تعتبر الغارف من أشهر الوجهات السياحية في البرتغال لما تزخر به من شواطئ رملية ناعمة وقرى جميلة وكهوف مثيرة ومناخ معتدل.
ويقع المطار الوحيد في الغارف في شرق المنطقة بالقرب من مدينة فارو، وانطلاقا من هذه المنطقة يمكن الوصول إلى أقصى نقطة في الغرب “الغارف – كابو دي ساو فيسينتي” بواسطة سيارة مستأجرة في رحلة مريحة تستغرق أقل من ساعتين.
المناطق المناسبة للعائلات
تنقسم الغارف إلى منطقتين؛ شرق الغارف وغرب الغارف، وتعرف منطقة شرق الغارف باسم “سوتافينتو” وتمتد من الحدود الإسبانية إلى مدينة “فارو”، وتلائم هذه المنطقة العائلات، التي لديها أطفال؛ نظرا لكثرة الشواطئ الرملية، التي يزداد عمقها ببطء.
غير أن هذه المنطقة تزداد بها درجة الحرارة بوضوح مقارنة بالجزء الغربي من الغارف، والذي يعرف باسم “بارلافينتو”، وتنتشر المنحدرات الرمادية الداكنة مع الموجات العالية في المنطقة الواقعة في أقصى الغرب بالقرب من منطقة “ساجريس”.
وتسود في هذه المنطقة تيارات بحرية قوية، وأوضح كريستوف ريجنديرز، صاحب فندق “كاسا بيلا مورا” الصغير في منطقة بورشز، قائلا: “تمتاز هذه المنطقة بأنها رائعة، ولكن يتعين على الآباء توخي الحذر عند اصطحاب أطفالهم على هذه الشواطئ”.
وتعتبر منطقة بورشز جزءا من غرب الغارف، ولكنها تزخر بالكثير من الخلجان ذات الشواطئ الرملية الناعمة والمناسبة للعائلات، وتشهد هذه المنطقة ازدهارا سياحيا خلال الموسم السياحي الممتد من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر.
ومن وجهة النظر السياحية فإنه يمكن تقسيم الغارف إلى ثلاث مناطق؛ حيث يقل النشاط السياحي في المنطقة الواقعة شرق فارو في “سوتافينتو”، والجزء الغربي من “بارلافينتو” بدءا من “لاجوس”، وبين هاتين المنطقتين يقع الجزء الشرقي من “بارلافينتو”، وتستقطب المنطقة الواقعة بين فارو و”لاجوس” أكبر عدد من السياح في الغارف.
وأوضح ميشيل مولر، صاحب دار نشر أدل السياحة والسفر، قائلا: “لا تزال هناك بعض البلدات، التي تحتفظ بطابعها الأصلي مثل “فيراجودو” و”ألفور” في الغرب وكذلك بلدة “أولهاو” في الشرق، والتي لا تزال محتفظة بسحر قرية الصيادين الصغيرة، ولكن في المقابل هناك الكثير من المناطق الحضرية مثل “أرماسو دي بيرا” و”كوارتيرا”.
ونصح كريستوف ريجنديرز العائلات بالابتعاد عن المنطقة الواقعة بين “كوارتيرا” و”البوفيرا”، نظرا لأن هذه المنطقة تشهد الكثير من الحفلات الصاخبة بسبب قدوم الكثير من السياح إلى “فارو” على متن رحلات الطيران منخفضة التكلفة من بريطانيا.
جولات في شرق الغارف
يتوافر أمام السياح في منطقة الغارف الكثير من الإمكانيات للانطلاق في جولات سياحية رائعة ومنها المحمية الطبيعية “ريا فورموزا”، التي تمتاز بالشواطئ الرملية دائمة التغير، وتتكاثر بها الكثير من أنواع الطيور النادرة، وتقع هذه المحمية الطبيعية بجوار المطار مباشرة؛ لأنه تم بناء المطار في عام 1967 وتم افتتاح المحمية في عام 1987.
ويمكن للسياح أيضا الانطلاق في جولة بواسطة قارب القطمران من ميناء فارو في رحلة لمدة 40 دقيقة إلى جزيرة باريتا، وقضاء اليوم على الشاطئ، وتزخر هذه الجزيرة بغطاء نباتي فريد من نوعه وينتشر بها الزعتر البري وأعشاب الكاري، وتوفر شركات السياحية جولات بالقوارب مع شرح للنباتات والحيوانات على الجزيرة باللغة الإنجليزية.
ولا تزال جزيرة “كولاترا”، وقرية الصيادين التي تحمل نفس الاسم، محتفظة بالطابع الأصلي لها؛ حيث يعيش الصيادون في حقول بلح البحر في بحيرة “ريا فورموزا”، وفي إطار مبادرة الاستدامة يتم تنظيم رحلة يومية من “أولهاو” إلى قرية الصيادين.
