من رحم المحن تولد المنح، ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور، هذا ما أثبتته الطالبة العراقية هنار طه نوري.
واستطاعت هنار أن تجتهد وتتخطى صعوبة ظروف والدتها المادية الصعبة، وأصبحت مثال يحتذى به، بعد أن حصدت المرتبة الأولى بالقسم الأدبي في امتحانات الثانوية العامة بإقليم كردستان العراق، بنسبة 97.43%.
وتحولت قصة هنار طه نوري، يتيمة الأب، إلى قصة ملهمة بعد انتشار صورها أثناء انهماكها في الإعداد لامتحاناتها ومراجعة المواد داخل حجرة بسيطة لا سقف لها ومغطاة بقطعة من الصفيح المتهالك.
وظهرت هنار في الغرفة المتواضعة التي تفتقر لأبسط مقومات توفير البيئة المناسبة للدراسة والمذاكرة، وهزت هذه الصورة مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات السوشيال ميديا المختلفة.
وبعد تداول هذه الصورة بشكل واسع، قرر رئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور البارزاني، تكريم هذه الطالبة المتفوقة، وقرر منحها بيتا جديدا.
وقرر وزير التربية في إقليم كردستان آلان حمه سعيد، أن يزور الطالبة هنار في منزلها قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية، ليهنئها بتفوقها واحرازها المرتبة الأولى،
واعتبر وزير التربية في إقليم كردستان قصة هنار قصة نجاح وكفاح جديرة بالتقدير، وقام بتسليمها مفتاح المنزل الجديد، الذي أهداها إياه رئيس حكومة الإقليم.
وأكد رواد على السوشيال ميديا أن قصة هذه الطالبة تعكس قوة إرادتها ومثابرتها ورغبتها الشديدة في تحصيل العلم، وإصرارها على النجاح في ظل الظروف المعيقة التي تواجهها.
واعتبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أنها نموذج مشرف لجميع طالبات العراق ومصدر إلهام لهن.
وعبرت هنار عن سعادتها البالغة بنجاحها، وأكدت أنها تحملت كل المشقات وعانت كثيرا للوصول لهذه اللحظة.
وكشفت هنار عن الكلية التي تطمح لدخولها، وقالت إنها ستدخل كلية القانون لتصبح محامية في المستقبل، لتساهم في خدمة بلادها والدفاع عن الحق.
وحظي تكريم هنار بالاهتمام الإعلامي والشعبي بسبب قصتها المعبرة، التي جعلت منها مثالا يحتذى به، ليدفع غيرها من الطالبات للسعي نحو تحقيق النجاح والتفوق مهما كانت الصعاب التي تواجههم.