ما يدفع القرش للاقتراب من الشواطئ في مثل هذا التوقيت من كل عام.
وأضاف المغربي أنه مع اقتراب موسم الحج تزداد الأغنام المصدرة إلى السعودية ومصر وبعض الدول العربية والإسلامية للأضحية.
وأشار المغربي إلى أن أصحاب السفن يلقون المواشي النافقة أو المصابة في عرض البحر، بالإضافة إلى مخلفات الذبح مما يحفز حواس أسماك القرش ويجعلها تقترب للسواحل.
وأكد نقيب الصيادين، أنه في هذه الأيام مع ارتفاع درجات الحرارة تتغير سلوكيات بعض الحيوانات المفترسة وخاصة القروش، وتقترب من السواحل أكثر في فصل الصيف.
هل تتأثر السياحة في مصر؟
قال مجدي صادق عضو غرفة شركات السياحة إن حادثي الغردقة ومرسي علم، حوادث فردية، لا تؤثر على قطاع السياحة ونادرا ما تحدث، قائلاً: “إحنا وخدين عين خاصة بعد زيادة أعداد السائحين”.
وأضاف أنه من الطبيعي أن تجري السفن رحلات لمدة 5 أيام سفاري وزيارات للجزر، لكن لابد من التأكد من عناصر السلامة.
وتابع أن تأثير الحادث محدود، وسينتهي أثره خلال أيام مع بدء أنشطة السياحة مجدداً وعودة فتح الشواطئ، مشيراً إلى تكرار مثل هذه الحوادث في بلدان أخرى ولم يتضرر قطاع السياحة.
وأكد أن سبب مثل هذه الحوادث يرجع لإلقاء بعض السفن حيوانات نافقة، مما يغير نظام الكائنات البحرية البيولوجية، ما يجعلها حوادث استثنائية.
وكشف أن الحكومة بدأت حملات تسويق سياحية لإدارة الأزمات، وتعقد اجتماع كل 15 يوماً لمتابعة التطورات السياحية، ما يعني أنها ستتدارك تأثير الحادث سريعا، خلافاً لمناقشة وضع حواجز شبكية بمحاذاة القرى السياحية بارتفاعات محددة لمنع دخول الأسماك كبيرة الحجم قرب الشواطئ، وهو أمر موجود فعلياً في بعض الشواطئ.
وأكد أن هناك رسائل لطمأنة السياح ومحبي المناطق السياحية في الوقت الحالي، تمثلت في إجراء المسح السريع للمنطقة، خلافا للتأكد من تعليمات السلامة ومراجعة الشواطئ سريعاً بعد الحادث الأخير.
وتابع أن وزارة السياحة وجهات الرقابة ستقوم بحملات رقابية مكثفة على الشواطئ والبواخر لمتابعة الإجراءات الخاصة بالسلامة.
من جانبها، قالت رابطة منظمي الرحلات السياحية الروسية إنها لم تسجل أي إلغاء لرحلات المواطنين الروس إلى مصر بعد حادثة سمكة القرش.
وذكرت الرابطة: أكبر منظمي الرحلات السياحية في روسيا لم يسجلوا إلغاء رحلات إلى مصر، ولم يتم اتخاذ أية إجراءات من شأنها التأثير على حركة السياحة لمصر.
من جانبه، توقع نائب رئيس الاتحاد الروسي للسياحة، دميتري غورين، ألا تؤثر هذه الحادثة على تدفق السياح الروس إلى مصر بشكل كبير، مضيفا “سيعمل السياح على الانتظار والترقب والانتقال مؤقتا إلى حمامات السباحة وإلى الرحلات الاستكشافية”.
أرقام عن إيرادات السياحة في مصر
- 10.7 مليار دولار خلال عام 2021-2022
- 4.9 مليار دولار في عام 2020-2021
- 9.9 مليار دولار عام 2019-2020
- 12.6 مليار دولار عام 2018-2019
- 9.8 مليار دولار عام 2017-2018
- 4.4 مليار دولار عام 2016-2017
أول 5 أشهر من 2023
- 7 ملايين سائح
- بينهم 1.3 مليون سائح خلال شهر أبريل/ نيسان فقط
- 15 مليون سائح مستهدف خلال العام
- 20 مليون سائح مستهدف خلال 2024
- 30 مليار دولار إيرادات سياحية مستهدفة