أنعشت البرامج السياحية والعلمية التي تنظمها الوكالات اليمنية لدى الحكومة المعترف بها دوليا حياة جزيرة سقطرى وغدت موردا اقتصاديا هاما.
وخلافا عما تعرضت له سياحة اليمن من أضرار بالغة إثر انقلاب وحرب مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، وتأثر مئات العاملين في هذا القطاع وخروجهم إلى رصيف البطالة، ظلت سقطرى تحتفظ نسبيا بنشاطها ما انعكس اقتصاديا على السياحة بالمحافظة.ويبدو أن الموقع الجغرافي للجزيرة الرابضة بين بحر العرب والمحيط الهندي شجع بعض السائحين لخوض مغامرة إلى بلد يغرق في الحرب منذ 7 أعوام، وأختار من سقطرى وجهة لمعرفة سحر طبيعة اليمن السعيد.ووجد الكثيرين طريقهم إلى سقطرى عبر بوابة إلكترونية على الإنترنت يديرها شبان سقطريون يعملون في وكالات سياحية خاصة في الجزيرة بموجب تراخيص رسمية من وزارة السياحية بالحكومة اليمنية.
وتشغل هذه الوكالات عشرات العاملين عبر برامج سياحية وعلمية تفتحها للسياح إلى سقطرى وتعتمد بشكل رئيسي على رحلات أسبوعية منتظمة للسياحة البيئية والتي تم تفعيلها عبر طيران العربية الإماراتية.
فرص عمل
وبحسب المسؤول الحكومي في المحافظة عبدالملك بن عقيل، فإن هذا النشاط السياحي “خلق فرص عمل لأبناء سقطرى بكل المجالات منهم من يعمل في الترجمة أو كمرشد وغيره وأنعش حركة المطعم والنقل”، كما استفادت منهم الموازنة في السلطة المحلية رغم الوضع الراهن.
وقال بن عقيل وهو مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي في سقطرى لـ”العين الإخبارية”، إن السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بالمحافظة أقرت أواخر 2019 دفع كل سائح 100 دولار أمريكي للحصول على فيزا سياحة وتورد لصندوق المحافظة.
وأضاف أنه خلال عام واحد وصلت إيرادات الصندوق هذا إلى أكثر من 50 ألف دولار أمريكي، وهو فقط مقابل فيزا للسياحة البيئية التي تم تفعيلها عبر طيران العربية التي تنظم رحلة أسبوعية كل اثنين من دبي إلى سقطرى.
في الصدد، أشار المسؤول المحلي إلى تخصيص مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية 20 مقعدا مدفوعة القيمة ضمن الرحلة الأسبوعية هذه، خاصة بالحالات التي تعاني أمراض مستعصية وخطرة ويتم نقلهم من مستشفى خليفة بسقطرى للعلاج مجانا في الإمارات.
ولفت إلى أن بقية المقاعد مفتوحة للمسافرين اليمنيين المقيمين بالإمارات أيضا وقد أنعشت رحلتها المنتظمة إلى حد كبير عمل الوكالات السياحية العاملة في سقطرى وسط إقبال من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة.
وانتقد بن عقيل ما يتم الترويج له في الإعلام من وجود قواعد عسكرية إماراتية بسقطرى، معتبرا ذلك نكاية سياسية تضر بقطاع السياحة التي تخدم مصالح الشعب اليمني في سقطرى وتأتي بالعملة الصعبة.
وأشار إلى الأثر الملموس في تحسين الوضع المعيشي والخدماتي للمواطنين وفي قطاع الأسماك والمياه والبنية التحتية والإغاثة ومشاريع مختلفة تنفذها الإمارات عبر أذرعها الإنسانية بالإضافة إلى أدوار مهمة للبرامج السعودي للتنمية وإعمار اليمن.
وحث المسؤول المحلي الجهات السياحية في حكومة بلاده الاستثمار في سياحة سقطرى باعتبارها مورد اقتصادي مهم واستغلال الأمن والاستقرار بالجزيرة التي تبعد عن مناطق الحرب ومناطق نشاط التنظيمات الإرهابية وتقديم تسهيلات للسائحين بما فيه التنقل.
دعم السياحة والشباب
من جانبه، قال مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة سالم حواش إن المشاريع الإماراتية ساهمت في دعم سياحة وشتى مجالات الحياة بسقطرى سيما البرامج التدريبية وتأهيل الشباب السقطري.وتحدث حواش لـ”العين الإخبارية”، عن جوانب مختلفة، بما فيها مشروع الزواج الجماعي المجاني بدعم الإمارات ويتضمن بناء للشباب لهم مساكن ورعاية مهرجانات شعبية، فضلا عن مشاريع تستهدف المهن الحرفية في جميع أنشطة الحياة وإبراز المهارات وعرض التراث السقطري.
وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة، أكد حواش أهمية الحفاظ على البيئة السقطرية من العبث الجائر والاعتناء بها وتجديد زرع روح الحفاظ على البيئة لدى المواطنين.
وأشار المسؤول الحكومي، في هذا المنحى، إلى دور الرحلات العلمية لشباب سقطرى، أبرزها رحلة علمية لـ30 شابا وشابة اليومين الماضيين إلى محمية “ديحمري” البحرية للتعرف على المهددات البيئية والتنوع السقطري الحيوي باعتباره مصدر جذب سياحي وثروة لحاضر اليمن ومستقبله والعالم.