كان التونسيون، الجمعة، على موعد مع نتيجة امتحان البكالوريا، تعالت الزغاريد من منازل الناجحين الذين وزعوا العصائر مع الحلويات فرحا بنجاح أبنائهم.
لكن الطالب التونسي ماهر الجزيري لم يكن كغيره من الطلاب الذين عاشوا لحظة النجاح في منازلهم محاطين بأمهاتهم وآبائهم وأقاربهم.
ففي يوم نجاحه في امتحان البكالوريا، توجه الطالب التونسي ماهر الجزيري أصيل مدينة تستور من محافظة باجة شمال غربي البلاد، إلى المقبرة منتظرا الرسائل القصيرة التي ترسلها وزارة التربية لتخبر المجتاز في الامتحان بنجاحه أو رسوبه.
اختار هذا الطالب أن تكون والدته المتوفية الأولى التي تسمع بخبر نجاحه وبتميزه كي تكون فخورة به.
وبمجرد وصول الرسالة القصيرة على هاتفه لتبشره بالنجاح بمرتبة مشرف جدا، احتضن قبر والدته والتقط صورة وأرفقها بتدوينة لامست قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس.
وتوفيت والدته “لمياء الوسلاتي” وهي أستاذة تعليم في شهر يوليو/ تموز 2021 دون أن تعيش وتحقق انتصارها بنجاح ابنها في امتحان البكالوريا الذي سيمهد له مستقبله.
وفي تدوينة مؤثرة، كتب الطالب كلمات وعبارات مست الوجدان، وقال: “أمي.. أنت أجمل شيء رأيته في حياتي.. قبل أن تذهبي، كنت دائما تقولين لي هل سأعيش وأراك ناجحا وأحقق فرحة البكالوريا.. أنا اليوم جئت إليك وأردتك أن تكونين الأولى التي ترين الرسالة القصيرة التي تخبرني بالنجاح.. والحمد لله تحقق الذي كنت تطمحين له يا أغلى شخص في الدنيا”.
وزاد: “الحمد لله أحرزت على معدل 18.22 على عشرين.. أهديك نجاحي.. وأريد أن أخبرك أنك دائما في القلب ولن أنساك أبدا مهما حييت.. ياميمتي (أمي) أنت الدنيا ودونك الحياة ظلام لكن الحمد لله ..أنا سعيد لأنني أسعدتك”.