وتوقع وزير الخارجية الأمريكي أن تظل مئات العقوبات سارية على إيران، حتى لو عادت واشنطن وطهران للامتثال للاتفاق النووي.
©
REUTERS / LEONHARD FOEGERاستئناف اجتماعات فيينا حول “الاتفاق النووي الإيراني”… المحادثات تبدو عند المنعطف الأخير
وقال مراقبون إن التصريحات الأمريكية مجرد مراوغة للضغط على إيران، مؤكدين أنه في حال كانت جدية فإن من شأنها أن تعطل المفاوضات القائمة وتطيل من جلساتها، لا سيما وأن طهران لا يمكنها القبول بذلك.
تصريحات أمريكية
وقال بلينكن: “أتوقع أنه حتى في حالة العودة للامتثال إلى خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)، مئات العقوبات سوف تظل سارية، ومنها عقوبات فرضتها إدارة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب”.
وأضاف وزير الخارجية أنه حتى لو لم تكن العقوبات متعارضة مع الاتفاق النووي سوف تظل سارية حتى يتغير السلوك الإيراني.
من جانبه، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن سياسة بلاده في المحادثات مع الدول الكبرى للعودة للالتزام الكامل بالاتفاق النووي لن تتغير بعد انتخابات الرئاسة التي ستُجرى يوم 18 يونيو/ حزيران لأن أعلى قيادة في البلاد هي التي تقرر هذه السياسة.
وكشفت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي، استئناف المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن العودة للالتزام الكامل بالاتفاق النووي الموقع في 2015، مطلع الأسبوع المقبل.
واعتبرت أن انتخابات الرئاسة الإيرانية المقرر أن تجرى في 18 يونيو/ حزيران تعقد المحادثات.
وقالت المسؤولة الأمريكية خلال تجمع عبر الإنترنت نظمه صندوق مارشال الألماني “الكثير من التقدم تحقق”، إلا أنه لن يتسنى معرفة إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل الانتهاء من التفاصيل الأخيرة.
تعطيل التفاوض
واعتبر الدكتور رامي الخليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أنه: “لا يمكن الركون إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، وحتى التصريحات الإيرانية فيما يخص المفاوضات إذا ما عدنا إلى اتفاق عام 2015، كان هناك تصريحات نارية من الطرفين لكن في النهاية تم الاتفاق”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”: “بالاستناد لهذه التجربة، يجب عدم النظر بجدية بالغة للتصريحات الأمريكية أو التصريحات الإيرانية، خاصة تلك التي ترفع السقف عاليًا”.
ويرى أن في حال كانت تصريحات الجانب الأمريكي جدية، فسوف يؤخر ذلك المفاوضات القائمة في فيينا، خاصة أن هذا الأمر يطرح الكثير من الإشكاليات وريربطها بالاتفاق النووي.
©
Sputnik . Alexander Natruskinالمشاركون في اجتماع فيينا يتفقون على تسريع جهود عودة أمريكا وإيران للاتفاق النووي
وأكد أن: “إيران عمدت خلال الفترة الماضية إلى الفصل بين الملفات من أجل الوصول لاتفاق، والإبقاء على بعض نقاط الخلاف فيما يخص الدعم الصاروخي ودعم الميلشيات وسياسة إيران في المنطقة برمتها، أما الولايات المتحدة الآن عبر هذا التصريح تدمج ما بين الملفات، بأنها سوف ترفع بعض العقوبات وتبقى على عقوبات أخرى متعلقة بأوضاع حقوق الإنسان”.
ووصف العلي التصريحات الأمريكية بالتعقيد، مؤكدا أن الجانب الإيراني لن يوافق عليها بسهولة، وفي حال أصرت أمريكا عليها فهذا يعني أن المفاوضات بين إيران والمجموعة الدولية سوف تستمر لفترة طويلة.
رفض إيراني
بدوره أكد الدكتور عماد ابشناس المحلل السياسي الإيراني، أن الولايات المتحدة الأمريكية دائما ما تطلق مثل هذه التصريحات في ظل التفاوض مع إيران، لاسيما مؤخرًا خلال مسار فيينا.
ويرى بحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، أن هذه التصريحات مجرد محاولة لشد الحبل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والضغط على إيران والمفاوضين قبل الوصول إلى أي اتفاق.
وعن إمكانية قبول إيران بأي اتفاق في ظل الإبقاء على بعض العقوبات الأمريكية، أكد ابشناس، أن: “إيران حسمت هذا الشرط منذ وقت طويل، فلن تقبل طهران أي اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية يخص الاتفاق النووي لا يتضمن الرفع الشامل والكامل للعقوبات الموقعة عليها”.
ومنذ نيسان/أبريل الماضي، تستضيف العاصمة النمساوية اجتماعات الاتفاق النووي، بالإضافة إلى اجتماعات غير رسمية بأشكال مختلفة.
وتجري المحادثات رسميا بين إيران من جهة، وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، كما وتشارك الولايات المتحدة في الحوارات بصورة غير مباشرة.
هذا وفرض الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عقوبات اقتصادية قوية على طهران، بعد انسحابه، عام 2018، من الاتفاق الموقع في 2015 بين مجموعة 5+1 وإيران، لترد الأخيرة بخفض تدريجي لالتزاماتها الواردة في الاتفاق منذ 2019.