قال رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسم بنك”، بنديكت أوراما، إن البنك أنفق أكثر من 45 مليار دولار في القارة منذ اندلاع الوباء في عام 2020 إلى أزمة أوكرانيا في عام 2022؛ مما مكن العديد من الحكومات والبنوك المركزية والتجارية والشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة من التغلب على الآثار المجمعة لهذه الأزمات.
وأوضح أوراما – خلال كلمته الافتتاحية، اليوم الإثنين، للاجتماعات السنوية الثلاثين لبنك التصدير والاستيراد الإفريقي AAM2023 – أن البنك ساعد الدول على الوفاء بالتزامات سداد الديون التجارية المستحقة، لدفع ثمن الواردات المهمة ومتابعة الاستثمارات الاستراتيجية.
وأكد أوراما أن دعم “أفريكسم بنك” كان إلى حد بعيد أحد أهم الاستثمارات التي يخصصها كيان واحد في السنوات الثلاث الماضية، متسائلاً: “في وقت خروج رؤوس أموال البنوك الدولية من القارة، من أين كانت ستحصل إفريقيا على 45 مليار دولار لمواجهة أزمة عالمية إن لم يكن من الداخل؟”.
كما كشف أوراما أن أفريكسم بنك أنفق أكثر من 20 مليار دولار في 5 سنوات حتى عام 2021، وأنه يعتزم مضاعفة هذا المبلغ إلى 40 مليار دولار في السنوات الخمس حتى عام 2026، مضيفًا أن البنك وفر خطوط التجارة لأكثر من 200 من البنوك الإفريقية بمبلغ إجمالي يزيد عن 4 مليارات دولار، ويسعى للوصول إلى هدفه البالغ 8 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2026.
وتابع أوراما: “لدينا ترتيبات للاتصال مع ما يقرب من 500 من أصل 600 بنك تجاري منظم في إفريقيا”، مشيرًا إلى أن “أفريكسم بنك” رتب حزمة ائتمان وضمانات بقيمة 2.9 مليار دولار، التي مكّنت شركة الإنشاءات المصرية “السويدي” من بدء تنفيذ أكبر صفقة إنشاءات في إفريقيا على الإطلاق لتشييد السد ومحطة الطاقة الكهرومائية “جوليوس نيريري” في تنزانيا، كما كان “أفريكسم بنك” هو الداعم بمئات الملايين من الدولارات لصادرات الأسمدة الفوسفاتية من المغرب إلى نيجيريا وإثيوبيا.
ولفت إلى أنه برأس مال قيمته حوالي مليار دولار، أنشأ البنك منذ عام 2012 شركة لإنشاء المناطق الصناعية باسم ARISE IIP، معلنًا أن هناك تمويلاً استثماريًا آخر بقيمة مليار دولار قيد التنفيذ وسيتم توقيعه اليوم، بهدف الوصول إلى إنشاء 100 ألف متر مربع من المناطق الصناعية الإفريقية في غضون سنوات قليلة.
وتطرق أوراما إلى مشاركة البنك بتمويل مصفاة (Dangote) والصناعات البتروكيماوية في نيجيريا، التي افتتحت مايو الماضي، حيث يعد “أفريكسم بنك” أكبر مقرض لها وبوسعها أن تضع إفريقيا على خريطة العالم لإنتاج المنتجات البترولية والبتروكيماويات والأمونيا والأسمدة النيتروجينية، لتخلق ما لا يقل عن 135 ألف (135000) فرصة عمل، وحوالي 21 مليار دولار من العائدات سنويا وتكون مصدر إمداد للعديد من الاقتصادات الإفريقية.
وقال: “نعمل مع بعض شركات الطيران الإفريقية والكاريبية لبدء العمليات التجارية بين المنطقتين، حيث وافق أفريكسم بنك على تقديم مبلغ 1.5 مليار دولار لدعم مجموعة الكاريبي مع خطط لمضاعفة هذا المبلغ في المستقبل القريب”.
وأضاف: “بينما نستعد لمواجهة العالم الجديد من الفرص والتحديات والتهديدات على مدى الأعوام الثلاثين القادمة، فإننا نفعل ذلك على أساس أقوى لأكثر من 60 دولة مشاركة التي تمثل تطلعاتنا في مسؤولياتنا، ونقوم بذلك كمؤسسة أقوى تتطلع إلى 30 عامًا أخرى بحماس، فقد حافظ البنك على قوته المالية في السنوات الثلاثين الماضية، بإنفاق أكثر من 100 مليار دولار. ويجب أن يفخر كل إفريقي بأن بذرة زرعت منذ 30 عامًا بأقل من 150 مليون دولار من إجمالي الأصول وكمية مساوية تقريبًا من حقوق الملكية ازدهرت في مؤسسة يبلغ رأسمالها الآن 32 مليار دولار من إجمالي الأصول والضمانات، وحوالي 6 مليارات دولار بصندوق المساهمين، من مؤسسة حققت ما يقرب من 12 مليون دولار فقط من إجمالي الإيرادات في عام 1995، لتصل لأكثر من 1.5 مليار دولار في عام 2022”.
ونوه بأن هذه النتائج تدل على الفرص المتاحة في إفريقيا، وتؤكد صحة افتراضات الآباء المؤسسين للبنك قبل 30 عامًا.
واستطرد قائلًا: “استغرق البنك 30 عامًا ليبلغ إجمالي الأصول والضمان 30 مليارًا. إنني أتطلع إلى الأمام بثقة وأعلن أن البنك سيضاعف حجم رأسماله إلى 60 مليار في أقل من 6 سنوات… نبدأ الرحلة في الأعوام الثلاثين القادمة ونقدم خدمات من إعداد المشروع إلى خدمات الوصول إلى السوق في قارتنا الجديدة الأكبر من إفريقيا، التي امتدت إلى دول البحر الكاريبي”