كشفت الدكتورة هبة يوسف، أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى والسموم بطب بور سعيد، فى تصريح خاص لــ “اليوم السابع “، إن إسفكسيا الغرق هى الاختناق الناتج عن عدم وصول الأكسجين فى الدم إلى المراكز الحيوية فى المخ لمدة 3 دقائق أو أكثر، فيؤدى إلى التلف الدائم لخلايا المخ والوفاة، خصوصا مراكز التنفس والجهاز الدورى والقلب.
وقالت هبة يوسف، إن إسفكسيا الغرق عبارة عن فشل فى وظائف التنفس نتيجة وجود فتحات التنفس الخارجية تحت الماء أكثر من 3 دقائق، ما يؤدى للاختناق ودخول الماء فى الرئتين والقلب والدم، ثم تصل إلى جميع الأجهزة بالجسم، وعند خروج الجثة من الماء تتميز بوجود رغاوى من الأنف والفم، وذلك لوجود مادة “السرفاكتنت” فى الرئتين واختلاط الهواء بالحويصلات الهوائية بالماء وتكون 95% من أسباب الوفاة هى الهايبوكسيا أى عدم وصول الأكسجين إلى المخ.
وأوضحت أستاذ الطب الشرعى أن الغرق قد يكون فى ماء عذب أو مالح أو أى سائل في أى مكان غائر، مشيرة إلى أن الغرق فى الماء العذب أسرع من الماء المالح لعدة أسباب، أهمها: لأنه فى الماء العذب يكون نصف فى المائة من أملاح الكلوريد “الملح” تدخل فى الرئة والدور الرئوية، ومنها للحويصلات الهوائية، ومنها للشعيرات الدموية الموجودة بالرئة فيؤدى إلى تكسير كرات الدم الحمراء فيساعد على زيادة مستوى البوتاسيوم بالدم، وهبوط مستوى الملح، فيؤدى إلى تذبذب كهرباء القلب، وتوقف القلب، خصوصا عندما يكون الماء العذب شديد البرودة أقل من 10 درجات مقدار “سيلسوز “، وهو مقياس درجات الحرارة، وهو ما يؤدى الى توقف القلب بصورة مفاجئة.
أما الغرق فى المياة المالحة مثل مياة البحر فيكون نسبة الملح فى الدم أو الصوديوم كلوريد 3 % فأكثر فيؤدى إلى ارتشاح في الرئتين أو الأوزيما الرئوية، وزيادة لزوجة الدم الناتجة عن زيادة الأملاح في بلازما الدم، ويستنتج من ذلك أن تحديد فترة الوفاة في المياة المالحة تكون من 8 إلى 12 دقيقة، مما يسمح بإعطاء فرصة لإنقاذ الشخص الذى تعرض للغرق بينما الغرق الناتج عن المياة الغذبة تكون من 4 إلى 5 دقائق فقط، مما لا يعطى فرصة لإنقاذ الشخص الذى تعرض للغرق، وخصوصا أن الوفاة تحدث فجاة نتيجة توقف القلب المفاجئ.
وأشارت إلى أنه من أكثر العلامات التي يمكن أن نشخص الشخص الذى تعرض للغرق، فهناك علامات خارجية مؤكدة وهى خروج الرغاوى البيضاء من الأنف والفم، ويمكن أن تكون معرقة بالدماء، وكمياتها كبيرة جدا، وليس لها رائحة وتظهر عند الضغط على صدر المتوفى، موضحة أن العلامة الثانية هو ضغط الشخص الغارق على كفية بشدة أثناء الغرق، لانه قد تعرض لتوتر عصبى شديد أثناء الغرق فيحاول أن يتعلق باى شيء حوله، ولا يجد غير الماء اأ الطمى أو الحصى أو الرمل فيحاول الإمساك بقوة في يديه.
أما العلامات الداخلية فيتم ملاحظتها من خلال تشريح الجثة، وفحص الرئتين والقلب والمعدة والطحال والكائنات الدقيقة الموجودة بالدورة الدموية والأعضاء الداخلية والتي تعطى علامات عن نوع الماء والبيئة التي غرق فيها.