ودائما ما ينصح كريستوف ريجنديرز الآباء، الذين يصطحبون أطفالهم الصغار معهم في منطقة الغارف، بزيارة “سانتا لوزيا”؛ حيث تبحر العبّارات من هناك إلى جزيرة “تافيرا”، وعلى مقربة من هذه المنطقة يوجد جسر عائم بالقرب من منتجع “بيدراس ديل راي”، الذي يبدأ من عنده خط سكة حديد يصل على شاطئ “برايا دو باريل”، الواقع على مسافة 5ر1 كلم.
وتوجد على هذه الجزيرة منطقة للتخلص من المراسي القديمة، والتي تعرضت للصدأ من سفن الصيد القديمة، وينبغي على السياح مراعاة أن هذه الشواطئ لا يوجد بها أماكن ظليلة، ولذلك يجب الاهتمام باصطحاب واقيات الشمس والمظلات وملابس للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، خاصة مع وجود أطفال وعدم نزول الشاطئ في وقت الظهيرة.
ويتوافر أمام السياح في منطقة الغارف زيارة منجم الملح في منطقة “لوول” الداخلية منذ 2019، ويستقبل هذا المنجم، الذي لا يزال يعمل حتى الآن، 120 زائرا كحد أقصى يوميا، ولذلك فإنه من الأفضل حجز الزيارة مسبقا عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف.
وباعتباره منجما حقيقيا ينزل السياح في قفص متهالك إلى عمق 230 مترا في غضون ثلاث دقائق ونصف، وتستغرق هذه الجولة المصحوبة بمرشدين باللغة الإنجليزية حوالي ساعتين ونصف، ويسير السياح عبر متاهة ضخمة من الممرات الواسعة والعالية، وتتم أعمال الحفر في المنجم أمام أعين السياح.
جولات في غرب الغارف
يمكن للسياح في منطقة غرب الغارف الانطلاق في الكثير من الجولات السياحية مثل زيارة منحدرات الحجر الجيري التي تحيط بالغارف بين “البوفيرا” و”بورتيماو”، ويمكن استكشاف هذه المنطقة من خلال جولة بالقوارب، والتي تتيح للسياح الاستمتاع بإطلالة بانورامية شاملة تضم البحر والكهوف والسماء.
وتتمتع الكهوف الواقعة بالقرب من “بيناجيل” بروعة خاصة تلفت الأنظار، ولذلك فإن هذه المنطقة تشهد زيارات كثيفة من السياح؛ حيث تقوم الشركات السياحية في “البوفيرا” و”بورتيماو” بتنظيم جولات سياحية لمشاهدة هذه الكهوف بواسطة قوارب القطمران أو القوارب المزودة بمحركات، علاوة على أن الصيادين المحليين يقومون بتنظيم رحلات سياحية لزيارة الكهوف.
ويمكن للسياح من عشاق الرياضة استئجار قوارب الكاياك والتجديف بأنفسهم أثناء زيادة الكهوف، كما يمكن للسباحين استكشاف الكهوف بأنفسهم، ولكن ينبغي توخي الحرض والحذر في المناطق التي تنتشر بها القوارب السياحية.
وتجمع منطقة “زوومارين” بالقرب من “البوفيرا” بين حديقة الحيوان والملاهي الترفيهية والحديقة المائية، ولذلك يتعين على السياح أثناء زيارة هذه المنطقة التأكد من اصطحاب ملابس السباحة معهم، كما يمكن الاستمتاع بمشاهدة أحواض الأسماك وحديقة السحالي.
ويمكن الاستمتاع بمشاهدة الدلافين في عرض لمدة 30 دقيقة، وقد ولدت هذه الدلافين وترعرعت في حديقة الحيوان، وهذه العروض مناسبة للأطفال بدءا من عمر 6 سنوات، كما أنها قد تثير إعجاب المراهقين أيضا.
وتعتبر الشواطئ المنعزلة من مزايا منطقة غرب الغارف، حيث تنخفض الكثافة السكانية بصفة خاصة في المنطقة الغربية بدءا من “بورجاو” إلى “ساجريس”، وكذلك على الساحل الغربي حتى منطقة “الجيزور”.
وعلى الرغم من الشهرة العالمية، التي تتمتع بها منطقة “ساجريس” بسبب الرياح والأمواج العالية، إلا أنها لا تزال قبلة عشاق ركوب الأمواج، ويمكن للعائلات أيضا قضاء إجازة منخفضة التكلفة أثناء ركوب الأمواج في أماكن إقامة بسيطة، ولكن يتعين عليهم البحث أولا على الإنترنت للتحقق من الأسعار ومراجعة تعليقات العملاء الآخرين.