ظل على مدار عقود بأكملها يمارس جرائمه دون توقف، وتتساقط ضحاياه بين يديه يومًا تلو الآخر، في سلسلة دامت حتى وفاته في عام 2011.
بهذا الشكل قضى الإذاعي بمحطة BBC البريطانية جيمي سافيل عمره، فظل يوقع بضحاياه ويعتدي عليهن دون هوادة، وهو ما استمر فيه حتى سنواته الأخيرة، ولم ينكشف سره إلا بعد عام كامل من وفاته.
في سنة 2012، تحدثت الضحايا لأول مرة عن الاعتداءات التي تعرضن لها على يدي سافيل، فخلال الفترة ما بين عامي 1955 و2009، لم يتوقف عن الاعتداءات الجنسية بحق الأطفال والشابات والسيدات وحتى المسنات.
نفذ جيمي سافيل جرائمه في عدد متنوع من المستشفيات ودور الرعاية، وفيها لم يسلم الأموات كذلك من أذاه كما هو حال الأحياء، فوصلت ممارساته إلى الجثث التي عمد إلى العبث فيها.
في عام 2014، انتهت الشرطة من تحقيقاتها في الاتهامات الموجهة إلى الإذاعي الراحل، وخلصت إلى أنه اغتصب عشرات الفتيات، واعتدى على عشرات الجثث من ثلاجات الموتى، قبل أن ينتزع أعينها ليصنع الحلي منها.
شملت التحقيقات 28 مستشفى عامًا، وبلغ عدد ضحايا سافيل فيها ما يزيد عن 103 ضحايا.
وكشفت التحقيقات أن أعمار ضحاياه داخل المستشفيات تتراوح ما بين 5 و75 عامًا، ورغم فارق العمر بين أصغرها وأكبرها، أشارت إلى أن أغلب ضحاياه كُن من المراهقات.
وسلطت التحقيقات الضوء على مستشفى ليدز العامة فقط، موضحة أن عدد ضحايا الإذاعي فيها وحدها بلغ 60 ضحية.
لم يتوقف الأمر لدى سافيل عند ممارسة أفعاله الوحشية، بل امتدت للتفاخر بما يقترفه، فكشفت التحقيقات أنه عمد إلى توثيق اعتداءاته بالتقاط الصور خاصة مع الجثث.
ومن الموتى إلى الأحياء، فذكرت التحقيقات إلى أن الإذاعي الراحل ضم سجله الإجرامي 43 واقعة تحرش جنسي واغتصاب، كانت جميعها داخل أروقة المستشفيات، وخص فيها 19 ممرضة، إلا أنهن لم يفضحن سره للجهات المعنية وقتها.
اتساع رقعة جرائمه في عدد من المستشفيات، يعود إلى متانة علاقته بمديريها، ما سهل له مهمة الدخول إلى ثلاجات الموتى وأروقتها دون أدنى مشكلة، خاصة في ستينيات القرن الماضي.
آخر اعتداء نفذه سافيل كان في سنة 2009، حينها بلغ كان عمره 82 عامًا.
عقب إعلان نتائج التحقيقات، قدمت وزارة الصحة البريطانية اعتذارها للشعب الإنجليزي بأسره، كونها سمحت له بشغل منصب إداري هام في مستشفى “برودمور”.