Site icon العربي الموحد الإخبارية

الحكم المغربية بشرى كربوبي تدخل التاريخ في كأس العالم للسيدات

دخلت المغربية بشرى كربوبي تاريخ التحكيم العربي والإفريقي، إذ باتت أول حكم عربية تقود مباراة في نهائيات كأس العالم للسيدات.
كربوبي قادت مباراة الولايات المتحدة وفيتنام (3-0) الأحد، في الجولة الأولى من دور المجموعات بالمسابقة، المقامة في نيوزيلندا وأستراليا.
وإلى جانب كربوبي، تولّت المغربية فتيحة جيرمومي مهمة الحكم المساعد، مع مواطنتها سكينة حامدي، فيما أُسندت مهمة الحكم الرابع إلى الكرواتية إيفانا مارتينسيك.
وقالت كربوبي: “كوني حكماً في كأس العالم، أحسّ بفرحة كبيرة، بفخر واعتزاز، كوني أمثل المرأة المغربية والتحكيم النسوي المغربي والإفريقي والعربي، كأول حكم عربية وإفريقية”.
وأشارت إلى “أول ثلاثي مغربي، من الدولة ذاتها، يشارك في كأس العالم”، لافتة إلى أنها تشعر بـ”فرحة كبيرة”. وتابعت: “أتمنّى أن نكون عند حسن ظنّ الجميع”.

صانعة تاريخ التحكيم النسوي المغربي
كربوبي (34 عاماً) التي تعمل في الشرطة المغربية، ليست غريبة عن صنع التاريخ، إذ تصدّرت عناوين الصحف في عام 2022 بعدما باتت أول امرأة تقود نهائي كأس العرش المغربي، بين الجيش الملكي والمغرب التطواني.
إضافة إلى ذلك، دخلت التاريخ في عام 2020 عندما اختيرت لتقود مباراة في الدوري المغربي الممتاز، بين المغرب التطواني وأولمبيك خريبكة.
كذلك تولّت كربوبي مهمة حكم الفيديو المساعد (فار) في نهائي كأس أمم إفريقيا الماضية، بين مصر والسنغال في الكاميرون.
“ثورة” كرة القدم النسائية بالمغرب
تشهد كرة القدم النسائية في المغرب تطوّراً كبيراً، مع الدعم الكبير الذي تتلقاه من الاتحاد المحلي للعبة.
أُطلق أول دوري محترف في موسم 2022-2023، أحرز لقبه الجيش الملكي المغربي، الذي قاد بلاده لتحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الأولى، خلال النسخة الثانية للمسابقة.
كذلك يشارك منتخب المغرب للسيدات في كأس العالم 2023، في سابقة لمنتخب عربي.
وأعدّ الاتحاد المغربي استراتيجية لتطوير كرة القدم النسائية، تستهدف توسيع انتشار اللعبة وقاعدتها وزيادة عدد اللاعبات والحكمات.

تقول زكية الجريني (33 عاماً)، التي حصلت على شارة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كحكم في عام 2022: “تشعر مزيد من النساء المغربيات بالثقة الآن، في التدرب والعمل كحكم في كرة قدم، وذلك بفضل الذين كانوا رواداً في هذا المجال ومهّدوا الطريق للآخرين، وكذلك للعدد المتزايد من لاعبات كرة القدم”.
قبل أقلّ من عقدين، كان هناك أقلّ من 15 حكماً مغربيات اعتُمدن محلياً لكرة القدم. ثمة الآن 8 حكام اعتُمدن دولياً وأكثر من 120 حكماً نلن ترخيصاً محلياً.
حفصة أياب (15 عاماً)، وهي طالبة في مدرسة التحكيم التابعة لرابطة الشاوية دكالة الإقليمية لكرة القدم، غرب المغرب، قالت لصحيفة The National الإماراتية إنها ترى في كربوبي نموذجاً يُحتذى وتحلم بتحقيق النجاح الذي بلغته.
وأضافت: “لم أكن من محبي كرة القدم كلعبة، لكنني وجدت شغفي في التحكيم. أنا محظوظة لأنني قادرة على تحقيق هذا الحلم”.
مع زيادة عدد اللاعبات المغاربة بشكل كبير، أشارت الحكم المغربية سكينة هدية (32 عاماً) إلى تشجيع مزيد من النساء على المشاركة.
وقالت: “الزيادة ستتواصل، خصوصاً مع مشاركة مزيد من النساء المغربيات في الأحداث العالمية. وهذا سيشجّع مزيداً من النساء على فعل الأمر ذاته. أتذكّر كيف كنت، في عام 2009، الحكم الوحيدة لكرة القدم في منطقة الشاوية دكالة، ولكن الآن هناك العشرات”.
محنة التنمر
هادية نبّهت إلى أن السعي إلى مهنة التحكيم النسائي ليس سهلاً. وأضافت: “أنا في هذه المهنة منذ عام 2009، والتنمر لا يتوقف، خصوصاً أثناء المباريات، أو من الجمهور. ومع ذلك، أصبحت محصنةً من التعليقات السلبية”.
كذلك كانت كربوبي هدفاً لمضايقات وتنمر. فبعد قيادتها نهائي كأس العرش المغربي العام الماضي، انتشرت صور لها مع صور لمطبخ على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أبدى مشجعون استياءهم من قرار كربوبي بإنذار لاعب.
وقالت زكية الجريني، التي أدارت مباراة في كأس العرش بالمغرب هذا العام: “يكون التنمر أحياناً أسوأ ضد الحكام المحجبات، كما حدث لي”.
وأضافت: “لكن العائلة هي العقبة الرئيسية التي تمنع نساء مغربيات كثيرات من متابعة التحكيم في كرة القدم كمهنة. لا يزال كثيرون ينظرون إلى التحكيم بوصفه حكراً على الرجال، لكن حقيقة الأمر هي أن الرياضة والتحكيم مفتوحان للجميع”.

Exit mobile version