أكد مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية أن حرب أوكرانيا، التى نشبت فى أواخر فبراير من العام الماضى، تسببت فى ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين على مستوى العالم إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إجمالى أعداد اللاجئين من ويلات الحروب والاضطرابات فى العالم تجاوزت 108 ملايين شخص بنهاية العام الماضى.
وقال كاتب المقال الصحفي لورينزو توندو إنه طبقا لبيانات وكالة الأمم المتحدة للاجئين فقد ارتفعت أعداد النازحين قسريا عن ديارهم بسبب الحروب في العالم بنسبة وصلت خلال العام الماضي إلى 21 بالمائة أو ما يقرب من 108.4 مليون شخص بنهاية العام الماضي وربما
وصلت تلك الأعداد بنهاية الشهر الماضي إلى حوالي 110 ملايين شخص في ظل احتدام الصراع في أوكرانيا بين القوات الروسية والأوكرانية وزيادة أعداد النازحين واللاجئين هناك.
وسلط المقال الضوء في هذا السياق، على تصريحات رئيس مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فيليبو جراندي التي قال فيها إن تلك الأرقام توضح مدى فداحة العواقب التي تتسبب فيها الحروب من دمار وآلام ولاسيما في ظل غياب أي بارقة أمل تلوح في الأفق تبشر بحل قريب لتلك النزاعات والصراعات المسلحة.
وأشار المقال إلى أنه طبقا للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن أعداد النازحين من أوكرانيا في بداية الصراع هناك تجاوزت 200,000 شخص يوميا ممن هجروا ديارهم طلبا للأمان في الدول المجاورة لأوكرانيا، مشيرا إلى أن أعداد المشردين عن ديارهم في أوكرانيا وصلت إلى 11.6 مليون بنهاية 2022 منهم 5.9 مليون داخل الحدود و5.7 في الدول المجاورة، متسببين بذلك في أعلى نسبة معدلات نزوح والأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن هناك العديد من الأزمات بخلاف الحرب في أوكرانيا تسببت في تفاقم أزمات اللاجئين والنازحين في مناطق أخرى من العالم مثل ميانمار حيث وصلت أعداد النازحين هناك والمهجرين قسريا خلال الشهر الماضي إلى 331,000 شخص ليصل إجمالي النازحين هناك إلى 1.8 مليون شخص.. مشيرا إلى أن أعداد النازحين داخليا في الكونغو الديمقراطية وصلت إلى 6.2 مليون شخص بسبب الأوضاع الأمنية والاضطرابات هناك.
ولفت المقال إلى تصريحات ماثيو سالتمارش المتحدث الإعلامي باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين التي أكد فيها على ضرورة بذل المزيد من الجهد من جانب المجتمع الدولي والقيادات السياسية على مستوى العالم من أجل مواجهة تلك الأزمات الطاحنة من خلال السعي لإحلال السلام في جميع ربوع العالم والعمل على وضع حد للصراعات المسلحة فضلا عن توفير الدعم الاقتصادي اللازم لتلبية احتياجات هؤلاء اللاجئين والنازحين.
وكشف المسئول الدولي، طبقا لما ذكره المقال، تلقي مفوضية اللاجئين بنهاية العام الماضي ما يقرب من نصف احتياجاتها فقط من التمويل اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين على مستوى العالم، مشيرا إلى أن 12 عملية من عمليات الإغاثة التي تقوم المفوضية بتمويلها لا تجد القدر الكافي من الأموال التي تمكنها من أداء مهمتها بنجاح.