في سابقة هي الأولى من نوعها اكتشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي علامة استفهام ضخمة ومخيفة في الفضاء الخارجي بالقرب من زوج من النجوم يسمى هيربيج هارو 46/47، وهو ما أثار ردود أفعال متباينة وجدلا واسعا حول العالم.
أظهرت الصورة الملتقطة ما يشبه علامة الاستفهام بين النجوم وهو ما دفع فريق تلسكوب جيمس ويب (JWST) لدراسة تلك الواقعة وكشف أسبابها ومعرفة ماهيتها، إلا أنهم أكدوا أنه من غير الواضح ما يمكن أن يكون عليه هذا الكائن ، حيث وجد نجمان يقعان على بعد 1470 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة فيلا، ومن حولهما نجوم المسماة Herbig-Haro 46/47، محاطة بقرص من المواد يغذي البقية أثناء نموها لملايين السنين، بينما يقع في أسفل تلك النجوم جسم يشبه علامة استفهام كونية عملاقة والتي تعد المرة الأولى التي يري فيها علماء الفلك علامة استفهام كونية. ووفقاً لموقع “ديلي ميل”، فقد أكد الخبراء إن علامة الاستفهام ربما تكون أقل غموضًا مما تبدو عليه، ويمكن أن تظهر ببساطة مجرتين مدمجتين، إحداهما ممتدة بفعل جاذبية الأخرى.وقال الدكتور ستيفن ويلكنز رئيس قسم علم الفلك في جامعة “ساسكس”: “هناك مئات المليارات من المجرات التي يمكننا رصدها، ومعظمها لها شكل حلزوني أو بيضاوي الشكل، مما يعني أنها تبدو وكأنها نقطة من مسافة بعيدة.”، مضيفا : “يؤسفني أن أخبر الناس أنها ليست رسالة للبشرية على الأرجح، لكنها تُظهر القدرة المذهلة لهذا التلسكوب على استكشاف عالمنا كما لم يسبق له مثيل من قبل.” بينما أوضح ممثلو معهد علوم تلسكوب الفضاء (STScI) في بالتيمور أن اللون الأحمر للكائن الذي يشبه علامة الاستفهام تشير إلى أنه بعيد جدا، وأكد مات كابلان، الأستاذ المساعد للفيزياء في جامعة ولاية إلينوي المطلع على الاكتشاف الجديد، أن الجسم قد يكون مجرتين مدمجتين لا سيما أن الجزء العلوي من علامة الاستفهام جزء من مجرة أكبر تتعرض للاضطراب المدّي. جدير بالذكر أن تلسكوب “جيمس ويب” هو مشروع تعاوني لوكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية. وقد أُطلق في ديسمبر عام 2021 ويعتبر خليفة تلسكوب هابل الفضائي، ويعد من أكبر وأقوى التلسكوبات التي تم إطلاقها في الفضاء حيث يمكنه رؤية المجرات التي كانت موجودة بعد بضع مئات من ملايين السنين فقط من الانفجار العظيم ، ويمكن العلماء من من رؤية مناطق نائية من الكون ويستخدم أكبر مرآة فلكية تم إرسالها إلى مدار في الفضاء على الإطلاق، إذ يبلغ قطرها 6.5 مترا.